الاعتداءات خلفت 130 قتيلا بينهم أميركيان وفرنسيان واستراليان وبريطاني وياباني وألماني وكندي وإيطالي
مقتل 5 رهائن إسرائيليين في المركز اليهودي في مومباي ونيودلهي رفضت مساعدة عسكرية من تل أبيب لتحرير المحتجزين

إعلاميون يتابعون إحدى الرهائن التي افرج عنها أمس من فندق «تاج محل» (أب)

عملية إنزال للقوات الخاصة على مبنى ناريمان (أ ف ب)

جنديان هنديان أمام فندق «تاج محل» (أب)





عواصم - وكالات - واصلت الفرق الخاصة الهندية، أمس، مطاردة متطرفين اسلاميين مسلحين متحصنين في مومباي، بعد يومين من هجمات استثنائية رافقها احتجاز رهائن خلفت 130 قتيلا واغرقت العاصمة الاقتصادية للهند في حال من الفوضى، فيما انهت القوات الهندية العملية في المركز الثقافي اليهودي بمقتل خمسة رهائن اسرائيليين بينهم حاخام اميركي وزوجته.
وحاولت فرق الكوندوس الهندية استعادة السيطرة على الوضع الذي لا يزال غامضا رغم اعلان الشرطة نهاية العمليات في فندق «اوبيروي - ترايدنت» احد الفندقين الفخمين اللذين تعرضا لهجمات بالتوازي مع فندق «تاج محل».
ولا يزال يسمع تبادل كثيف لاطلاق النار، أمس، على مشارف تاج محل حيث لا يزال مسلح اسلامي، او اكثر، متحصنا.
وقال ايلي بيلوتسيركوفسكي المسؤول الثاني في السفارة الاسرائيلية في نيودلهي: «عثر عن جثث خمس رهائن وهم من التابعية الاسرائيلية».
واعلنت السفارة الاسرائيلية، أول من أمس، ان ما بين عشرة وعشرين اسرائيليا احتجزوا رهائن في الهجمات. ومن المواقع التي استهدفها الاسلاميون مجمع ناريمان الذي يتضمن مركزا يهوديا دينيا.
وعرضت الشبكات التلفزيونية الهندية مشاهد حشود تنزل الى الشوارع المحيطة بالمركز لتحيي القوات الخاصة الهندية وهي خارجة من المبنى.
ونزل مئات الاشخاص الى الشوارع المحيطة بالمركز مهللين ومصفقين للوحدات الخاصة التي خرجت من المبنى رافعة بنادقها الرشاشة.
ودعا ناطق عسكري الحشود عبر مكبر الصوت الى التراجع، مؤكدا ان العملية «لم تنته تماما».
وذكر مراسل «وكالة فرانس برس» ان مروحيات انزلت 17 جنديا على الاقل من القوات الخاصة، أمس، فوق سطح المركز اليهودي، فيما سمع دوي انفجارات واطلاق نار.
وانزلت مروحية مجموعة اولى من سبعة جنود على سطح المبنى قبل ان تنقل مروحية اخرى مجموعة ثانية من عشرة عناصر.
وتمركز الجنود الذي ارتدوا الاسود بعد ذلك عند السلالم والشرفات خارج المبنى. وانزلت مروحية ايضا عتادا.
والمركز اليهودي الكائن في ناريمان هاوس وهو مجمع يضم مساكن ومكاتب، هو احد الاهداف الكثيرة التي هاجمها مساء الاربعاء اسلاميون مدججون بالسلاح. ويضم المبنى مركز صلاة يهوديا ومركز دراسات يهودية تابعة لجماعة «لوبافيتش».
وروت موظفة في المركز اليهودي لصحيفة «هآرتس» كيف تمكنت من الفرار مع ابن المدير البالغ السنتين.
الى ذلك، قال قائد الحرس الوطني الهندي جاي.كاي. دات، للصحافيين: «نحن نمشط غرف فندق اوبيروي»، موضحا ان «ارهابيين اثنين» قتلا.
وافادت حصيلة نشرها مسؤولون في اجهزة الامن الهندية، أمس، بان ثمانية رعايا اجانب قتلوا واصيب 22 اخرون بجروح في الاعتداءات.
وقال ام.ال. كوماوات المسؤول في جهاز الامن الداخلي الهندي ان «ثلاثة من القتلى الاجانب هم المان وواحد ياباني وواحد كندي وواحد استرالي، في حين لا تزال جنسيتا الاثنين الباقيين مجهولتين».
وكانت السلطات اعلنت في وقت سابق مقتل سبعة اجانب هم استراليان وبريطاني وياباني والماني وكندي وايطالي.
وقتل الاميركيان الان وناومي شير في اعتداءات بومباي، حسب ما اكد المركز الديني الذي يتبعان له، في بيان على الانترنت.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية غوردن دوغيد « في وسعي ان اؤكد ان اميركيين قتلا في الاعتداءات، وان وزارة الخارجية ابلغت اسرتيهما».
كما اعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في بيان مقتل فرنسيين اثنين في الاعتداءات.
وعدد كوماوات ايضا جنسيات الجرحى وهي على الشكل الآتي: «ثلاثة المان وصيني واميركيان وخمسة بريطانيين ونروجي واسباني وفنلندي وكندي واسترالي وايطالي وعماني وفيليبيني». كذلك ظلت جنسيتا جريحين مجهولتين.
واعلن قائد شرطة بومباي حسن غفور انه تم العثور على 24 جثة داخل فندق اوبيروي، موضحا ان عملية انقاذ الرهائن انتهت.
واعلن مسؤول في الشرطة الهندية ان قوات الامن عثرت في فندق تاج محل في بومباي على متفجرات من شأنها في حال انفجارها ان تلحق «اضرارا بالغة».
وكانت الشرطة الهندية اعلنت في وقت سابق تحرير ما لا يقل عن 93 شخصا غالبيتهم من الاجانب، من الفندق اوبيروي-ترايدنت بعد اكثر من 36 ساعة على هجوم المتطرفين الاسلاميين.
وخرج هؤلاء النزلاء وكان احدهم يحمل رضيعا من الفندق بعد تدخل لقوات الشرطة والجيش.
ونقلوا الى حافلات صغيرة للشرطة قبل ان يغادروا المكان. وكان بعضهم يحمل حقائب.
وقال منير المحج، وهو عراقي من البصرة، احد النزلاء الذين تم تحريرهم: «انا جائع وعطشان. اسمحوا لي بان اكل شيئا. لم اكل كثيرا منذ 36 ساعة. لقد تناولت بعض البسكويت. والليلة الماضية نفد الماء الذي كان معي».
وقال نائب رئيس مجموعة فنادق «اوبيروي، اس.اس مخرجي»، ليل أول من أمس، ان 200 شخص لا يزالون داخل الفندق.
على صعيد مواز، افاد مسؤولون في اجهزة الاستخبارات الهندية ان الهجوم الجريء بدأ مع وصول عشرة مسلحين على الاقل مساء الاربعاء الى شاطئ بومباي على متن زورقين صغيرين. واوضحوا ان المجموعة وصلت الى قبالة سواحل بومباي على متن مركب كبير ومن ثم استقلت الزورقين الصغيرين اللذين اوصلاها الى الشاطئ.
وفور نزولها الى الشاطئ انقسمت المجموعة الى اثنتين. الهدف الاول كان محطة شاتراباتي شيفاجي للسكك الحديد. مسلحان على الاقل دخلا قاعة الركاب في هذه المحطة وراحا يطلقان النار في كل حدب وصوب من رشاشات اوتوماتيكية، كما القيا عددا من القنابل اليدوية على الموجودين.
خرج المهاجمان من المحطة مخلفين وراءهما 50 قتيلا، وتمكنت كاميرات المراقبة من التقاط صور لوجهيهما ليظهر انهما شابان، وبدا عليهما الهدوء على الرغم مما فعلاه.
وبعدما تمكنا من الافلات من القوى الامنية، هاجما مستشفى يستقبل الاطفال والنساء الفقراء حيث اطلقا النار بكثافة.
وعندما تدخلت الشرطة اصيب قائد وحدة مكافحة الارهاب في بومباي هيمانت كاركاري برصاصة في الرأس ففارق الحياة على الفور وقتل معه ايضا ضابطان آخران في وحدته.
واستهدفت مجموعة اخرى من المهاجمين مقهى ليوبولد الذي يرتاده خصوصا السياح الاجانب والمهاجرون.
وروى الاستراليان ديفيس كوكر وكايتي انستي كيف اقتحم عدد من المسلحين الباب الرئيسي للمقهى واخذوا يطلقون النار في كل الاتجاهات.
وقال كوكر الذي اصيبت صديقته كايتي برصاصة في ساقها: «كنا املينا للتو طلبيتنا على النادل حين سمعنا اطلاق نار وراح الناس يصرخون».
واستولت مجموعة اخرى من المهاجمين على سيارة للشرطة وراح من فيها يطلق النار على كل من كان مارا في الطريق، قبل ان تهاجم هذه المجموعة فندقي تاج محل واوبيروي-ترايدنت.
وكان اول ما سمعه موظفو ونزلاء فندق تاج محل عيارات نارية ودوي متفجرات قرب حوض السباحة، لكن سرعان ما اصبح المهاجمون داخل الفندق وراحوا يحتجزون الرهائن.
ومن ثم توجه المسلحون الى الطوابق السفلى للفندق مطلقين النار على كل من رأوه امامهم.
في المقابل، واجهت فرق الكوماندوس الهندية تحديات كبرى زادت من صعوبة مهمتها وهي عنف المسلحين الذين لا يتوانون عن القتل اضافة الى الذعر المسيطر على النزلاء في فندقي تاج محل واوبروي-ترايدنت والظلمة الحالكة والخوف من جرح رهائن.
وقال احد قادة قوات الكوماندوس البحرية الهندية المعروب بماركوس، خلال مؤتمر صحافي، أمس، ظهر فيه ملثما، ان عناصره «واجهوا في تحركهم عقبة كبرى تمثلت في عدد الاشخاص الذين كانوا لا يزالون في فندقي تاج محل واوبروي - ترايدنت حين اقتحموهما».
وقال: «كان في وسعنا النيل من هؤلاء الارهابيين بسرعة اكثر لولا عدد النزلاء الكبير في الفندقين». واضاف ان «الجثث كانت ممددة هنا وهناك وبقع الدم تغطي المكان. اضطررنا الى لزوم قدر فائق من الحذر لتجنب الحاق اصابات بالمدنيين».
وأقرّ ثلاثة من المسلحين الباكستانيين الذين اعتقلتهم القوات الهندية في مومباي بأنهم ينتمون إلى جماعة «عسكر الطيبة».
وذكرت وكالة «برس ترست» الهندية أن المسلحين الباكستانيين الثلاثة الذين اعتقلتهم القوات الهندية لتورّطهم في هجمات مومباي، أقرّوا بانتمائهم إلى جماعة «عسكر الطيبة» وقالوا ان 12 منهم أتوا إلى الهند على متن سفينة تجارية انطلقت من مرفأ كراتشي متّجهة إلى فيتنام.
الى ذلك، اعتبر خبراء ان الهجمات تحمل بصمات «القاعدة». وقال اميت شاندا الخبير الهندي في المسائل الامنية ان «هذا الهجوم هو رد على العلاقات التي طورتها الهند مع بريطانيا والولايات المتحدة واسرائيل»، في اشارة الى تعمد المهاجمين على ما يبدو «اختيار» مواطني هذه الدول الثلاث بين الرهائن الاجانب، منوها الى ان اسرائيل هي ثاني مصدري الاسلحة للهند. وقال المحلل روهان غوناراتنا الذي صدر له كتاب عن «القاعدة» ان «ضخامة (الهجمات) ومستوى الاعداد لها مختلف عن الهجمات السابقة»، مؤكدا ان «الهجوم يشكل منعطفا».
واوضحت بعض المصادر ان «المجموعة قد تكون على ارتباط بحركة مجاهدي الهند التي تبنت اربع اعتداءات وقعت بين نوفمبر العام 2007 وسبتمبر العام 2008».
لكن مسؤولا عسكريا هنديا رفيع المستوى اكد ليل أول من أمس، ان المهاجمين الشبان قدموا من باكستان.
واكد بعض المحللين ان «الاسلوب المتبع في اعتداءات الاربعاء يبدو مستوحى من طريقة عمل تنظيم القاعدة او جماعات مرتبطة بها مثل جماعة عسكر طيبة المسلحة التي تقاتل ضد الحكم الهندي في كشمير ومقرها باكستان».
وأكد ار.ار. باتيل نائب رئيس وزراء ولاية ماهاراشترا، أمس: «قتل تسعة متطرفين اسلاميين واوقف اخر». واضاف ان 15 عنصرا من القوى الامنية قتلوا كذلك.
من جهته، اتهم وزير الخارجية الهندي براناب مخرجي، أمس، عناصر في باكستان بالوقوف خلف الاعتداءات في بومباي. واكد في تصريحات اوردتها «وكالة برس تراست» انه «استنادا الى معلومات اولية، فان عناصر في باكستان مسؤولة» عن اعتداءات بومباي. واضاف انه «لا يمكن في الوقت الحاضر كشف» الدليل الذي يستند اليه هذا الاتهام.
كما جدد رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني «ادانته الشديدة» للاعتداءات الارهابية، خلال اتصال هاتفي اجراه مع نظيره الهندي، أمس.
وصرح ناطق باسم الحكومة الهندية بأن رئيس جهاز المخابرات العسكرية الباكستانية، الجنرال أحمد شجاع باشا، وافق على زيارة الهند لتبادل المعلومات بعد الهجمات.
في غضون ذلك، رفضت الهند مساعدة عسكرية عرضت تقديمها الدولة العبرية لتحرير الرهائن.
وذكرت صحيفة «هآرتس» ان وزير الدفاع ايهود باراك عرض على الهند تقديم مساعدة في مجال مكافحة الارهاب وان وزارته استأجرت طائرة كانت جاهزة للاقلاع الى الهند لهذه الغاية، لكن نيودلهي رفضت هذا العرض.
لكن الصحافة الاسرائيلية اشارت الى وجود تعاون في مجال الاستخبارات بين البلدين نظرا الى الخبرة الطويلة لاسرائيل في مجال عمليات تحرير الرهائن.
وأكد ناطق باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية ان الهند «لم ترد على عرض المساعدة» الاسرائيلي.
وكانت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني اقترحت علانية تقديم مساعدة الى الهند، وقالت خلال مؤتمر صحافي: «اذا شاؤوا (الهنود) نساعدهم». واعتبرت أن الهدف من الهجمات، هو مقرّ جماعة «حباد» اليهودية، وأن المهاجمين الذين استولوا على المقرّ كانوا يقصدون الوصول إليه.
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، عن ليفني إن «مقرّ حباد يقع في زقاق جانبي قرب الشارع الرئيسي، لذلك فإننا نفترض أن المخرّبين قصدوا الوصول إليه بحثاً عن رهائن وأهداف أميركية وبريطانية وإسرائيلية».
ووجّهت ليفني تعليمات الى موظفي وزارة الخارجية بالاستعداد «لمواجهة كل الاحتمالات، بما في ذلك احتمال أن تضطر إسرائيل إلى إرسال مساعدات للهند بصورة فورية».
من ناحية ثانية، ذكرت «يديعوت أحرونوت» أن أجهزة الأمن الإسرائيلية، وعلى رأسها جهاز الموساد، «تتعاون مع الأجهزة الأمنية الهندية في التحقيق في هجمات مومباي».
في المقابل، وجه العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني، أول من أمس، برقية تعزية الى رئيسة الهند براتيبها باتيل، معزيا بضحايا «الهجمات الارهابية».
وفي موسكو، اعلنت الناطقة باسم الرئاسة الروسية ناتاليا تيماكوفا، أمس، ان الرئيس ديمتري مدفيديف لن يرجئ زيارته للهند على خلفية الاعتداءات.
