«الحرس الثوري» يقطع الطريق على حكومة روحاني: لا تفاوض مع «الشيطان الأكبر»

ترامب: الإيرانيون سيتحدثون معنا قريباً جداً جعفري: أمنياتك باللقاء ستأخذها معك إلى قبرك

u062cu0646u062fu064au0627u0646 u0645u0646 u0627u0644u0628u062du0631u064au0629 u0627u0644u0623u0645u064au0631u0643u064au0629 u0639u0644u0649 u0645u062au0646 u0628u0627u0631u062cu0629 u0623u062bu0646u0627u0621 u0639u0628u0648u0631u0647u0627 u0645u0636u064au0642 u0647u0631u0645u0632 u0641u064a u0623u0643u062au0648u0628u0631 2017 t(u0623u0631u0634u064au0641 - u0631u0648u064au062au0631u0632)
جنديان من البحرية الأميركية على متن بارجة أثناء عبورها مضيق هرمز في أكتوبر 2017 (أرشيف - رويترز)
تصغير
تكبير

واشنطن، طهران - وكالات - فيما تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن «شعوره» بأن الإيرانيين سيتحدثون مع المسؤولين في بلاده «قريباً جداً»، دخل «الحرس الثوري» على خط المفاوضات المحتملة بين طهران وواشنطن واضعاً «خطوطاً حمراء» أمام حكومة الرئيس حسن روحاني.
فبعد نحو 24 ساعة على تقديمه عرضاً مفاجئاً للحوار مع القادة الإيرانيين، تحدث ترامب، ليل أول من أمس، عن الموضوع نفسه، واصفاً في خطاب ألقاه بولاية فلوريدا الاتفاق النووي المُبرم في 2015 بين إيران والدول الكبرى، والذي انسحبت منه الولايات المتحدة في مايو الماضي، بـ«العرض المرعب».
وقال: «آمل أن تسير الأمور بشكل جيّد بالنسبة إلى إيران. لديهم مشاكل كثيرة في الوقت الحالي... لديّ شعور بأنهم سيتحدثون إلينا في وقت قريب جداً... أو ربما لا، ولا بأس بذلك أيضاً»، معتبراً أن رفض إيران الحوار لن يؤثر على الولايات المتحدة.


من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن وزير الخارجية مايك بومبيو يؤيد ما قاله ترامب عن استعداده لإجراء محادثات مع المسؤولين الإيرانيين.
وقالت الناطقة باسم الوزارة هيذر ناورت، في مؤتمر صحافي مقتضب ليل أول من أمس، إن بومبيو قال في السابق إن ترامب يرغب في الاجتماع مع زعماء دوليين لحل المشكلات، بما في ذلك مع المسؤولين الإيرانيين.
ولكن عندما سئلت عما إذا كان بومبيو يؤيد على وجه التحديد التحدث مع الإيرانيين من دون شروط مسبقة، تجنبت ناورت استخدام تلك العبارة، وقالت إن واشنطن تود أن ترى تغييرات في السلوك الإيراني ولكن «المهم هو أننا سنكون مستعدين للجلوس وإجراء هذه المحادثات».
ويبدو أن وزارة الخارجية كانت توضح موقفها بعدما حدد بومبيو شروطاً للمحادثات مع إيران، من بينها تغيير سلوكها في المنطقة، فيما كان ترامب قد تحدث في وقت سابق من دون شروط مسبقة.
في المقلب الآخر، رد قائد «الحرس الثوري» اللواء محمد علي جعفري على عرض ترامب للحوار، مشدداً على أن اللقاء لن يحدث.
وفي تصريحات أدلى بها ليل أول من أمس، وسبقتها وتلتها تصريحات لمسؤولين سياسيين في الاتجاه نفسه لكن أقل حدة، أشار جعفري إلى لقاء ترامب مع زعيم كوريا الشمالية بعد تصاعد التصريحات العدائية بينهما.
وقال، في بيان، إن «إيران ليست كوريا الشمالية لكي ترد بالإيجاب على دعوتك لإجراء اللقاء. الشعب الإيراني يختلف كثيراً عن الشعوب التي ترضخ للهيمنة، ولن يسمح أبداً لمسؤوليه بالتفاوض واللقاء مع الشيطان الأكبر».
وأضاف جعفري إن «المسؤولين الإيرانيين بدورهم يعرفون جيداً سيناريوهاتكم المخادعة وخَبِروها مراراً. لكنك رئيس غير مهني في ميدان السياسة تمارس بدلاً عن السياسة مهنتك في التجارة المنحطة ولا تعرف شيئاً عن أبجدية تطلع الشعوب للجهاد والتحرر، فمن سبقوك من رؤساء أميركا سواء كانوا عسكريين أو سياسيين يعرفون أفضل منك كثيرا أو أدركوا أن إيران والإيرانيين لا يمكن تهديدهم».
وفي ما بدا قطعاً للطريق على حكومة روحاني، رأى جعفري أن «أمنيات ترامب باللقاء لن تتحقق أبداً»، متوجهاً إليه بالقول: «ستأخذ أمنياتك معك للقبر، ولن تنال ما تتمناه أبداً في أن يطلب المسؤولون الإيرانيون أن يجتمعوا معك أو أن يسمح بذلك الشعب الإيراني. لن تشهد هذا اليوم أبداً. اجلس في قصرك الأسود، ولتحيا بوهم لقاء المسؤولين الإيرانيين، ولتعلم أن هذه الأمنية سترافقك إلى نهاية دورتك الرئاسية ولن تتحقق، وكذلك الأمر بالنسبة لمن سيأتي بعدك».
ووفقاً لمراقبين، فإن «الحرس الثوري» وجه رسالة مزدوجة عبر كلام جعفري، الأولى لواشنطن مفادها أن الحوار غير وارد، والثانية لحكومة روحاني مفادها أن أي تليين للموقف تجاه الولايات المتحدة سيُقابل برد فعل عنيف من قبل معسكر المحافظين.
من جهته، قال وزير الخارجية محمد جواد ظريف إنه ينبغي للولايات المتحدة ألا تلوم إلا نفسها لإنهائها المحادثات مع طهران.
وكتب على «تويتر»: «لا يمكن للولايات المتحدة أن تلوم إلا نفسها لانسحابها وتركها طاولة» المفاوضات.
بدوره، كتب حسام الدين أشنا، مستشار روحاني، على «تويتر» أمس مخاطباً المسؤولين الأميركيين: «أشعلتم حرباً اقتصادية ضدنا بفرض عقوبات. أوقفوا هذه الحرب أولاً ثم اطلبوا إجراء محادثات. من دون شروط مسبقة تعني دون عقوبات».
بدوره، رد وزير داخلية ايران عبد الرضا رحماني فضلي على عرض ترامب، مؤكداً أن «أميركا غير جديرة بالثقة، فعندما تنسحب هذه الدولة بعنجهية وبشكل أحادي من الاتفاق النووي، فكيف يمكن الثقة بها؟».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي