فوزية سالم الصباح / «فيفا»... وتباشير الأسعار المخفضة

تصغير
تكبير
ما ان أعلنت شركة الاتصالات الكويتية الثالثة «فيفا» عن حزمة مغرية من الخدمات للأفراد، ومنها استقبال المكالمات الواردة من جميع دول العالم، وتلك الواردة من شبكة وزارة المواصلات الأرضية بالمجان، بعد أن كانت مدفوعة الثمن من قبل الشركتين السابقتين، حتى سارعت الشركتان إلى الإعلان عن تقديم الخدمة ذاتها بالمجان. ولمعلومات الجميع فإن الكويت الدولة الوحيدة في العالم التي كانت تحتسب رسوماً عن المكالمات الخارجية إلى النقال.
كما أعلنت شركة «فيفا» أنها ستقدم خدمات مغرية ومختلفة للمشتركين، لأنها إذا لم تقدم أي خدمات مغرية وتنافسية فلن تحلم باستقطاب 750 ألف مشترك، كما أعلنت.
وباعتبارها شركة وليدة ستواجه بالتأكيد بعض المشاكل في الخدمات ومن ضمنها توفير الإرسال، بالإضافة إلى أنها ستنافس شركتين لهما خبرة سابقة في الكويت، ولديهما مشتركون يحوزون رضاءهما.

نتمنى أن تقدم هذه الشركة خدمات حقيقية للمشترك وليس فقط بث طرق إعلامية متطورة لاستدراج المشترك الذي بات يعرف تماماً ما هي الخدمات الحقيقية التي تصب في مصلحته من عدمها. لذلك إذا أخفقت شركة «فيفا» في إقناع المشتركين في خدماتها منذ بداية انطلاقتها فإن المشترك سيحجم عنها مهما قدمت من خدمات لاحقاً، أي أنها ستجد صعوبة بالغة في استقطابه لاحقاً. كما أنها يجب أن تضع في الاعتبار أن الشركتين السابقتين، وما لهما من ثقل في عدد المشتركين، لن تتركا لها المجال في تقديم خدمات مغرية وستسارعان بتقديم خدمات أخرى وبإغراء أكثر، وهذا كله سيصب في مصلحة المشترك في النهاية. وكلنا يتذكر كيف خفضت شركة «زين» أسعارها وقدمت خدمات جديدة عندما خرجت شركة الاتصالات «الوطنية» إلى النور، وها هو المشترك الآن يترقب ما ستقدمه كل شركة.
في الحقيقة لم يعد الرقم المميز هو كل ما يبحث عنه المشترك، فالخدمات المميزة ومنها الأسعار المخفضة هي التي يبحث عنها المشترك لسبب واحد، وهو أن المشترك بات يدفع ربع راتبه، وربما نصفه على مكالمات هاتفه النقال، أي أن نفقات هاتفه النقال تفوق نفقاته على بيته أو قسط سيارته.
وحتى يجد المشترك في نهاية الشهر بضعة دنانير في جيبه، بعد أن أرهقت مكالمات النقال كاهله، نتمنى أن تكون هناك شركة رابعة وخامسة وسادسة، حتى تكون المنافسة حقيقية، ولكن ما يخيف المشترك أن تعقد الشركات ميثاق شرف بينها على الخدمات التي سيتم تقديمها، وهذا مستبعد في الوقت الراهن لأن الشركة الجديدة، وكما ذكرت بحاجة الى مشتركين ولن تستقطبهم إلا إذا قدمت، كما ذكرت، خدمات تستحق التضحية بالأرقام السابقة، وسأكون أنا ومن يعمل معي أول المشتركين بأي من الشركات الثلاث إذا وجدت أنها بالفعل تقدم خدمات حقيقية، وأهمها تخفيض الأسعار وليس فقط طرح أرقام مميزة، فالرقم المميز لم يعد ذا فائدة كبرى لأن الطرف الآخر سيحفظه عن طريق الاسم وسيتصل عن طريق اختيار الاسم، كما أن الاسم هو الذي سيظهر على الشاشة وليس الرقم المميز. كما نتمنى من شركة «فيفا» تقديم خدمات مميزة في مجال خدمات الإنترنت النقال فهي لا تقل أهمية عن خدمة مكالمات النقال.
ملحوظة:
الطريف في تقديم خدمة المكالمات الواردة من شبكة وزارة المواصلات الأرضية بالمجان ظهور ظاهرة «المس كول» من الهاتف النقال إلى الأرضي إذا كان الأخير لديه كاشف رقم، ما يعني أن صاحب النقال ما عليه إلا الاتصال على صاحب الهاتف الأرضي برنة واحدة ويغلق خطه ليعاود الأخير الاتصال به بالمجان. أما الأهم من ذلك فهو تقليل الإصابات الخطرة في الرأس جراء الإشعاعات القاتلة التي يبثها النقال.
فوزية سالم الصباح
محامية وكاتبة كويتية
[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي