أحمد عبيد الديحاني / ارتواء المشاعر


الإرهاصات والتوقعات الخفية المخيفة التي يترقبها الإنسان، ويتخيل معالم إطباقها على حياته، هي التي تثير الجزع في انعطافات غير مألوفة على ذات نفسه الضعيفة، وكأن الذي همه سيبلغه الآن أو كاد، مع أن ما شغل فكره قد لا يتحقق حصوله، فتعكس مفزعته على ذاته قلقا وريبة من إدراك ذاك الخطر، أما واقعة الآن فهي لحظات الأولى أن تكون طبيعية متجنبة لبؤر التوترات الوجدانية والانعطافات النفسية لمجرد احتمالات قد تكون غير جاد الورود، على الأقل في الوقت الحالي، فلا تستحق متاعب الحياة أن تشقى بها النفوس، وتتهلهل بها العزائم، وتكدر بها الأوقات واللحظات والحركات والسكنات في أجواء كئيبة رهيبة.
أليس لهذه المتاعب نفوس تستوعبها بجدارة؟ نعم إنها النفوس الريانة بالإيمان والاطمئنان في سياقات جري الحياة، حيث لا توقف للزمان عند حدوث فاجعة منتظرة، أو بلوغ نكبة مفاجأة، فلم التمعن الطويل بالمصيبة، والعيش بمراحلها من الداخل؟ إنها صفحة ستطوى كما طويت صفحات وصفحات، وما زلنا في أطوار الطبق تلو الطبق، أليس من الأفضل احتساب ألمها عند الله، «وما عند الله خير وأبقى»، وتفويت فرحة الشياطين بها مرتين: عند وقوع المصيبة، ومشهدك ضعفك نحوهم.
إن الفاجعة محطة عاكسة لتعري النفس البشرية أمام حقيقتها في الانكسار، وتبين مظاهر الفتور والخور، أو لربما انتهضت مظاهر الفتوة، فتتمايز النفوس المؤمنة في الارتقاء بدرجات الرفعة، والاستقرار بمنازل الفضلاء، أو الانزلاق في وحل الانهيارات النفسية والذوبان بها كالسبيكة، مع اهتزاز عنيف لإيمانه مع فلتة الجزع.
لا يمكن أن نحث البشرية للتجرد من إنسانية المشاعر التي فطرنا عليها، والأحاسيس النابضة في أفئدتنا، بل إن من الأحيان والرائق الإفضاء بتلك المشاعر والعواطف في انسيابات طبيعية، واستبثاث ذات النفس بتوازن واعتدال بين الألم وحرارته، والطمأنينة وبردها فلا الاستغراق التام بالحسرة، وامتداد الفكر في رتب الأسى، كما لا لعدم المبالاة بأحاسيس الألم الطبيعية، والتبلد أمام مشاعر اصابة الآخرين، بل قد يكون الإفضاء والبوح واجب الإبلاغ والإظهار لمن تحبهم وتداخلهم نفوسهم ويداخلونك.
من الواجب أن نفهم حقيقة الإيمان وأثره في حياتنا، وندرك بعمق مدى عظم الإيمان بالله تعالى، وحاجة النفوس أن ترتوي من الإيمان بالأقدار المؤلمة والمرضية، صحة وعافية، مرض، وسقم، طفولة، وشباب، ثم شيخوخة وعجز، وموت، وحياة.
فللإيمان على النفوس أثر واقعي، واستجابات شافية أمام مصاب الحياة، وما قضي على الإنسان .في مقادير السماء من لدن حكيم عليم، وأثر الإيمان بالغ على تلك الألوان والمتعاقبة من الأقدار النازلة على عموم بني الإنسان، فلا أحد له حصانة مما يؤلمه أو يكدر صفو عيشه، ولا أحد له استحقاق تام بالانعام لقربى وتفضيل له دون بني جنسه.
ومجمل العبارة: متى ملئ القلب بالإيمان أصبح في تحصن من الإفراط من تلك الإرهاصات والتوقعات التي يتخيل إطباقها على حياته فتثير الجزع في أول لمحة ورودها، أو... فلا، ربما سكت قلبه.
أحمد عبيد الديحاني
أليس لهذه المتاعب نفوس تستوعبها بجدارة؟ نعم إنها النفوس الريانة بالإيمان والاطمئنان في سياقات جري الحياة، حيث لا توقف للزمان عند حدوث فاجعة منتظرة، أو بلوغ نكبة مفاجأة، فلم التمعن الطويل بالمصيبة، والعيش بمراحلها من الداخل؟ إنها صفحة ستطوى كما طويت صفحات وصفحات، وما زلنا في أطوار الطبق تلو الطبق، أليس من الأفضل احتساب ألمها عند الله، «وما عند الله خير وأبقى»، وتفويت فرحة الشياطين بها مرتين: عند وقوع المصيبة، ومشهدك ضعفك نحوهم.
إن الفاجعة محطة عاكسة لتعري النفس البشرية أمام حقيقتها في الانكسار، وتبين مظاهر الفتور والخور، أو لربما انتهضت مظاهر الفتوة، فتتمايز النفوس المؤمنة في الارتقاء بدرجات الرفعة، والاستقرار بمنازل الفضلاء، أو الانزلاق في وحل الانهيارات النفسية والذوبان بها كالسبيكة، مع اهتزاز عنيف لإيمانه مع فلتة الجزع.
لا يمكن أن نحث البشرية للتجرد من إنسانية المشاعر التي فطرنا عليها، والأحاسيس النابضة في أفئدتنا، بل إن من الأحيان والرائق الإفضاء بتلك المشاعر والعواطف في انسيابات طبيعية، واستبثاث ذات النفس بتوازن واعتدال بين الألم وحرارته، والطمأنينة وبردها فلا الاستغراق التام بالحسرة، وامتداد الفكر في رتب الأسى، كما لا لعدم المبالاة بأحاسيس الألم الطبيعية، والتبلد أمام مشاعر اصابة الآخرين، بل قد يكون الإفضاء والبوح واجب الإبلاغ والإظهار لمن تحبهم وتداخلهم نفوسهم ويداخلونك.
من الواجب أن نفهم حقيقة الإيمان وأثره في حياتنا، وندرك بعمق مدى عظم الإيمان بالله تعالى، وحاجة النفوس أن ترتوي من الإيمان بالأقدار المؤلمة والمرضية، صحة وعافية، مرض، وسقم، طفولة، وشباب، ثم شيخوخة وعجز، وموت، وحياة.
فللإيمان على النفوس أثر واقعي، واستجابات شافية أمام مصاب الحياة، وما قضي على الإنسان .في مقادير السماء من لدن حكيم عليم، وأثر الإيمان بالغ على تلك الألوان والمتعاقبة من الأقدار النازلة على عموم بني الإنسان، فلا أحد له حصانة مما يؤلمه أو يكدر صفو عيشه، ولا أحد له استحقاق تام بالانعام لقربى وتفضيل له دون بني جنسه.
ومجمل العبارة: متى ملئ القلب بالإيمان أصبح في تحصن من الإفراط من تلك الإرهاصات والتوقعات التي يتخيل إطباقها على حياته فتثير الجزع في أول لمحة ورودها، أو... فلا، ربما سكت قلبه.
أحمد عبيد الديحاني