وزيران جديدان على «مقصلة» البرلمان... واعتقال «عشرات الجواسيس» في هيئات حكومية
خامنئي ملوِّحاً بالتخلّي عن «النووي»: على الحكومة العمل ليل نهار في الميدان الاقتصادي
خامنئي خلال اجتماعه مع روحاني وأعضاء حكومته في طهران أمس (ا ف ب)
طهران - وكالات - أعلن المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي استعداد بلاده للانسحاب من الاتفاق النووي المُبرم سنة 2015 مع الدول الكبرى إذا لم يعد «يحفظ لها مصالحها»، داعياً الحكومة للعمل «ليل نهار» من أجل التغلب على الأزمة الاقتصادية الناجمة عن سوء الإدارة وإعادة فرض العقوبات الأميركية بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي.
المرشد
وقال خامنئي، في خطاب له خلال لقاء مع الحكومة الإيرانية أمس، «بالطبع، إذا وصلنا الى خلاصة مفادها أنه لم يعد يحفظ مصالحنا القومية، فسنتخلى عنه»، معتبراً أن الاتفاق النووي «ليس الغاية، إنه مجرد وسيلة».
وأشار في الوقت نفسه إلى أن المحادثات يجب أن تستمر مع الدول الأوروبية التي تحاول إنقاذ الاتفاق رغم الانسحاب الاميركي، لكنه أضاف أن الحكومة الايرانية «يجب ألا تعلّق الأمل على الأوروبيين في قضايا مثل الاتفاق النووي أو الاقتصاد. يجب أن ننظر إلى وعودهم بتشكيك».
وكرر المرشد تأكيد أن إيران لن تخوض أي مفاوضات مع إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب، رغم عرضها إجراء محادثات غير مشروطة.
وقال إن «المسؤولين الأميركيين الوقحين يريدون القول إنه بإمكانهم حمل أيّ كان، حتى الجمهورية الإسلامية، إلى طاولة المفاوضات، لكن كما قلتُ بالتفصيل في السابق، لن تجري معهم أي مفاوضات».
ووجه خامنئي الحكومة للعمل «ليل نهار» من أجل حل المشاكل الاقتصادية، قائلاً: «نحتاج أن نكون أقوياء في الميدان الاقتصادي... على المسؤولين أن يعملوا بجد ليل نهار لحل المشاكل».
من جانبه، أكد روحاني أنه في الظروف الحالية لا يوجد أي حل سياسي مع واشنطن، لأنها لا تلتزم بأي من تعهداتها، مشدداً على أن إيران لن تقبل الخنوع للولايات المتحدة مرة أخرى.
البرلمان
ورغم دعم المرشد لحكومة روحاني، واصل مجلس الشورى (البرلمان) تضييق الخناق عليها، مع إطلاقه أمس إجراءات لعزل وزير التعليم، وتوقيع 70 نائباً مذكرة تهدف إلى عزل وزير الصناعة والتعدين والتجارة، وذلك بعدما سحب البرلمان الثقة من وزير الاقتصاد والمالية، الأحد الماضي، بعد أسابيع من سحب الثقة من وزير العمل مطلع الشهر الجاري.
الخليج
في غضون ذلك، حذر رئيس الأركان المشتركة للقوات المسلحة اللواء محمد باقري من أنه إذا لم تلتزم القوات الأجنبية في الخليج بالقوانين الدولية فستواجه رداً صارماً من «الحرس الثوري».
وقال في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية إنه «بفضل أسطول الحرس الثوري تشعر الدول المعادية بالقلق قبل عبور مضيق هرمز»، مشيراً إلى أنها «التزمت بالقوانين الدولية السنة الماضية لكنها إذا خالفت القوانين فستواجه إجراءاتنا للسيطرة».
وأكد استعداد القوات البحرية لأي مواجهة في مياه الخليج ومضيق هرمز، مضيفاً: «الخليج بيتنا ووطننا، والأعداء فيه ضيوف غير مرحب بهم».
بدوره، أكد قائد قوات الدفاع الجوي لشرق إيران العميد علي أكبر عباسي، أمس، أن أيّ اعتداء على الأجواء الإيرانية سيواجه رداً صاروخياً صاعقاً ومدمراً.
الجواسيس
وفي تطور بارز، أعلن وزير الاستخبارات محمود علوي أن إيران أوقفت «عشرات الجواسيس» وتريد الحد من شغل الذين يحملون جنسية ثانية وظائف رسمية، معتبراً أن بلده مستهدف بالعديد من محاولات التجسس.
وقال الوزير، الذي لم يذكر الفترة التي جرت خلالها هذه التوقيفات، في مقابلة مع التلفزيون الحكومي ليل أول من أمس، إن «أعداءنا يحاولون الحصول على معلومات عن بلدنا سواء بالمال أو بوسائل أخرى».
وأضاف «إنهم يتحركون بالتجسس وبالتسلل. لحسن الحظ إدارة مكافحة التجسس هي واحدة من أقوى الإدارات في وزارتنا... ونجحت في رصد عشرات الجواسيس في هيئات حكومية مختلفة وألقت القبض عليهم».
وقال إن إيران زرعت «عميلاً للحكومة في بلد لديه جهاز استخبارات قوي جداً»، في إشارة على ما يبدو إلى وزير الطاقة الاسرائيلي السابق غونين سيغيف الذي اعتقل قبل نحو شهرين بتهمة التجسس لصالح إيران.
وأعلن علوي أن السلطات بدأت حملة حتى لا يشغل المواطنون الذين يحملون جنسية ثانية وظائف رسمية بعد الآن، متوجهاً إلى الإيرانيين بالقول: «إذا كنتم تعرفون أشخاصاً من هؤلاء فأبلغونا».
وأكد أن تنظيم «داعش» ما زال يشكل تهديداً لإيران، معلناً أن 230 «خلية إرهابية» تم تفكيكها في السنة المنصرمة.
وأضاف: «نجحنا في إحباط هجمات كانت تستهدف جامعاتنا وكذلك المترو لكننا لم نتحدث كثيراً عن الموضوع».
ظريف يحطّ فجأة في أنقرة ويُجري محادثات مع أردوغان
أنقرة - وكالات - قام وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، بزيارة مفاجئة بعد ظهر أمس إلى أنقرة، حيث أجرى محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وجرت المحادثات، التي لم يُعلن عنها مُسبقاً، في مقر الحزب الحاكم الذي يتزعمه أردوغان، مع تزايد التوقعات باستعداد النظام السوري لشن هجوم على محافظة ادلب شمال غربي سورية آخر، آخر معاقل الفصائل المعارضة.
وتترقب أنقرة بحذر احتمال شن هذا الهجوم وسط مساعيها لإحلال السلام في سورية بمشاركة ايران وروسيا اللتين تدعمان نظام الرئيس بشار الاسد.
ومن المقرر أن يلتقي اردوغان نظيريه الايراني حسن روحاني والروسي فلاديمير بوتين في إطار قمة ثالثة بشأن سورية تعقد في إيران في السابع من سبتمبر المقبل.