بالأمس 2/ 8 صادف الذكرى الثامنة والعشرين للغزو العراقي على دولة الكويت. وفي كل عام في مثل هذا التاريخ تسلط أضواء الاعلام الكويتي على الغزو العراقي من خلال برامج ثقافية ولقاءات تلفزيونية واغان وطنية وغيرها الكثير. ونحن على هذا الحال منذ 28 عاما، وما أن ينتهي هذا اليوم نغلق الملفات ويتم فتحها في العام المقبل...
ولكن هذه السنة سأفتح معكم ملفا جديدا يبدأ بسؤال مهم وهو: ماذا تعلمنا نحن الكويتيين من درس الاجتياح والغزو؟ فعندما نصبح بصدمة فقدان وطنا وفقدان شرعيتنا ونعيش ثمانية أشهر عجاف ومظلمة تحت حكم ديكتاتورية صدامية دموية، ثمانية أشهر دمار شامل حل على دولة الكويت، ومصير وطن مجهول غير معلوم، وهل ستعود الكويت أم لن تعود؟ ولكن بفضل الله سبحانه وتعالى وتكاتف الجهود العربية والدولية عادت الشرعية وعادت الكويت الحبيبة. كيف حالنا بعد مرور هذه الأعوام من هذه الأزمة والمعاناة؟
عادة الدول والشعوب عندما تخرج من أزمة أو حرب تعود أقوى من جديد وتعمل جاهدة لاستعادة مكانتها وهيبتها قوتها، والشعوب تصبح أكثر اصرارا على إزالة عتمة الاجتياح باضاءة شعلة العمل والتطور والانتاج وتعود أقوى بكثير، فالأزمات دائما تصنع المعجزات، فمثلا خرجت ألمانيا واليابان من الحرب العالمية الثانية، مدمرتين في شكل كبير... لكنهما لم تدفنا رأسيهما تحت التراب، بل نهضتا من تحت الحطام والأنقاض لتعودا إلى قمة الدول في العالم بأسره في شتى المجالات المختلفة.
نحن الكويتيين ماذا تعلمنا من أزمتنا؟ هل استطعنا أن نحدث تغييرا للأحسن في بلدنا؟ هل عادت الكويت بأيدينا عروسا للخليج كما كانت وعهدناها؟ اجابتي ستحمل الكثير من السلبيات، لذلك لن أجيب عن هذا السؤال لأني أحمل في داخلي روح الإيجابية، ودائما انظر إلى الزاوية المضيئة حتى لو كانت معتمة. ولكن سأترك لكم الإجابة بعد ان أضع بين أيديكم ستة محاور باختصار اعتادت الشعوب ان ترتكز عليها لكي تحدث تغيرا كبيرا بعد الأزمات...
المحور الأول: الارتقاء بالنفس، كلما بدأ الأفراد باصلاح أنفسهم أولا، فالنتيجة هي صلاح الشعب والمجتمع.
المحور الثاني: السلوك اليومي، مطلوب أن تفكّر وتتصرف كمواطن مسؤول وخفير على أمن وخيرات وطنك. وتحرص على وطنك وشعبه كما تحرص على بيتك وأهلك.
المحور الثالث: الأسرة، الفرد والأسرة كلاهما نتاج للآخر، فلا نهضة من دون تفعيل دور الفرد ودور الأسرة. فالأسرة هي أهم مؤسسة تعليمية وتربوية واقتصادية فهي المدرسة الأولى، وتنتج الموارد البشرية وهي الأهم.
المحور الرابع: اشتراك الأفراد في العمل المجتمعي المدني، مع تغليب المصلحة الوطنية على مصلحة الأحزاب والتكلات وغيرها من المسميات التي تزكي نار التفرقة والعنصرية في الوطن.
المحور الخامس: يجب أن يحصن العمل السياسي من التعصب القبلي والطائفي والمذهبي والابتعاد عن الانتهازية والوصولية والنفاق والتملّق والتربّح، عدم متابعة سلبية للأخبار، ليس كل مواطن سياسيا.
المحور السادس: اقتصاد البلد يجب أن ينهض به من خلال الإخلاص في العمل وإتقانه، فأنت تعمل لنفسك ولوطنك ومجتمعك وليس لمصلحتك الشخصية والعائلية. العمل يجب ان يكون بلا تدخل الواسطة ومقاومة الرشوة والفساد بأنواعه. هذه معظم المحاور التي أعادت للدول هيبتها وعظمتها واستطاعت أن تبني قوتها من جديد... الآن من يجيب عن سؤالي؟!
Najat-164@hotmail.com