عزا الأزمة الاقتصادية إلى «سوء الإدارة» داخلياً وليس فقط للعقوبات
خامنئي: لا حرب ولا تفاوض مع أميركا






ظريف: إيران لن تُغيِّر سياساتها في المنطقة بسبب العقوبات والتهديدات الأميركية
الكشف عن جيل جديد من صاروخ بالستي لضرب أهداف برية وبحرية
طهران - وكالات - حَظَرَ المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي أي مفاوضات مع الولايات المتحدة، مؤكداً في الوقت نفسه أنه لن تكون هناك حرب معها، في حين أعلن وزير الخارجية محمد جواد ظريف أن بلاده لن تُغيِّر سياساتها في الشرق الأوسط رغم الضغوط الأميركية.
وفي خطاب ألقاه في طهران أعلن فيه ضمناً رفضه عرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإجراء محادثات بين البلدين من دون شروط مسبقة، قال خامنئي: «في الفترة الأخيرة كان المسؤولون الأميركيون يتحدثون بشكل فج عن إيران... يتحدثون عن حرب وعن مفاوضات... دعوني أقول بضع كلمات للشعب بهذا الصدد: لن يكون هناك حرب ولن نتفاوض مع الولايات المتحدة».
وأضاف: «يُبالغون في احتمال نشوب حرب مع إيران. لن تكون هناك حرب... لم نبدأ حروباً قط وهم لن يواجهوا إيران عسكرياً».
وفي ما بدا كلاماً موجهاً إلى مسؤولي حكومة الرئيس حسن روحاني، قال خامنئي: «أحظر عقد أي محادثات مع أميركا... أميركا لن تفي أبداً بتعهداتها في المحادثات ... إنها لا تقدم سوى كلمات جوفاء...».
وتطرق إلى العقوبات الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة على بلاده، مؤكداً أن المشكلات الاقتصادية ناجمة عن سوء الإدارة داخلياً وليس فقط عن الضغوطات الأميركية.
وقال: إن «خبراء الاقتصاد والعديد من المسؤولين يعتقدون أن سبب هذه المشكلة ليس خارجياً بل هو داخلي. لا يعني ذلك أن لا تأثير للعقوبات، لكن العامل الرئيسي يكمن في كيفية تعاطينا معها». وأشار بالتحديد إلى انهيار الريال الإيراني الذي فقد نحو نصف قيمته منذ ابريل الماضي.
وأضاف «إذا تحسّن أداؤنا وأصبح أكثر حكمة وفعالية وفي وقته المناسب، لن يكون للعقوبات هذا القدر من التأثير، لأمكن مقاومتها». وانتقد «سوء الإدارة الاقتصادية» التي تتسبب بـ«ضغوط على الإيرانيين العاديين»، قائلاً «لا أسميها خيانة، لكنه خطأ فادح في الإدارة».
ويشير محللون إلى أن مواقف إدارة ترامب حيال إيران، بما في ذلك الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم في 2015 وإعادة فرض العقوبات، ساهمت في تدهور سعر صرف الريال. لكن كثيرين يؤكدون أن واشنطن لم تفعل غير مفاقمة المشكلات القائمة أصلاً في إيران في وقت ازداد الضغط من داخل النظام على روحاني لتحسين إدارته للاقتصاد ومعالجة الفساد.
في سياق متصل، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تصريحات لقناة «الجزيرة» الفضائية إن بلاده لن تكبح نفوذها في الشرق الأوسط رغم الضغوط الأميركية المتزايدة عليها.
وأضاف: «لن تُغيِّر إيران سياساتها في المنطقة بسبب العقوبات والتهديدات الأميركية».
في غضون ذلك، كشفت طهران عن الجيل الجديد من صاروخ بالستي قصير المدى، متعهدة تعزيز قدراتها الدفاعية.
وأفادت هيئة إذاعة وتلفزيون «ايريب» الرسمية أن الصاروخ الجديد الذي أطلق عليه «فاتح مبين» «نجح في الاختبارات» وبإمكانه ضرب أهداف برية وبحرية.
ونقلت وكالة أنباء «تسنيم» المحافظة عن وزير الدفاع العميد أمير حاتمي قوله: «كما وعدنا شعبنا العزيز، لن ندّخر جهداً لزيادة قدرات البلاد الصاروخية وسنزيد بالتأكيد قوتنا الصاروخية في كل يوم».
واضاف: «لا يمكن لشيء الوقوف في وجه هذا الصاروخ نظراً للدرجة العالية من المرونة التي يتمتع بها»، مشيراً إلى أن النسخة الجديدة من «فاتح مبين» «من صنع محلي 100 في المئة... وهو مرن ومموه وتكتيكي ودقيق التوجيه».
وتابع: «تأكدوا أنه كلما تفاقمت الضغوطات والحرب النفسية على أمة إيران العظيمة، ازدادت رغبتنا في تعزيز قوتنا الدفاعية في جميع المجالات».
وكان مسؤولون أميركيون كشفوا الأسبوع الماضي أن إيران أجرت اختباراً لصاروخ من طراز «فاتح-110» خلال تدريبات بحرية في مضيق هرمز.
ووصف جنرال أميركي التدريبات بأنها تهدف إلى إيصال رسالة بعد التهديدات التي أطلقتها طهران بإغلاق الممر المائي الحيوي كرد على إعادة فرض العقوبات الأميركية.
ويعد برنامج إيران الصاروخي نقطة خلاف رئيسية بينها وبين الدول الغربية، لا سيما الولايات المتحدة، إلا أن طهران ترى أنه ضروري لتعزيز موقفها الدفاعي في منطقة مضطربة.