وحاولت فرق الكوندوس الهندية استعادة السيطرة على الوضع الذي لا يزال غامضا رغم اعلان الشرطة نهاية العمليات في فندق «اوبيروي - ترايدنت» احد الفندقين الفخمين اللذين تعرضا لهجمات بالتوازي مع فندق «تاج محل».
ولا يزال يسمع تبادل كثيف لاطلاق النار، أمس، على مشارف تاج محل حيث لا يزال مسلح اسلامي، او اكثر، متحصنا.
وقال ايلي بيلوتسيركوفسكي المسؤول الثاني في السفارة الاسرائيلية في نيودلهي: «عثر عن جثث خمس رهائن وهم من التابعية الاسرائيلية».
واعلنت السفارة الاسرائيلية، أول من أمس، ان ما بين عشرة وعشرين اسرائيليا احتجزوا رهائن في الهجمات. ومن المواقع التي استهدفها الاسلاميون مجمع ناريمان الذي يتضمن مركزا يهوديا دينيا.
وعرضت الشبكات التلفزيونية الهندية مشاهد حشود تنزل الى الشوارع المحيطة بالمركز لتحيي القوات الخاصة الهندية وهي خارجة من المبنى.
ونزل مئات الاشخاص الى الشوارع المحيطة بالمركز مهللين ومصفقين للوحدات الخاصة التي خرجت من المبنى رافعة بنادقها الرشاشة.
ودعا ناطق عسكري الحشود عبر مكبر الصوت الى التراجع، مؤكدا ان العملية «لم تنته تماما».
وذكر مراسل «وكالة فرانس برس» ان مروحيات انزلت 17 جنديا على الاقل من القوات الخاصة، أمس، فوق سطح المركز اليهودي، فيما سمع دوي انفجارات واطلاق نار.
وانزلت مروحية مجموعة اولى من سبعة جنود على سطح المبنى قبل ان تنقل مروحية اخرى مجموعة ثانية من عشرة عناصر.
وتمركز الجنود الذي ارتدوا الاسود بعد ذلك عند السلالم والشرفات خارج المبنى. وانزلت مروحية ايضا عتادا.
والمركز اليهودي الكائن في ناريمان هاوس وهو مجمع يضم مساكن ومكاتب، هو احد الاهداف الكثيرة التي هاجمها مساء الاربعاء اسلاميون مدججون بالسلاح. ويضم المبنى مركز صلاة يهوديا ومركز دراسات يهودية تابعة لجماعة «لوبافيتش».
وروت موظفة في المركز اليهودي لصحيفة «هآرتس» كيف تمكنت من الفرار مع ابن المدير البالغ السنتين.
الى ذلك، قال قائد الحرس الوطني الهندي جاي.كاي. دات، للصحافيين: «نحن نمشط غرف فندق اوبيروي»، موضحا ان «ارهابيين اثنين» قتلا.
وافادت حصيلة نشرها مسؤولون في اجهزة الامن الهندية، أمس، بان ثمانية رعايا اجانب قتلوا واصيب 22 اخرون بجروح في الاعتداءات.
وقال ام.ال. كوماوات المسؤول في جهاز الامن الداخلي الهندي ان «ثلاثة من القتلى الاجانب هم المان وواحد ياباني وواحد كندي وواحد استرالي، في حين لا تزال جنسيتا الاثنين الباقيين مجهولتين».
وكانت السلطات اعلنت في وقت سابق مقتل سبعة اجانب هم استراليان وبريطاني وياباني والماني وكندي وايطالي.
وقتل الاميركيان الان وناومي شير في اعتداءات بومباي، حسب ما اكد المركز الديني الذي يتبعان له، في بيان على الانترنت.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية غوردن دوغيد « في وسعي ان اؤكد ان اميركيين قتلا في الاعتداءات، وان وزارة الخارجية ابلغت اسرتيهما».
كما اعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في بيان مقتل فرنسيين اثنين في الاعتداءات.
