إضاءات

منظومة التربية والتعليم في الكويت

No Image
تصغير
تكبير

يتحدث البعض عن التعليم في الكويت، وكأن ضعفه وقلة جودته قد اختصر فقط في مسائل محددة ومنها تعطيل أجهزة التكييف وعدم جهوزيتها لاستقبال العام الدراسي الجديد، وما تلاه من تعطيل الدراسة لأسبوع دراسي كامل في بعض المدارس من أجل صيانة هذه الأجهزة وإعادة تأهيلها للعمل مرة أخرى -رحمة بصغارنا من الحر الشديد- الذي نعيشه في هذه الأيام.
والمسألة الأخرى التي يرى فيها البعض أن التعليم ضعيف في الكويت، أيضاً، عدم جهوزية الكادر التربوي في المدارس وقلة أعداد المدرسين، بسبب السياسات غير المدروسة، في مسألة التقدير والتجهيز والتدريب وخلافه.
فيما ينظر البعض الآخر إلى أن الضعف سببه يعود إلى تهالك بعض المباني الخاصة بالمدارس، أو أن الفصول غير لائقة للدراسة فيها، وأن صيانة المرافق فيها دون المستوى.
مسائل كثيرة يضع عليها البعض مسؤولية ضعف التعليم، وقلة جودته، إلا أنني أرى غير ذلك تماماً فيما سبق من أسباب -فرغم تأثيرها الملحوظ على منظومة التعليم- إلا أنها ليست هي الأساس فهي -في الحقيقة- أزمات يمكن حلها بسهولة لو توجهنا بكل إمكانياتنا إلى حل المشكلة الأكثر صعوبة وتأثيراً على منظومتنا التعليمية، وأقصد بها المفهوم الحقيقي الذي يجب أن نؤمن به في ما يخص قيمة التربية والتعليم، هذه القيمة التي -للأسف- لا يرى فيها البعض الأولوية التي تتصدر كل حياتنا، وهي أولوية أراها تتصدر كل العناصر التي تهم المجتمع مثل الصحة وتوفير الطعام والأمن وغير ذلك، لأنه ببساطة شديدة إن لم توفر التعليم للأبناء بالشكل المثالي والصحيح لن تحصل على أطباء جيدين.
نحن بحاجة إلى ثقافة تربوية وتعليمية محكمة، يكون فيها المعلّم هو الإنسان الأكثر تقديراً مادياً ومعنوياً، وهو الأكثر اهتماما في ما يخص كل جوانب حياته، لكي نضمن له ذهنا متقدا يستطيع به التفكير في كل السُبل التي من خلالها تعليم الأبناء وتربيتهم.
ولكن ما نراه أن مهنة التدريس في مدارس الكويت هي مهنة طاردة لا يتحملها إلا أولي الصبر.
كما أن وزارة التربية والتعليم ربما -وهذا من وجهة نظري- لا تحظى باهتمام الذي تتلقاه الوزارات الأخرى، ومن ثم تحدث كل عام الأزمات نفسها، ونبدأ في بذل الجهد والوقت في حلها، ونترك التفكير في التطوير والبناء والاستعداد للمستقبل، من خلال أبنائنا الذين نعدهم لدخول الجامعات والمعاهد.
ومن هذا المنطلق، أرى أن التربية والتعليم في الكويت بحاجة إلى منظومة ثقافية جديدة، يكون فيها المستقبل في عين الاعتبار، وهذا لن يتأتى إلا من خلال إعادة النظر في وضع المعلمين وتقديرهم بما يليق بهم، ووضع وزارة التربية والتعليم في أولويات اهتماماتنا، ولو حدث ذلك، تأكدوا لن يكون هناك مكيفات تستقبل العام الدراسي الجديد من دون صيانة، ولن يكون هناك عجز في كوادر المعلمين، لأن المهنة ستكون محبوبة وعليها إقبال شديد.

* كاتب وأكاديمي كويتي

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي