بغض النظر عن أسباب الازمة الأخيرة وأهدافها والمتسبب فيها ومن المخطئ والمخطئ الآخر، كلما حدثت أزمة سياسية في البلد يطفو مصطلح «كبار الأسرة»، اجتمع «كبار الأسرة» لمناقشة الازمة، بانتظار ما سيسفر عنه اجتماع «كبار الأسرة»، مازال اجتماع «كبار الاسرة» منعقدا، ومثل ذلك الكثير من اللغة الصحافية عن آخر اخبار «كبار الأسرة»، والنعم بالأسرة كبارا وصغارا، لكني اجدني لا أستسيغ مصطلح كبار الاسرة كثيرا، فأولا الدستور لا يعرف الا سمو الأمير حفظه الله ورعاه، وهو حاكم البلاد وأميرها، الحكم بين السلطات، صاحب الحق الاصيل والقول الفصل، والطريق الوحيد لمشاركة ابناء الاسرة، كبارا وصغارا، في الحكم يكون من خلال التعيين بالوزارة، واي كلام غير ذلك قد يفهم منه لا سمح الله انتقاص لدور سمو الأمير او مشاركة لسموه بالقرار وهو ما ننأى به عن سموه وعنهم، ثانيا لو كانت هناك فعلا اجتماعات لما يسمى بـ «كبار الأسرة» فيفضل اتمامها بسرية وعدم الحديث عنها ونشرها، للسبب المذكور أعلاه ولأن ذلك قد يثير التساؤلات المشروعة عن المشاركين بمثل هذه الاجتماعات وصولا لتوجهاتهم ونواياهم وكلنا نعلم ما يعنيه ذلك في عالم السياسة، كما ان كلمة «كبار الاسرة» تعطي انطباعا بأننا نحن صغار الشعب، ومازلنا نعيش مرحلة المراهقة و«الشيطنة» وانهم هم اولياء امورنا العقلاء اصحاب الفكر الراجح والرأي النافذ الذين يتدخلون عند اللزوم لحل مشاكلنا، وهم قد يكونون فعلا كذلك لكننا كشعب ايضا درسنا وكبرنا وتعلمنا، «كبار الأسرة» الله يحفظهم ويطول عمرهم، تعودوا علينا وتعودنا عليهم، وجميع الازمات مررنا بها معهم قبل ان يكبروا، وجميعنا نعرف نهايتها، أما ثالثا واخيرا والاهم فأنا هنا أود فعلا ان يكون «لكبار الاسرة» دور فعال وقوي ولكن خارج اللعبة السياسية حفظا لمكانتهم ونأياً بهم عن التجريح الذي قد يكون في مثل هذه الازمات اشد ضررا واقوى اثرا منه بالمعارك الانتخابية، فأتمنى ان يكون دورهم قويا في كبح جماح بعض «صغار الاسرة» الطموحين والمندفعين بلا حسابات للربح والخسارة، دورا قويا في تطويق الخلافات وتوحيد الرأي والرؤية داخل الاسرة لما فيه مصلحة الكويت، والدور الاهم هو تأهيل ابناء الاسرة لتولي مسؤولياتهم التاريخية وهو ما طالب به سمو الامير حفظه الله في خطابه الشهير لابناء الاسرة، كبارا وصغارا، بعد توليه الحكم.
فهد البسام
[email protected]