«رفيق الفلافل» في «قفص الاتهام» و«ناقوس الخطر» حياله قُرع في أوروبا
«كبيس لفت» لبناني... مُسَرْطِن


بعد تحوّله مادّة لـ «إنذارٍ» في الاتحاد الأوروبي وسحْبه بعد ضبْطه في بلدان عدّة مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا والنروج والسويد، أكدت جمعية حماية المستهلك في لبنان أن نتائج التحليلات التي أُخضعت لها عينات من «كبيس اللفت» من 10 أماكن مختلفة (من لبنان) «أتت كارثية وتظهر استخدام المادة السرطانية rhodomine B بشكل كثيف»، محذّرة من «أننا أمام تسميم حقيقي للبنانيين».
وأشارت الجمعية في مؤتمر صحافي عقدتْه، اليوم الجمعة، الى أنها كانت تحركت وأعلمت كلاً من وزارة الصحة والصناعة للتحقق من الأمر واتخاذ الإجراءات الضرورية، موضحة أنها علمت ان الوزارات المعنية لم تفعل شيئاً حتى الساعة.
وأعلن رئيس الجمعية الدكتور زهير برو أنه تم ضبط منتجات من الكبيس اللبناني (اللفت) في دول عدة منها فرنسا بريطانيا ألمانيا والنروج والسويد وجدوا فيها هذه المادة الملوِّنة المُسرْطنة التي لا تُستخدم في الغرب في تصنيع المواد الغذائية منذ نحو 30 عاماً.
وتَسبّب وضع كبيس اللفت في «قفص الاتهام» باحتوائه على مواد (ملوِّنة) كيميائية خطيرة، بأجواء بلبلة على المستويين الصحّي والصناعي، ولا سيما أن هذا النوع من المخللات هو «رفيق» الفلافل، الطبَق الذي عُرف بـ «وجبة الفقراء» والذي يتباهى اللبنانيون بأنه أحد أبرز عناوين «تراثهم المطبخي» والذي اكتسب رواجاً في «عالم انتشارهم».
وكان أول «ناقوس خطر» حيال كبيس اللفت قد أُطلق قبل أيام حين أُعلن ان السلطات الصحية في مدينة مالمو، جنوب السويد، قررت سحب مخلل اللفت المستورد من لبنان من الأسواق المحلية لديها بسبب احتوائه على مواد كيميائية وأصباغ خطيرة تنشط فيها الخلايا السرطانية، وان الدائرة الصحية في المدينة كشفت، بعد الاشتباه باللون الأرجواني القوي، وجود أصباغ في الكبيس لا تتحلل في الماء ما يعني أنها مستحدثة من مادة كيميائية، وهي مادة «رودامين ب» المسببة للسرطان التي لا يسمح باستخدامها في الطعام وان هذه النتائج توصل اليها أحد المختبرات الألمانية، وقد تم تعميم إنذار الى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بعد ذلك.
وصرحت المفتشة في قسم الإدارة البيئية في بلدية مالمو ماريا سفينسون ان «المنتج استورد من لبنان، وتم توزيعه على 30 مطعماً، غالبيتها في مالمو، بينما بيع المنتج إلى بضعة مطاعم في بلديات سويدية أخرى بالإضافة إلى عدد قليل من المطاعم الدنماركية. هذا ما دفع ببلدية مالمو إلى إرسال تحذير للاتحاد الأوروبي بشأن هذا المنتج».
ولم يتأخّر ردّ وزارة الصناعة في لبنان عبر بيان أشارت فيه إلى أنّه «منذ إثارة موضوع الضرر الذي يلحقه استخدام بعض المخللات ومن بينها اللفت في الصحة العامة، تتابع وزارة الصناعة الموضوع، وتعمل على تحديد مصادر هذه المخلّلات ونوعيتها للتأكد من مدى مطابقتها للمواصفات وخلوها من المواد الملوِّنة الممنوعة ليبنى على الشيء مقتضاه»، موضحة «أنّ الوزارة كانت أصدرت في سبتمبر 2017 قراراً يقضي بمنع استعمال أي مواد تشكل خطراً على الصحة العامة في صناعة المخللات».
بدورها، أكدت وزارة الصحة اللبنانية «ان مادة Rhodomine B غير مسجلة ضمن المواد التي تسمح وزارة الصحة العامة بإدخالها الى لبنان كما ان وزارة الصناعة أصدرت قراراً في وقت سابق منعت استعمالها في تصنيع الكبيس»، معتبرة «ان وجود هذه المادة على الاراضي اللبنانية يعني أنها أدخلت بطرق غير شرعية، ومكافحة التهريب مسؤولية الاجهزة المعنية بضبط الحدود»، ولافتة الى «ان مراقبة المنتج النهائي الذي يتضمن هذه المادة ومواد أخرى هو من مسؤولية مديرية حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد»، ومؤكدة «ان مكافحة استخدام هذه المادة ليس من صلاحيات وزارة»الصحة«، ولكن اذا تبين لفرق مراقبة سلامة الغذاء في الوزارة استخدام هذه المادة خلال قيامها بكشوفاتها الدورية تأخذ الاجراءات اللازمة كما تحول الملف الى الجهات المعنية أي وزارة الصناعة لملاحقة المصنع، ووزارة الاقتصاد كونها المسؤولة عن سلامة السلع الغذائية».