مواقف وطنية ومشرفة... تلك التي قام بها الشيخ ناصر صباح الأحمد -عافاه الله- خصوصا عندما قطع رحلة العلاج التكميلية الخاصة به - والتي كانت في ذروتها- ليقوم بتقديم واجب العزاء لأهالي الطلبة الضباط من أبنائه... والذين نتقدم من جانبنا لذويهم بأحر التعازي وخالص الأسى على شهداء الواجب... ونرجو من الله عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته، ويلهم أهاليهم الصبر والسلوان.
كما قام الشيخ ناصر بالاطمئنان على الطلبة الذين يتلقون العلاج، والتوجيه إليهم بإجراءات حاسمة وفورية تجاه واقعة وفاة الطلبة الضباط، وتشكيل لجنة تحقيق مشتركة مع وزارة الصحة للوقوف بالتحديد على تلك الأسباب المؤدية إلى الوفاة.
إذ إنه لم ينتظر أي معلومة أو خبر ليقوم بما قام به بل وجّه به مباشرة، ومن دون أدنى انتظار... وكل هذا جرى على الرغم من حالته العلاجية التي تتطلب الراحة التامة في ظروف العلاج.
فالشيخ ناصر آل على نفسه أي شعور بالراحة في سبيل أن يكون لصيقاً ومجاوراً لأبنائه الطلبة، والاطمئنان على ماجرى لهم.. فهذا - ولاشك- له معنى كبير لدى المواطنين الكويتيين وأبنائهم، ما يجعلهم مطمئنين إلى أحوال أبنائهم في ظل مسؤوليته عنهم، وكأنهم أبناؤه تماماً... وهذا فعلا هو واقع الحال.
كما أن هذا التصرف ينم عن إحساس عال بالمسؤولية من قبل شخصية بهذا المستوى... فهو نجل سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه.. وهذا التصرف ليس بغريب عن آل الصباح الذين لطالما كانوا خداماً للشعب ومصلحته... إن هذا الأمر يضاف إلى رصيد هذه العائلة التي يهمها بالدرجة الأولى مصلحة العباد فهو يشكل ديدنا أساسياً في حكم آل الصباح على مر العصور.
ومن جانب آخر، فإن سردنا لهذا الحدث ليس من قبيل الصدفة أو أنه أول مرة يحدث ، بل على العكس تماماً فإن ما قام به الشيخ ناصر ليس بالأمر المستهجن لدى المواطنين، ولكن نقوله فقط للتأكيد بأن هذه العلاقة هي علاقة سامية بين المواطن والمسؤول، والتي يمكن أن تكون مثالاً يحتذى لدى الآخرين... فبوركت تلك الجهود، ورحم الله شهداءنا الطلبة... والله الموفق.
[email protected]