همسات / أضحى مبارك

تصغير
تكبير
| سهيلة غلوم حسين | النظر الى مضمون عيد الأضحى المبارك له الكثير من المعاني الدينية والاجتماعية والانسانية، ولعلها مناسبة تعيد شريط ذكريات كل منا لتوصيف مقدار ما ينطوي عليه الانطباع الذاتي المكنون برمزيته وتآلفيته مع المشاعر الجياشة الى العمل الصالح في زمن التناقضات والتباينات المتكاثرة والمختلفة الأوجه.
يأتي الأضحى المبارك في وقت نحن احوج فيه الى التدقيق بحالة وضعنا الاجتماعي والسياسي والمعنوي، ونتوق الى استنتاج ماهية الغرض من الفرقة والتباعد القسري واستخدام الأحقاد كبديل عن الود والاحترام، ونستغرب ابعاد الاستناد الى الغضب المكروه وامامنا واجهة تفاؤل تدعونا اليها بمحبة وسلام.
غرائب كثيرة يصعب الدخول في نفق تفاصيلها، حصلت على مدى ازمان وتكرر نفسها بل وتتجدد، ونحن نصفق لها دعما لعودتها، ونبكي لها دعما للفصل الدرامي الذي نعرفه ونتطلع الى حضوره من اجل الكآبة.
عيد الأضحى قد يكون احد الأعياد التذكيرية الأساسية، بما تختلجه النفوس وتعجنه الحياة وتتبصره الأيام، انه عيد العودة الى الذات لتنقيتها من الشوائب، وتزكيتها بروائح التوبة والاخلاص لصاحب الخلاص، انه المعنى الجوهري الذي يتلاقى بارادة انسانية الانسان ومفهومه العقلاني لطبيعة الوجود.
المشكلات الاجتماعية تتضاعف، وقد اتخم مجتمعنا بخطاياها ومصاعبها وربما احد اسباب انعدام ايجاد الحلول لها ترك الحبل على الغارب في زمن ضاع الناصح بنصيحته، وغابت شمس الوداد من النفوس التي انقلبت على نفسها، بعد استبدال النور الايماني بظلام الجهل والكبرياء، ولا ريب في ان تتضح الأشياء على حقيقتها بفعل المتغيرات السلبية التي اخترناها دربا سالكة. ومن قنوات حياتنا يطل علينا العيد المبارك محملا كعادته بالأمل والتفاؤل، علنا ننتصح ونعود الى ما كنا عليه ملتزمين بفوائد العادات التي تربينا عليها، وكانت محطة ايقاظ لغفلة الزمن الذي يحاول ايقاعنا بمفاهيم منافية لتطلعاتنا.
ان مجتمعنا وبالرغم من تأثره بالواقع ما زال ارتباطه بالاصالة يستحضره الى ما يأمله ومن هذا المنطلق الايجابي تظهر بوادر الامل في عودة الأصيل الى ما استجابت له حواسه من آمال تصب في هدف الخدمة الاجتماعية، التي يسعى لها الكثيرون.
قبل ايام مرت اكثر من مناسبة تتعلق بذوي الاحتياجات الخاصة، وكان لسمو الأمير اهتمام بهذه الفئة التي تحظى بعناية كبرى على مستوى كل الكويت، كما سبق وان اطلعنا على الأوبريت التي قدمتها مجموعة من ذوي الاحتياجات الخاصة، انها فرصة حقيقية أثبتت مدى اهمية دور الانسان في تحدي الاعاقة الجسدية وتجاوز العراقيل والصعاب بارادة صلبة وقوة واندفاع دون تردد، ان هذه الفئة دلت على كفاءة وانسانية يصعب على الكثيرين ممن يعتبرون انهم في كامل قواهم العقلية بلوغ درجة ابداعاتهم، بوركت الأيادي البيضاء المعطاءة، وكم الفرق شاسع بين اثنين يختلفان، واحد يرى ان في الحياة منطق والآخر يرى ان لا حياة في الحياة ولا منطق في اي منطق.
* كاتبة كويتية
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي