تحقيق / الهيئة التدريسية أكدت حاجته إلى أحدث الوسائل التعليمية

مركز التقويم ... 6 سنوات من التنمية المجتمعية المتواصلة بالتعاون مع دار التقويم الاجتماعي

تصغير
تكبير
|كتب عمر العلاس وغانم السليماني|
أكد عدد من العاملين في مركز التقويم التابع لوزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية على أهمية الدور الحيوي الذي يقوم به المركز من خلال التعاون المثمر مع دار التقويم الاجتماعي التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، لاحداث تنمية مجتمعية بتحويل نزلاء الدار من مجرد احداث يقضون فترة عقوبة إلى آدميين وكأنهم خلقوا من جديد بتعليمهم أمور دينهم ودنياهم وتوفير الوازع الديني لاحداث نقلة نوعية في نفوسهم من خلال تحفيظ وتلاوة القرآن الكريم وتدريس الفقه والسيرة النبوية.
ولفت العاملون في المركز إلى ان العمل في مركز التقويم مكمل لعمل دار التقويم الاجتماعي من خلال التعاون المشترك المثمر خلال 6 سنوات مضت، مبينين ان الهدف من انشاء المركز هو إصلاح الشباب الذين يقضون فترة عقوبة في دار التقويم الاجتماعي.

وطالب العاملون بأن يكون لمركز التقويم دور في لجنة العفو الاميري لتقديم دور افضل لخدمة المجتمع، كما طلبوا استحداث الوسائل التعليمية المختلفة التي تعينهم على مواصلة عملهم الذي يختلف عن جميع الاعمال الاخرى في الجهات والهيئات الحكومية والخاصة، مشيرين إلى ان العمل في مركز التقويم له طبيعة خاصة، تؤكد على الدور الانساني قبل اي شيء آخر في محاولة النهوض بالشباب الذي لم يجد من يوجهه نحو الطريق السليم.
كما طالب موظفو المركز المسؤولين بضرورة اعادة النظر في الحوافز والمكافآت الممنوحة لهم بحكم طبيعة العمل في المؤسسات الإصلاحية.
اما نزلاء المركز فقد اعربوا عن شكرهم العميق لأعضاء الهيئة التدريسية والعاملين في مركز التقويم لما يبذلونه من جهود كبيرة بناءة ساهمت في تحويل مسار حياتهم إلى الافضل.
ولفت النزلاء، إلى ان مركز التقويم ساهم بشكل فعال في تعليمهم امور الدين بشكل ميسر وبسيط بعيدا كل البعد عن كل عناصر التعقيد، مشيدين بدور المركز في التعامل باسلوب حضاري مع جميع نزلائه ودوره الكبير في تنمية المجتمع بمحاولة خلق اناس صالحين لأنفسهم ولمجتمعهم.
مزيد من التفاصيل في سياق التحقيق التالي:
في البداية اوضح مشرف مركز التقويم فيصل السعيد طبيعة العلاقة التي تربط بين مركز التقويم التابع لوزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية ودار التقويم الاجتماعي التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بقوله إن العلاقة التي تربط مركز التقويم بدار التقويم علاقة جيدة جدا وان عمل مركز التقويم مكمل لعمل دار التقويم الاجتماعي، حيث قامت وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية ممثلة بادارة الدراسات الاسلامية بالتعاون مع وزارة الشؤون بافتتاح مراكز لدور القرآن لخدمة نزلائها من الاحداث، وقد مضى على تأسيس مركز التقويم الكائن في دار التقويم الاجتماعي أكثر من ست سنوات.
وعن الهدف من انشاء مركز التقويم قال السعيد إن مركز التقويم يساهم في إصلاح الشباب الذين يقضون فترة عقوبتهم في دار التقويم الاجتماعي من خلال دورات في حفظ القرآن الكريم وتلاوته وكذلك دورات في العقيدة والسيرة والفقه والتفسير، لافتا إلى ان الدورات تتم بطريقة مبسطة.
اما عن الفئة العمرية لنزلاء دار التقويم الاجتماعي الذين يتلقون دروسهم في مركز التقويم، بين السعيد ان الفئة العمرية للنزلاء الموجودين في مركز التقويم الذين يتلقون دروسهم في المركز تتراوح ما بين 15 إلى 18 سنة علما بأن من يتعدى 18 عاما يتم تحويله إلى السجن المركزي.
وفي ما يخص امكانات مركز التقويم التي يمكن ان تخدم رسالته تابع «ان المركز قام باستخدام احدث الوسائل العلمية في دوراته الشرعية والدورات الانسانية ومنها جهاز الداتاشو لعروض الكمبيوتر وجهاز عرض الشفافيات واجهزة التسجيل وشرائط الكاسيت وافلام الفيديو إضافة إلى عدد من الالعاب التي تعود على الابناء الجانحين بكل نفع ذهني.
بدوره، قال وكيل مركز التقويم خالد محمد القحطاني ان فكرة انشاء المركز اهتداء من قول الحق سبحانه وتعالى «وتعاونوا على البر والتقوى» حيث قامت وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية ممثلة بادارة الدراسات الإسلامية بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية بافتتاح مراكز لدور القرآن الكريم لخدمة نزلائها من الاحداث، وقد مضى على تأسيس مركز التقويم الكائن في دار التقويم الاجتماعي اكثر من ست سنوات.
ولفت القحطاني إلى ان مركز التقويم استهدف ضرورة غرس الاخلاق والصفات الطيبة في نفوس نزلاء دار التقويم الاجتماعي من الاحداث، مبينا ان مركز التقويم يهدف إلى اصلاح الشباب الذين يقضون فترة عقوبتهم في دار التقويم الاجتماعي من خلال تقديم دروس واقامة ندوات في حفظ القرآن الكريم وتلاوته بالشكل الصحيح، وكذلك دروس في التفسير والفقه والسيرة وتوسيع مدارك المعرفة لدى هؤلاء الشباب وذلك من خلال اقامة وتنظيم الكثير من الانشطة الاجتماعية والرياضية والثقافية بالاشتراك والتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.
وذكر ان مركز التقويم هدفه غرس بذور الخير في نفوس هؤلاء الشباب من خلال تغيير وتعديل سلوكهم بتقوية الوازع الديني لديهم وتعريفهم بأمور دينهم.
وقال القحطاني ان ايجاد بيئة صالحة يستطيع من خلالها نزلاء دور التقويم الاجتماعي تغيير سلوكهم الى الافضل تأتي في مقدمة اهتمامات مركز التقويم، مبينا أن هناك استجابة كبيرة من قبل هؤلاء الشباب للتغيير للأفضل من خلال تعريفهم بأمور دينهم وشريعتهم.
وعن وضع نزلاء دار التقويم الاجتماعي من غير الناطقين باللغة العربية اوضح ان هناك دروسا تقدم لهم من جانب مركز التقويم وايضا تشكل لهم لجان خاصة تتولى اختيارهم والوقوف على مدى استفادتهم، مبينا ان هناك اهتماما كبيرا من قبل مركز التقويم بهذه الفئة حيث يعمل المركز جاهدا على تغيير سلوكهم واشراكهم في المسابقات الثقافية والرياضية والاجتماعية التي ينظمها مركز التقويم.
واضاف «هناك تعاون كبير بين مركز التقويم ووزارة الشؤون الاجتماعية في الاهتمام بنزلاء دار التقويم الاجتماعي من غير الناطقين باللغة العربية» لافتا إلى ان هذا الاهتمام لا يقل درجة عن الاهتمام بنزلاء دار التقويم الاجتماعي من الناطقين بالعربية.
وبالاشارة إلى الحوافز التي يقدمها مركز التقويم لتشجيع نزلاء دار التقويم الاجتماعي على التفاعل مع ما يقدمه المركز من دروس وانشطة قال القحطاني إن هناك جائزة للنزيل المثالي وهناك جوائز مالية للطلاب المتميزين علميا، حيث يحصل الفائز بالمركز الاول على جائزة تقدر بـ 100 دينار في حين يحصل صاحب المركز الثاني على 80 دينارا، مضيفا ان المركز يقدم هدايا رمزية ويكرم الحاصلين على المراكز المتقدمة التالية.
وتابع «ان المركز يمنح شهادة حسن سير وسلوك للنزلاء الملتزمين وايضا يعطى النزيل شهادة درجات يستطيع بها استكمال دراسته في اي دور للقرآن بعد قضاء عقوبته».
وبين أن مركز التقويم يحاول دائما التنويع والتجديد في المسابقات التي يقوم بتنظيمها لتجد تفاعلا اكثر من نزلاء دار التقويم الاجتماعي، بما يمكن المركز في النهاية من المساهمة الفعالة من تعديل سلوك هؤلاء النزلاء.
وفي سياق الحديث عن ابرز مطالبهم قال القحطاني إن المطالب الرئيسية التي ننادي بها ان يكون لمركز التقويم دور في لجنة العفو الاميري، ايضا نطالب باعادة النظر في الحوافز التي تمنح ومكافأة العاملين في مركز التقويم انطلاقا من ان العمل في مؤسسات الاصلاح له طبيعته المختلفة عن العمل في الجهات الحكومية والخاصة.
واضاف ان هناك بعض الوسائل التعليمية الحديثة التي يعتبر المركز في حاجة اليها ونسأل الله ان يوفق المسؤولين في توفير هذه الوسائل التي تخدم رسالتنا، مطالبا بتوفير قاعة تعليمية تواكب التطور المعاصر مشتملة على شاشات عرض واجهزة حاسوب حيث ان تلك الاساليب الحديثة تبعث في نفوس الابناء روح التفاؤل وتساهم في زيادة المعرفة بالامور المستجدة في مجال التعليم والمعرفة، وخروج عن الطريقة المألوفة حيث ان الطريقة المألوفة مجدية لكن دائما يحتاج المعلم والابن ايضا إلى التغيير، خصوصا هذه الفئة من الابناء التي تعتبر نفسها محرومة من بعض آليات وادوات العصر الحديث.
واستطرد القحطاني قائلا «اذا طورنا من هذه الاساليب فبالتأكيد سيكون له اثره الجيد في تغيير نمط سلوك هؤلاء الافراد»، موضحا ان هناك استياء من ان هناك امورا لا يستطيع المركز توصيلها إلى الابناء الا عن طريق الاساليب الحديثة.
من جهته، اكد عضو هيئة التدريس في مركز التقويم عبدالرحيم الكندري ان هناك تجاوبا كبيرا من نزلاء دار التقويم الاجتماعي مع ما يقدم لهم من دروس، مشيرا إلى وجود بعض الصعوبات التي تواجه اعضاء هيئة التدريس في بداية التعامل مع بعض النزلاء، حيث ان هناك نوعية من النزلاء ليس لديهم ادنى معرفة بالقراءة او الكتابة، كما ان البعض منهم ذو مستوى ضعيف في ما يتعلق بالقراءة والكتابة.
وعن طريقة التعامل مع من لا يجيد القراءة والكتابة بشكل جيد قال «في البداية يتم تنظيم دورات لهم في القراءة والكتابة ونبدأ خطوة خطوة معهم إلى ان يتمكنوا من القراءة والكتابة، كما نقوم بتحفيظهم قصار السور القرآنية والى ان يتحسن مستواهم فنبدأ بتحفيظهم السور الطويلة ونبدأ بتقديم دروس السيرة والاحاديث النبوية والفقه والتفسير لهم».
وعن اهم المطالب بالنسبة لهم كهيئة تدريسية قال الكندري إن اهم مطالبهم تتمثل في توفير مزيد من الوسائل التعليمية الحديثة في الفصول الدراسية وكذلك ضرورة تحسين وضع الفصول الدراسية إلى الافضل، وتوفير مزيد من الحوافز والجوائز للنزلاء المتفوقين كنوع من التحفيز لهم، واعادة النظر ايضا في الحوافز التي يتلقاها العاملون في مركز التقويم وتعديلها نظرا لطبيعة عملهم المختلفة.
اما مشرف دار التقويم الاجتماعي جواد عبدالرسول فقال «ان جهود مركز التقويم بالفعل مكملة لجهود دار التقويم الاجتماعي»، موضحا «ان جهود مركز التقويم متنوعة وعديدة فهي لا تقتصر على تقديم الدروس الدينية فقط لنزلاء الدار انما تمتد لتشمل العديد من الانشطة الثقافية والترفيهية وكذلك تنظيم العديد من المسابقات».
واضاف عبدالرسول ان «كل تلك الامور بالتأكيد تنعكس بالايجاب على سلوكيات نزلاء دار التقويم الاجتماعي» مطالبا بتوجيه مزيد من الدعم لمركز التقويم ليتمكن من اداء رسالته على اكمل وجه»، مبينا ان التعاون بين مركز التقويم ودار التقويم الاجتماعي كبير بفضل القائمين على العمل في مركز التقويم والذين لا يألون جهدا في مواصلة تقديم خدماتهم المتميزة والفاعلة في تعديل سلوك نزلاء دار التقويم الاجتماعي.
وتابع قائلا «يكفيهم فخرا ان بعض نزلاء دار التقويم الاجتماعي يأتون إلى الدار دون معرفة بالقراءة او الكتابة الجيدة ولا يعرفون عن امور دينهم شيئا،ً لكن بعد فترة من تلقي الدروس داخل مركز التقويم نجد أن الكثير من هؤلاء النزلاء بدأوا يقرأون ويكتبون بشكل جيد علاوة على ذلك نجد الكثير منهم يحفظ الكثير من الآيات القرآنية بل نجد البعض منهم يحفظ ربع القرآن».
واضاف عبدالرسول «ان جهودهم بالفعل ملموسة وتظهر على ارض الواقع في ترجمة واضحة لتعديل سلوك نزلاء دار التقويم الاجتماعي والتزامهم».
وختم حديثه بتقديم الشكر لكافة القائمين على العمل في مركز التقويم مطالبا بمزيد من الدعم لمركز التقويم.
وفي السياق ذاته، ناشد نائب مشرف دار التقويم الاجتماعي عبدالعزيز العنزي المسؤولين بتزويد مركز التقويم بعدد من اجهزة الحاسوب وبعض الوسائل التدريسية الحديثة التي تعين المدرسين في مركز التقويم على اداء عملهم.
واضاف العنزي ان «مركز التقويم بما يتبناه من انشطة متنوعة تخدم نزلاء دار التقويم الاجتماعي يقدم رسالة جليلة تغير من سلوكيات نزلاء دار التقويم الاجتماعي بدرجة كبيرة بل تجعل منهم الملتزم حق الالتزام المحافظ على الصلوات في أوقاتها الحافظ لكثير من السور القرآنية بعد ان جاء إلى المركز وهو شبه جاهل بالكثير من الامور الدينية».
وختم حديثه شاكرا العاملين كافة في مركز التقويم على جهودهم البناءة في خدمة نزلاء دار التقويم الاجتماعي.
على صعيد آخر، قال احد نزلاء دار التقويم الاجتماعي والبالغ عمره 17 عاما ويقضي جزءا من عقوبته داخل دار التقويم الاجتماعي ان الاستفادة بالنسبة له داخل مركز التقويم كبيرة، موضحا انه كانت لديه خلفية بسيطة بأمور دينه قبل مجيئه إلى المركز لكن زادت تلك الخلفية بمجرد الانخراط في الدروس التي تقدم في مركز التقويم.
وأوضح أنه الان يحفظ سورة نوح والرحمن وجزء عم كاملا، مبينا ان «المدرسين القائمين على العمل في مركز التقويم يتعاملون معهم بشكل جيد جدا وهذا بالفعل ما استطاع ان يحببهم في التجاوب السريع مع المدرسين والاقبال على الاستفادة العلمية بصدر رحب».
وبين نزيل آخر «انه بتوفيق الله وجهود المدرسين المبذولة معه في مركز التقويم اصبح يحفظ ربع القرآن الكريم اضافة إلى عدد كبير من الاحاديث النبوية الشريفة».
واضاف «ان هناك جوائز تشجيعية تمنح لهم وجميع من في المركز مهتمون بهم ويعاملونهم معاملة حسنة جدا علاوة على تنظيم العديد من الانشطة المتنوعة التي تضفي جوا من السعادة والمرح عليهم».
وقدم الشكر «لجميع العاملين في مركز التقويم الذين كان لهم اكبر الاثر في حياته حيث استطاعوا ان يؤثروا فيه بطريقة سحرية جعلته لا يشبع من تلقي الدروس الدينية على حد قوله، متمنيا ان يجزيهم الله خير الجزاء لما استطاعوا ان يزرعوه في نفسه من بذور الخير».
واضاف «ان مدة عقوبته سنة واحدة وانه لم يمض في دار التقويم الاجتماعي الا اشهرا قليلة لكنه استطاع خلال تلك الفترة ان يحفظ كثيرا من الاحاديث النبوية اضافة إلى ربع القرآن الكريم بفضل جهود مدرسي مركز التقويم معه»، موضحا «انه بدأ يشعر بنفسه كانسان وبدأت اموره النفسية ترتاح ناصحا زملاءه بضرورة استغلال تلك الفترة التي يقضونها داخل مركز التقويم في المعرفة بأمور دينهم لان المعرفة بتلك الامور الدينية هي القادرة على تغيير سلوكهم إلى الافضل».
كما قال احد النزلاء والذي كان متحمسا للتحدث ليعبر عن شكره الجزيل للعاملين في مركز التقويم فقال «مهما قلت من كلمات الشكر في حق هؤلاء العاملين في مركز التقويم فلن اوفيهم حقهم لانهم بالنسبة لي كانوا طوق النجاة من حياة العبث التي اعتدت عليها، فبعد الاستفادة الدينية الكبيرة من مدرسي المركز بدأت اموري تتغير وبدأت اصلي واشعر بالارتياح والطمأنينة، مؤكدا انه بعد قضاء عقوبته سيواصل طريقه في الاستزادة الدينية.
واختتم قائلا انه الآن يحفظ الكثير من الاذكار الدينية والاحاديث ويحفظ سورة المدثر وسورة نوح والحاقة وجميع السور القصيرة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي