مخبر جزائري في «إم آي 5» يتهم الاستخبارات البريطانية بالتخلي عنه


أثار حديث صحافي نشر في لندن مع مخبر جزائري عمل مع جهاز الاستخبارات البريطانية ضجة واسعة إذ روى كيف تخلى عنه الجهاز في وقت تسعى أجهزة الأمن في بريطانيا الى تجنيد أعداد كبيرة من المسلمين في صفوفها ضمن الحملة التي تشنها على الحركات الأصولية والتنظيمات الإرهابية المرتبطة بتنظيم «القاعدة» بقيادة أسامة بن لادن، خصوصاً بعد موجة التفجيرات الانتحارية التي شهدتها لندن في صيف 2005 والتهديدات المتواصلة من جانب «القاعدة» بالمزيد من الهجمات الإرهابية في المدن البريطانية.
وروى رضا حَسِين، وهو صحافي جزائري متزوج وله أطفال، لصحيفة «التايمز» أنه قدم إلى بريطانيا عام 1994 ثم تجند في صفوف جهاز الاستخبارات البريطاني الداخلي «إم آي 5» وتركز نشاطه على متابعة الأصوليين المشهورين أبو حمزة المصري وأبو قتادة الموجودين حالياً في السجن في بريطانيا، اللذين كانا ينشطان في المساجد البريطانية ويجندان الشبان المسلمين ويحرضانهم على الانضمام الى «التنظيمات الجهادية».
وقال أن المسؤولين في الجهاز الذين جندوه أبلغوه أن السلطات البريطانية ستوفر له الحماية وستصدر له الجنسية البريطانية حتى يصبح قادراً على التحرك بسهولة.
وعمل رضا نحو ست سنوات بانتظام مع الجهاز إلى أن انكشف أمره قبل نحو سبع سنوات فتعرض لاعتداء انتقامي من جانب مؤيدي «أبو قتادة» الذين انهالوا عليه ضرباً، وأصبح نشاطه محدوداً بسبب انفضاح أمر تعاونه مع الاستخبارات، لكن السلطات البريطانية التي وعدته بتوفير الحماية له تخلت عنه، وفقاً لكلامه ولم تمنحه مع عائلته الجنسية البريطانية، حيث ما زال يعيش في بريطانيا حياة غير مستقرة. بل على العكس من ذلك تلقى تهديداً بإبعاده إلى الجزائر.
وأبلغ رضا «التايمز» أن السبب وراء تنكر السلطات البريطانية له وللخدمات التي قدمها لهم أنه كان من بين الذين انتقدوا أجهزة الأمن البريطانية وفشلها بعد تفجيرات نيويورك وواشنطن الانتحارية عام 2001 في منع وقوع التفجيرات الانتحارية في لندن في يوليو 2005. وقال رضا أنه وكّل محامياً بريطانيا لمتابعة موضوع تخلي السلطات البريطانية عنه أمام محكمة العدل العليا، خاصة وأنه خدم جهاز الاستخبارات من دون مقابل مادي يذكر على أساس الوعد بترتيب إقامته في بريطانيا والحصول على الجنسية.
ويقول أنه تطوع للعمل مع الاستخبارات البريطانية بعد مشاهدته لعدد من الأصوليين الجزائرين في مسجد فينزبوري بارك، حيث كان أبو حمزة المصري يمارس نشاطه. وكان رضا فرّ من الجزائر بعد تلقيه تهديدات من الأصوليين الجزائريين، وقال أنه عمل في البداية مع شرطة الاسكوتلاند يارد ثم انتقل إلى جهاز «إم آي 5»، وكان يتلقى راتباً من 300 جنيه استرليني في الشهر بالإضافة إلى 80 جنيه لتغطية مصاريفه. ويقول أنه قدّم للجهاز مجموعة تقارير مهمة عن نشاط أبو حمزة في فينزبوري بارك وغيره ممن كانوا يؤمون المكان.