No Script

حجّامون يحذّرون من أن المهنة غير المقننة وغير المجرّمة يزاولها مقيمون وكويتيون دون غطاءٍ رسمي

الحجامة غير الصحيحة... باب لفيروسات الالتهاب الكبدي و«الإيدز»!

تصغير
تكبير
  • أبو إبراهيم:

- الحجامة أرخص علاج لأنها غير مكلّفة مقارنة بأسعار الدواء  

- أرفض تعليم الحجامة لأحد خوفاً من عدم التزامه بقواعد التعقيم  

- الغربيون يحتجمون وأفراد من العائلة المالكة البريطانية تعالجوا بها  

  • أبو قاسم:

- أتقاضى 20 ديناراً وجلستي تستمر ساعتين وأعالج الحسد وأثر العين والسحر 

- دخيل على المهنة أحدث تقيحاً لأحد المرضى وقامت السلطات بإبعاده 

- أستخدم الكاسات مرة واحدة وأقوم بعدها بالتخلص منها أمام أعين المرضى 

  • أبوعلي: 

- عالجت حالات ضعف جنسي كثيرة بنتائج مذهلة 

- أشخاص لا علاقة لهم بالحجامة باتوا يقومون بها دون دراسة ولا وعي 

- يفترض ألا يكون هناك تخوف لأنه يتم استخدام أدوات خاصة بكل مريض

رغم فوائدها الكثيرة، واتباعها كونها سنة نبوية، فإن ثمة تحذيرات من أن الحجامة أصبحت مهنة من لامهنة له، وأن الدخلاء عليها يمكن أن يتسببوا في اصابة الزبائن بفيروسات الالتهاب الكبدي الوبائي وأحياناً الإيدز، بسبب عدم اتباع الطرق الصحيحة في التعقيم، لكن آخرين أكدوا انه لا داعي للتخوف طالما انه يتم استخدام الأدوات مرة واحدة.
«الراي» قامت بجولة على مراكز تقدم خدمة الحجامة للمرضى والراغبين في الحصول عليها، فهناك قليل من الحجامين الكويتيين وكثير من المقيمين، وهم قائمون على هذه المهنة غير المقننة وغير المجرمة، ويترواح المقابل المادي ما بين 5 إلى 20 دينارا، فيما تمتد الجلسة الواحدة لقرابة الساعتين ويتم استخدام ما بين خمس إلى خمس وعشرين كأساً في الجلسة الواحدة. الحجامون الذين التقتهم «الراي» أكدوا أن الحجامة هي أرخص علاج مقارنة بأسعار الدواء المرتفعة لكنهم اشتكوا من كونها باتت مهنة من لا مهنة له، مشددين في الوقت ذاته على أهمية تقنينها بإشراف كامل من وزارة الصحة، وفي ما يلي مزيد من التفاصيل حول عالم الحجامة.
المحطة الأولى كانت مع الحجام «أبو إبراهيم» الذي أكد أنه يرفض تعليم الحجامة لأحد، خوفاً من عدم التزام المتعلمين بقواعد التعقيم رغم أنه بإمكانه أن يقيم هكذا دورات، لافتاً إلى أن «الحجام لا يحتاج مساعدا ولكنه يحتاج لأناس يقومون بعملية التنظيف بشكل مستمر».


أبو إبراهيم الذي أكد أنه اتجه للحجامة كونها سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، لفت إلى أن «أرخص علاج هو الحجامة فهي غير مكلفة مقارنة بأسعار الدواء حيث يمكن القضاء مثلاً على الصداع في جلسة واحدة». وعما إذا كان هناك نساء يقمن بعمل الحجامة للنساء الراغبات في الحصول عليها، أجاب بالقول«نعم هناك نساء يقدمن الحجامة، ولكن عموماً الرجل بحاجة أكبر للحجامة من المرأة ولا بد أن يكون لدى المرأة القائمة على عملية الحجامة علم طبي فالمسألة ليست كاسات نملؤها بالدم فقط».
وحول المؤشرات التي يمكن الحكم من خلالها على عمل الحجام، أجاب بالقول«اهم شئ هو أن يكون لدى الحجام مؤهل طبي وليس لدى علم عن عدد الحجامين المؤهلين طبياً في الكويت ولكنهم قلة وأنا أطمئن عندما أسمع أن الحجام لديه خلفية طبية».
ولدى «أبو ابراهيم» خلفية طبية حيث شدد على أن شغله الشاغل هو التعقيم، محذرا من التهاون فيه من قبل البعض، وأنه يراعي القواعد الطبية عند قيامه بعملية الحجامة. وتابع «حصلت على دورات في الحجامة، ونتمنى أن تكلل جهود الجمعية الكويتية للطب التكميلي في الحصول على تقنين لعملية الحجامة والحجامين القائمين عليها. وأنا اؤيد هذا التقنين بإشراف كامل من وزارة الصحة».
وحول ما يقال بأنه يتم اعطاء الحجامة أهمية أكبر من أهميتها الحقيقية فمثلاً الناس في الغرب لا تحتجم وصحتها جيدة، أجاب بالقول «للأسف باتت الحجامة مهنة من لا مهنة له، أما عن الغربيين فهم الآن يحتجمون ومنهم أبطال العالم وأفراد من العائلة المالكة البريطانية ويتم تدريس الحجامة في الجامعات الغربية الآن وكانت موجودة في الطب الصيني».
وعن امكانية حجامة الأطفال، أجاب بالقول«الأطفال يحتجمون للعلاج فقط، ولا بد أن يكون ذلك على يد متخصص، وأنا اتذكر ولي أمر أتى بطفل لي ووجدت ظهره مليئا بالجروح القطعية نظراً لتلقيه حجامة بشكل خاطئ».
أما الحجام أبو قاسم فقال «أصبت بعرق النسا عام 2000 في جهة اليسار، واشتد علي الألم فقمت بتعلم الحجامة بنفسي، وبدأت أحجم نفسي منذ 2003 وحتى 2011 وفي رمضان 2011 كانت انطلاقتي لعمل الحجامة للآخرين».
أبو قاسم الذي شدد على أن الحجامة مفيدة نفسياً وعضوياً، أكد أنها «تعالج الحسد وأثر العين والتلبس والسحر وهذه أمور أحمد الله أن كتب الشفاء منها لعدد من مرضاي على يدي». وحول أهمية التعقيم ومخاطر الإهمال فيه قال «أحد المرضي يروي لي تجربته في الحجامة عند أحد الدخلاء على المهنة، حيث وقع ضحية لهذا المدعي الذي تسبب له في جرح ينزف قيحاً بشكل مستمر لكن السلطات قامت بتسفير هذا الشخص المدعي في ما بعد». وتابع «أستخدم الكاسات مرة واحدة وأقوم بعدها بالتخلص منها أمام أعين المرضى»، مشيراً إلى أنه «يتقاضى 20 ديناراً في الجلسة الواحدة».
 وأردف«هناك من يتقاضى مبالغ أقل لكنه لا يقوم بوضع عدد الكاسات التي أقوم أنا بوضعها حيث يصل عدد الكاسات التي أستخدمها لأكثر من عشرين كاساً وتمتد مدة الجلسة الواحدة لقرابة ساعتين». وتابع«ومن الحالات التي عايشتها أيضاً قيام طبيبة بعمل حجامة لإحدى المريضات لكنها أثناء عمل الحجامة قطعت وريدا لتلك المريضة، وهنا تتجلى أهمية دراسة مواضع كاسات الحجامة والتعقيم في كل مراحل اجرائها».
أبو القاسم الذي لا يملك مركزاً للحجامة لكنه يقوم بتأديتها لزبائنه في المنازل، بين أن «هناك دخلاء على هذه المهنة أفسدوها حتى بات عدد من الحلاقين يمارسون عمل الحجامة، وروى لي أحدهم أنه استدعى أحد الحجامين ليعمل له حجامة وبعد الانتهاء اكتشف أنه سباك». وزاد «الظهر هو أهم موضع يجب دراسته قبل البدء في الحجامة لأنه من خلال هذه المواضع يمكن معالجة الديسك والضعف الجنسي والجيوب الأنفية و الخدران والشلل، وهناك أماكن أخرى يمكن وضع الكاسات عليها ومنها الأرجل والبطن».
بدوره أكد الحجام أبو علي أن «الحجامة معروفة منذ آلاف السنين وتعني لغة المص أو الشفط، كما أن الأحاديث النبوية التي حثت على الحجامة متعددة ومشهورة وأفضل أيام الحجامة كما ورد في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ليلة السابع عشر والتاسع عشر والحادي والعشرين».
وعن بداية عمله بالحجامة أوضح أبو علي قائلاً «بعد الانتهاء من الدراسة الجامعية عملت في أحد المراكز الطبية، وتعرفت على طبيب بشري كان يجري الحجامة وتعملت كيفية أدائها على يديه، وعكفت قرابة العام على الدراسة النظرية للحجامة ثم بعد ذلك بدأت في الجانب العملي مع الحالات».
وتحدث أبو علي عن الحالات التي نجح في علاجها، فقال «عالجت أحد مرضى السكر و تحسن بعد جلسة واحدة، وكذلك عالجت حالات ضعف جنسي كثيرة بنتائج كانت مذهلة تماثل من يتناول عقار الفياجرا لكنها تختلف عن الفياجرا أن الشخص يستمر بنفس القوة والكفاءة من خلال جلستين فقط».
وعما إذا كان يتخوف من الإهمال في مسألة التعقيم، أجاب قائلاً «يفترض ألا يكون هناك تخوف لأنه يتم استخدام أدوات خاصة بكل مريض، وأنا شخصياً أستخدم المشرط الخاص بجراحة العيون وهو دقيق وخفيف جداً ولا يسبب ألما وكل مريض له الكاسات والمشرط والقفاز الخاص به وبالتالي لا مجال لنقل العدوى».
وحول ما إذا كان يؤيد اخضاع الحجامة لإشراف وزارة الصحة، أجاب بالقول «بالتأكيد أؤيد ذلك لأن بعض الأشخاص الذين ليس لهم علاقة بالحجامة باتوا يقومون بالحجامة دون دراسة ولا وعي، ونتمنى أن يكون هناك مراكز تأهيل وتدريب رسمية واصدار هويات لمزاولة تلك المهنة، ورأيت بعض الحالات التي عانت من غير المتخصصين فمثلا من يعاني من تمزق من الأربطة لا يصح أن يحتجم إلا بعد مرور شهر كامل».
وحول الأجر الذي يتقاضاه، أجاب بالقول«لا يوجد أجر ثابت، والأجر يختلف من حالة لأخرى حسب مستوى كل شخص وأنا أضع في الاعتبار أنها سنة نبوية».

طرق وأخطاء

ماء زمزم وزيت الزيتون

قال أبو القاسم إنه يستخدم ماء زمزم وزيت الزيتون مع السفلون للتعقيم، وذلك كاجتهاد منه تبركاً بماء زمزم، لافتاً إلى أنه في العادة يغطي ظهر المريض كله بالكاسات التي قد يصل عددها لأكثر من عشرين كأساً.

أخطاء الحجامين

تحدث الحجام أبو إبراهيم عن أخطاء الحجامين مبينا ان «أشهر الأخطاء التي يقع فيها الحجامون هي معالجة أكثر من مريض في وقت واحد، وكذلك إذا شعر المريض بألم من الحجامة فهذا دليل على أن ما حدث جرح قطعي وليس حجامة، وإذا تركت الحجامة أثرا على الجسد أو التهاب فهذا يعني أنها تمت بطريقة غير صحيحة».

أمراض لا تعالج

أكد أبو إبراهيم أن الحجامة لا تعالج كل شيء، فمثلاً لا يمكن للحجامة أن تعالج من يعانون من نقص فيتامين «د» مثلاً، إذ لا بد له أن يتناول هذا الفيتامين من خلال وصفة طبية.

حجامة وإخصاب

تحدث الحجام أبو علي عن أغرب الحالات التي مرت عليه، بالقول«كان شخص لا يملك الحيوانات المنوية وبعد الحجامة بدأت الخصية عنده في افراز عدد كبير من الحيوانات المنوية».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي