كشفت عن مواهب كامنة في زيارة الوداع للندن

رايس عازفة بيانو أمام اليزابيث الثانية

تصغير
تكبير
|لندن - من إلياس نصرالله|
تحوّلت زيارة الوداع الى لندن، التي أدتها وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، إلى ما يشبه العاصفة لأسباب عدة، كان أبرزها المواقف السياسية التي تتعلق بالسياسة الخارجية الأميركية التي عبّرت عنها رايس والتي أوحت بأنه لن يكون هناك أي تغيير فيها في عهد الرئيس المقبل باراك أوباما من جهة، ومن الجهة الأخرى إبراز رايس للمواهب الشخصية التي تتمتع بها والتي كانت غائبة عن الصورة طوال فترة السنوات الماضية التي رافقت فيها الرئيس جورج بوش، كعضو بارز في إدارته وساهمت في وضع مخططاته الدولية موضع التنفيذ.
وكانت المفاجأة الكبيرة التي فجرتها رايس الليلة قبل الماضية في آخر زيارة رسمية لها للندن قبل انتهاء مهمتها في يناير المقبل، عندما عزفت على البيانو مقطوعة للموسيقار الكلاسيكي يوهانز براهامز في حفل صغير خاص أمام الملكة إليزابيث الثانية وعدد محدود من الحضور، أثناء الاستقبال الذي حظيت به رئيسة الديبلوماسية الأميركية في قصر باكنغهام الملكي. ورافقت رايس على الكمان لويز شاكلتون، زوجة وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند إلى جانب ثلاثة أعضاء من فرقة الموسيقى الفلهارمونية البريطانية، حيث أجرت مجموعة العازفين ومن ضمنهم رايس مراجعات لمدة ساعة كاملة في القصر قبل بداية الحفل. في ختام الحفل قدّمت الملكة هدية رمزية لرايس قرصاً مدمجاً يحتوي على تسجيل للحفل الموسيقي.
يشار إلى أن رايس عازفة بيانو كلاسيكية مدربة وحاصلة على شهادات عالية في هذا المجال تؤهلها للعمل في أرقى الفرق الموسيقية الكلاسيكية، وهو ما كانت ستفعله في حياتها العملية لو أن القدر لم يحملها إلى أروقة الإدارة الأميركية. وتمت المناسبة بناء على مبادرة من الجانب البريطاني، وجرت دعوة رايس للعزف أمام الملكة تكريماً لها على الدور الذي لعبته في تعزيز أواصر الصداقة بين البلدين.
وكتبت صحيفة «دايلي ميل» أمس، تعليقاً على الحفل، أن من الصعب تصور أن تقوم خليفة رايس المرتقبة في وزارة الخارجية هيلاري كلينتون، التي أعلن أوباما عن اختياره لها لتسلم المنصب في يناير، بتأدية عرض موسيقي أو فني شبيه أمام ملكة بريطانيا، لرغم المؤهلات العالية التي تتمتع بها هيلاري.
من جهتها، رحبت رايس باختيار أوباما، لهيلاري، وقالت للصحافيين قبيل مغادرتها لندن إلى بروكسيل «أعرف أنها ستجلب معها إلى المنصب طاقة هائلة وثقافة عالية ومهارة فائقة»، مؤكدة أن « لدى السيدة كلينتون حب عميق لأميركا. وأنا معجبة بها. فقد خدمت بلدها في شدة».
غير أن الطريقة التي تحدثت بها رايس خلال زيارتها لندن، نمت عن ثقة شديدة بأن السياسة الخارجية للولايات المتحدة لن تشهد أي تغيير في عهد أوباما وهيلاري . وأكدت لهجتها ما ذهب إليه المحللون الأميركيون والبريطانيون على حدٍ سواء، من أن التعيينات الجديدة التي أعلنها أوباما أول من أمس، ذات ميول للمحافظين الجدد أكثر من الديموقراطيين، خصوصا الإبقاء على روبرت غيتس في وزارة الدفاع وتعيين الجنرال جيمس جونز مستشاراً للأمن القومي، علاوة على كلينتون التي اشتهرت بتأييدها للحرب على العراق. فالأسماء التي اختارها أوباما أقرب إلى بوش منه إلى أوباما، ما جعل الكثيرين يتساءلون مستغربين عن التغيير الذي كان يتحدث عنه أوباما في حملته الانتخابية.
في ضوء ذلك، يمكن فهم الثقة التي تحدثت فيها رايس في لندن، لاسيما في ما يتعلق بعلاقة الدول الغربية مع روسيا، حيث لمحّت رايس إلى إمكانية تحسين العلاقات مع روسيا، وحثت شركاء الولايات المتحدة الأوروبيين على عدم التخوف من التقارب مع الروس.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي