بالتعاون مع وزارة التربية ومؤسسة التقدم العلمي والجامعة
«الخارجية الأميركية» تطوّر القدرات البحثية لطلبة الكويت
الأنصاري: «غلوب» دليل على دور الكويت في نشر العلم
عدنان شهاب الدين: البرنامج التعليمي يهدف إلى رفع قدرات الطلبة في البحث العلمي وفتح آفاق واعدة لهم
أنثوني ميرفي: رؤية البرنامج تتمحور حول إقامة مجتمع عالمي يعمل لفهم أفضل لبيئة الأرض
سالم الحجرف: «التقدم العلمي» تسعى إلى تعزيز خلق حلول مبتكرة لمواجهة التحديات في الكويت
أكد مدير جامعة الكويت الدكتور حسين الأنصاري أن برنامج غلوب الواعد يأتي دليلا جديدا على دور الكويت الحيوي في نشر العلم، وترجمة لتوجيهات سمو الأمير الشيخ صباح الاحمد، بأهمية التواصل بين المجتمعات وبناء علاقات وطيدة بين الدول، بما فيها المجالات العلمية التي هي أساس تحقيق التنمية والامن والسلام بين الدول والمجتمعات.
وقال الأنصاري، في كلمة له نيابة عن وزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور حامد العازمي في افتتاح البرنامج المعني بالتعليم والرصد العالمي لمصلحة البيئة في مركز علوم البحار التابع لجامعة الكويت امس، إن «هذا البرنامج يأتي تعبيرا عن التعاون الوثيق بين الخارجية الأميركية وكل من وزارة التربية ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي وجامعة الكويت، مستهدفا طلبة المرحلة المتوسطة والثانوية من القطاعين العام والخاص في الكويت».
وشدد على أهمية الالتفات إلى التغيرات المعاصرة في أساليب التعليم لضمان تقديم محتوى علمي متوازن، مضيفا «ان التحولات العالمية المعاصرة تتطلب رؤية جديدة في التحفيز على المشاركة في العلوم، باستخدام أدوات معرفية تستقطب اهتمام الناشئة والشباب: تخاطبهم بلغة عصرهم، وتنتقل بهم إلى التركيز على قضايا عصرهم، وتؤهلهم للانخراط في التخصصات العلمية بمهارات مهنية عالية. وهذا التحول ضروري لتحقيق الأهداف التعليمية والتربوية المنشودة، مبينا أن وزارة التربية بدأت بتفعيل مجموعة جديدة من هذه التوجهات المعاصرة».
وأشاد بالعلاقة الوثيقة بين وزارة التربية ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي، منوها بالدور الرائد للمؤسسة في دعم العلوم والأبحاث وترسيخ الثقافة العلمية، وتشجيع التعاون الدولي لنشر المعرفة العلمية والتكنولوجية. وأوضح أن المؤسسة استطاعت عبر مسيرتها الحافلة التي تزيد على أربعة عقود ان تعكس اهتمام الكويت المتواصل بالعلم كونه الدافع نحو التقدم والرقي بالبشرية على مر العصور مشيدا بدور المؤسسة كوسيط يحفز البحث والتطوير ويدعم البيئة الممكنة لذلك.
وشارك في حفل الافتتاح سفير الولايات المتحدة لدى الكويت لورانس سيلفرمان، من منطلق دعمه المستمر لتعزيز العلم، وتأصيل الروابط بين العلماء والباحثين الشباب، ومد جسور التواصل الدولي في مجالات العلوم والتكنولوجيا.
من جهته أكد المدير العام لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي الدكتور عدنان شهاب الدين «أهمية هذا البرنامج التعليمي الذي يهدف إلى رفع قدرات الطلبة في مجال البحث العلمي وفتح آفاق واعدة لهم، والمشاركة في دعم الجهود العلمية في موضوع التغير المناخي الذي يعد أحد أهم الموضوعات الحيوية التي تهم العالم أجمع».
واضاف أن «موجات الحرارة وتغير أنماط هطول الأمطار عالميا تشير إلى أنّ ظاهرة التغير المناخي ليست مجرد تهديد مستقبلي او مشكلة مؤجلة فكل هذه الأحداث المناخية تتماشى مع ما نتوقعه من مناخ اكثر دفئا». وردا على تساؤله عن كون هذه الأحداث هي نتيجة للتغير المناخي أوضح أن الإجابة بحاجة إلى التعاون الذي يستهدفه هذا البرنامج الذي يجمع فيه الطلبة معلومات حول كيفية تأثير الاحترار العالمي على الأحداث المناخية في منطقتهم لاستخدامها عالميا بهدف تطوير نمذجات مناخية أفضل ومحاكاة حاسوبية أكثر دقة، مما يساعد صناع القرار على اتخاذ التدابير اللازمة.
