صدقت جريدة «الراي» في عنوانها: «السيول تجرف وزير الأشغال!» والحقيقة أن السيول قد جرفت الوزير ووكيليه، وتركت المجال مفتوحاً لاختيار قيادات جديدة، لكن هل تعتبر تلك العاصفة نهاية حقبة السيول ورجوع الأمور إلى وضعها الطبيعي؟! بالطبع فان الجواب هو لا، ففي كل مرة يزداد فيها منسوب مياه الأمطار... تغرق الحكومة في شبر ماء، لأن البلد غير مستعد لاستيعاب أي زيادة في المطر!
ذهبت بالأمس الى الفحيحيل لتقديم واجب العزاء لأحد الإخوة الاعزاء، وقد شاهدت كيف انسدت العديد من الشوارع بسبب الغرقات، ولكن الأسوأ من كل ذلك هو وضع الطرق، فقد تكسر بعضها بسبب المطر، بينما تطاير الحصى في كل مكان وأصبح خطراً على السيارات!
بالطبع فنحن أفضل حظاً من دول أخرى مثل الاردن التي جرفت السيول الكثير من الناس، وسبّبت مآسي للسكان، ولكن يبقى السؤال الذي يطرحه كثير من الناس: لماذا لا نضع حداً لهذه الكوارث الطبيعية، وهل يكفي أن نقول إننا أفضل من غيرنا؟! تصلنا رسائل كثيرة من بعض الإخوة عن أوضاع بعض الدول مثل هولندا، التي تشهد كمية كبيرة من الأمطار طوال العام، ولكن من دون غرقات، والحقيقة أن ذلك ليس بمقياس فنحن دولة تكاد لا يهطل عليها المطر خلال سنوات، ولكن الواجب هو الاستعداد لمثل تلك الظروف وعدم التفاجؤ بالمشاكل في كل مرة!