بعيدا عن «ركوب الموجة» بالقسوة على الحكومة او رفع شعار «الضرب في الميت حرام»، فإننا إذا قلنا بأن حكومتنا الرشيدة «مسكينة»، لم تستوعب طاقتها المتاحة «شرب» كمية الامطار الغزيرة، التي هطلت على البلاد هذه الأيام وبالتالي لا بد من عذرها وإيجاد المبررات «المنطقية» عند نقدها.
فإننا نقول أيضاً: إذا عذرنا الحكومة في غرق شوارع خيطان وجليب الشيوخ والفروانية والصليبية مع الجهراء والفحيحيل بعد الامطارالأخيرة، كون بنيتها التحتية والفوقية والأساسية متهالكة منذ سنة «الطفحة»... ماذا ستقول لنا حكومتنا الرشيدة عن غرق شوارع مدن حديثة مثل مناطق جابرالاحمد وصباح الأحمد، وجسور مع أنفاق شيدت قريباً مثل نفق الصباحية - المنقف؟!
لن نأتي بجديد عندما نهاجم الحكومة بعد استقالة وزيرالاشغال حسام الرومي، لكن الجديد الذي يستحق الإشارة إليه هنا هوالدورالكبير الذي لعبه «عيالنا» والجنود المجهولون في مختلف القطاعات الحكومية في وزاراتها المتعددة وغير الحكومية، مثل رجال وزارة الداخلية والحرس الوطني مع الدفاع المدني والإطفاء والكهرباء والماء والبلدية والصحة والاشغال وغيرها الكثير، من الذين شاركوا في انقاذ الحالات الصعبة من السيول الجارفة، والمنازل التي استقبلت أبنيتها واستسلمت للأمطار بصورة تدل على تحملهم المسؤولية، ناهيك عن المواطنين المتطوعين، الذين شاركوا في تخفيف حدة المصيبة، حتى قام أحدهم باستقبال مجموعة كبيرة من الوافدين في داره، بعد ان غرق الباص الذي كان يقلهم فوجدوا أنفسهم ضائعين!