من جانبه، عرض المدير العالمي لبرنامج غلوب الدكتور أنثوني ميرفي في كلمته تاريخ البرنامج الذي بدأ كتعاون بين وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (نوا) وأعلنت عنه الولايات المتحدة الأميركية في احتفالية يوم الارض عام 1994، وبدأ تطبيقه عالميا في عام 1995.
وأوضح أن رؤية البرنامج تتمحور حول إقامة مجتمع عالمي من الطلبة والمدرسين والعلماء والمواطنين العاملين معا نحو فهم أفضل لبيئة الأرض محليا وإقليميا وعالميا، وللحفاظ على استدامتها وتحسينها، مبينا ان مهمة البرنامج هي تعزيز تدريس العلوم وتعلمها، وتحسين المعرفة حول الريادة البيئية، وتشجيع البحث العلمي.
وعلى هامش الافتتاح أكد نائب المدير العام للشؤون العلمية بالمؤسسة الدكتور سالم الحجرف حرص المؤسسة على شغل أوقات الشباب بالعلم والعمل، مسترشدة في ذلك بتوجيهات سمو الأمير، رئيس مجلس إدارة المؤسسة الذي يوصي دائما بضرورة توجيه الشباب وتشجيعهم على إطلاق طاقاتهم الخلاقة ليساهموا في بناء أنفسهم وأوطانهم ومجتمعهم.
وقال إن المؤسسة تسعى عبر أنشطتها ومبادراتها إلى تعزيز ثقافة خلق الحلول المبتكرة وغير التقليدية لمواجهة التحديات في بلدنا الكويت، ممّا يعزز من أهمية الابتكار كقيمة لا غنى عنها في مجتمعنا للسعي نحو تحقيق تنمية مستدامة تعتمد في جوهرها على الثقافة والإبداع والاقتصاد المعرفي المبني على العلوم الحديثة.
من ناحيته، أوضح مدير إدارة الثقافة العلمية في المؤسسة الدكتور سلام العبلاني أن استراتيجية المؤسسة للأعوام المقبلة تقوم على نشر بذور التنمية في مختلف المجالات عبر مبادرات وبرامج محلية ودولية، ترعاها المؤسسة وتُموّلها، وتهدف إلى رفع مستوى الوعي العلمي والثقافي بين الشباب، سواء من الطلبة أو الخريجين أو المنخرطين في سوق العمل.
وأشاد بالدعم الذي تلقاه برنامج غلوب من الأستاذة عايدة الشريف الموجه الفني العام للعلوم بالإنابة، التي حرصت على التعاون مع البرامج المختلفة لإدارة الثقافة العلمية بهدف تقديم وسائل جديدة وفعالة لترغيب الطلبة على الإقبال على العلوم، وعملت بجهد لضمان انطلاق التدريب مع بداية العام الدراسي منوها بحرصها على تقديم كل ما هو جديد في مجال العلوم لطلبة المدارس.
من جهتها، قالت مدير برنامج نشر المعرفة العلمية والتكنولوجية بالمؤسسة والمنسق الوطني لبرنامج غلوب الدكتورة ليلى الموسوي «انطلاقا من ايمان المؤسسة بأن العلم هو طريق المستقبل، فإن أنشطتنا الجديدة تسعى إلى تحفيز مشاركة جميع شرائح المجتمع»، مبينة أن أحد أمثلة هذه الأنشطة هو ما يعرف ببرامج علوم المواطن، ومنها برنامج غلوب، لتعزيز المبادئ العلمية وترسيخ الثقافة العلمية السليمة، في إطار تعاون دولي.
بدورها أعربت مدير المكتب الإقليمي لبرنامج غلوب في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا سلمى الزعبي عن سرورها بانضمام الكويت إلى البرنامج معتبرة ذلك تميزا له لأنه يحقق الهدف من انتشاره وهو دراسة الأنماط الجغرافية المختلفة نظرا لتميز المناخ في الكويت. وقالت «إن البرنامج يعزز من دور الطلبة في الدراسة والأبحاث والرصد لمصلحة المجتمع الدولي» مضيفة أنه من منظور المكتب الإقليمي، فإن انضمام الكويت يعتبر تقدما كبيرا نحو تحقيق أهداف البرنامج.
من جانبه أكد رئيس مركز علوم البحار بجامعة الكويت الدكتور فهد السنافي دعم الجامعة للمشروع الآن أهدافه تتواءم مع أهداف المركز المتمثلة في تحسين الأبحاث وتعزيز التدريس لتخريج كوادر علمية مؤهلة لدراسة المؤشرات البيئية بهدف رسم صورة واضحة عن البيئة وطرق صونها وحمايتها.وأشار إلى أن المركز يوفر للبرنامج البيئة الحاضنة الملائمة لما يتميز به من إمكانات بشرية، ومختبرات مناسبة، وسهولة الوصول إلى مناطق ساحلية وبرية لإجراء التجارب والقياسات.