وعدد كوماوات ايضا جنسيات الجرحى وهي على الشكل الآتي: «ثلاثة المان وصيني واميركيان وخمسة بريطانيين ونروجي واسباني وفنلندي وكندي واسترالي وايطالي وعماني وفيليبيني». كذلك ظلت جنسيتا جريحين مجهولتين.
واعلن قائد شرطة بومباي حسن غفور انه تم العثور على 24 جثة داخل فندق اوبيروي، موضحا ان عملية انقاذ الرهائن انتهت.
واعلن مسؤول في الشرطة الهندية ان قوات الامن عثرت في فندق تاج محل في بومباي على متفجرات من شأنها في حال انفجارها ان تلحق «اضرارا بالغة».
وكانت الشرطة الهندية اعلنت في وقت سابق تحرير ما لا يقل عن 93 شخصا غالبيتهم من الاجانب، من الفندق اوبيروي-ترايدنت بعد اكثر من 36 ساعة على هجوم المتطرفين الاسلاميين.
وخرج هؤلاء النزلاء وكان احدهم يحمل رضيعا من الفندق بعد تدخل لقوات الشرطة والجيش.
ونقلوا الى حافلات صغيرة للشرطة قبل ان يغادروا المكان. وكان بعضهم يحمل حقائب.
وقال منير المحج، وهو عراقي من البصرة، احد النزلاء الذين تم تحريرهم: «انا جائع وعطشان. اسمحوا لي بان اكل شيئا. لم اكل كثيرا منذ 36 ساعة. لقد تناولت بعض البسكويت. والليلة الماضية نفد الماء الذي كان معي».
وقال نائب رئيس مجموعة فنادق «اوبيروي، اس.اس مخرجي»، ليل أول من أمس، ان 200 شخص لا يزالون داخل الفندق.
على صعيد مواز، افاد مسؤولون في اجهزة الاستخبارات الهندية ان الهجوم الجريء بدأ مع وصول عشرة مسلحين على الاقل مساء الاربعاء الى شاطئ بومباي على متن زورقين صغيرين. واوضحوا ان المجموعة وصلت الى قبالة سواحل بومباي على متن مركب كبير ومن ثم استقلت الزورقين الصغيرين اللذين اوصلاها الى الشاطئ.
وفور نزولها الى الشاطئ انقسمت المجموعة الى اثنتين. الهدف الاول كان محطة شاتراباتي شيفاجي للسكك الحديد. مسلحان على الاقل دخلا قاعة الركاب في هذه المحطة وراحا يطلقان النار في كل حدب وصوب من رشاشات اوتوماتيكية، كما القيا عددا من القنابل اليدوية على الموجودين.
خرج المهاجمان من المحطة مخلفين وراءهما 50 قتيلا، وتمكنت كاميرات المراقبة من التقاط صور لوجهيهما ليظهر انهما شابان، وبدا عليهما الهدوء على الرغم مما فعلاه.
وبعدما تمكنا من الافلات من القوى الامنية، هاجما مستشفى يستقبل الاطفال والنساء الفقراء حيث اطلقا النار بكثافة.
وعندما تدخلت الشرطة اصيب قائد وحدة مكافحة الارهاب في بومباي هيمانت كاركاري برصاصة في الرأس ففارق الحياة على الفور وقتل معه ايضا ضابطان آخران في وحدته.
واستهدفت مجموعة اخرى من المهاجمين مقهى ليوبولد الذي يرتاده خصوصا السياح الاجانب والمهاجرون.
وروى الاستراليان ديفيس كوكر وكايتي انستي كيف اقتحم عدد من المسلحين الباب الرئيسي للمقهى واخذوا يطلقون النار في كل الاتجاهات.
وقال كوكر الذي اصيبت صديقته كايتي برصاصة في ساقها: «كنا املينا للتو طلبيتنا على النادل حين سمعنا اطلاق نار وراح الناس يصرخون».
واستولت مجموعة اخرى من المهاجمين على سيارة للشرطة وراح من فيها يطلق النار على كل من كان مارا في الطريق، قبل ان تهاجم هذه المجموعة فندقي تاج محل واوبيروي-ترايدنت.
وكان اول ما سمعه موظفو ونزلاء فندق تاج محل عيارات نارية ودوي متفجرات قرب حوض السباحة، لكن سرعان ما اصبح المهاجمون داخل الفندق وراحوا يحتجزون الرهائن.
ومن ثم توجه المسلحون الى الطوابق السفلى للفندق مطلقين النار على كل من رأوه امامهم.
في المقابل، واجهت فرق الكوماندوس الهندية تحديات كبرى زادت من صعوبة مهمتها وهي عنف المسلحين الذين لا يتوانون عن القتل اضافة الى الذعر المسيطر على النزلاء في فندقي تاج محل واوبروي-ترايدنت والظلمة الحالكة والخوف من جرح رهائن.
وقال احد قادة قوات الكوماندوس البحرية الهندية المعروب بماركوس، خلال مؤتمر صحافي، أمس، ظهر فيه ملثما، ان عناصره «واجهوا في تحركهم عقبة كبرى تمثلت في عدد الاشخاص الذين كانوا لا يزالون في فندقي تاج محل واوبروي - ترايدنت حين اقتحموهما».
وقال: «كان في وسعنا النيل من هؤلاء الارهابيين بسرعة اكثر لولا عدد النزلاء الكبير في الفندقين». واضاف ان «الجثث كانت ممددة هنا وهناك وبقع الدم تغطي المكان. اضطررنا الى لزوم قدر فائق من الحذر لتجنب الحاق اصابات بالمدنيين».
وأقرّ ثلاثة من المسلحين الباكستانيين الذين اعتقلتهم القوات الهندية في مومباي بأنهم ينتمون إلى جماعة «عسكر الطيبة».
وذكرت وكالة «برس ترست» الهندية أن المسلحين الباكستانيين الثلاثة الذين اعتقلتهم القوات الهندية لتورّطهم في هجمات مومباي، أقرّوا بانتمائهم إلى جماعة «عسكر الطيبة» وقالوا ان 12 منهم أتوا إلى الهند على متن سفينة تجارية انطلقت من مرفأ كراتشي متّجهة إلى فيتنام.
الى ذلك، اعتبر خبراء ان الهجمات تحمل بصمات «القاعدة». وقال اميت شاندا الخبير الهندي في المسائل الامنية ان «هذا الهجوم هو رد على العلاقات التي طورتها الهند مع بريطانيا والولايات المتحدة واسرائيل»، في اشارة الى تعمد المهاجمين على ما يبدو «اختيار» مواطني هذه الدول الثلاث بين الرهائن الاجانب، منوها الى ان اسرائيل هي ثاني مصدري الاسلحة للهند. وقال المحلل روهان غوناراتنا الذي صدر له كتاب عن «القاعدة» ان «ضخامة (الهجمات) ومستوى الاعداد لها مختلف عن الهجمات السابقة»، مؤكدا ان «الهجوم يشكل منعطفا».
واوضحت بعض المصادر ان «المجموعة قد تكون على ارتباط بحركة مجاهدي الهند التي تبنت اربع اعتداءات وقعت بين نوفمبر العام 2007 وسبتمبر العام 2008».
لكن مسؤولا عسكريا هنديا رفيع المستوى اكد ليل أول من أمس، ان المهاجمين الشبان قدموا من باكستان.
واكد بعض المحللين ان «الاسلوب المتبع في اعتداءات الاربعاء يبدو مستوحى من طريقة عمل تنظيم القاعدة او جماعات مرتبطة بها مثل جماعة عسكر طيبة المسلحة التي تقاتل ضد الحكم الهندي في كشمير ومقرها باكستان».
وأكد ار.ار. باتيل نائب رئيس وزراء ولاية ماهاراشترا، أمس: «قتل تسعة متطرفين اسلاميين واوقف اخر». واضاف ان 15 عنصرا من القوى الامنية قتلوا كذلك.
من جهته، اتهم وزير الخارجية الهندي براناب مخرجي، أمس، عناصر في باكستان بالوقوف خلف الاعتداءات في بومباي. واكد في تصريحات اوردتها «وكالة برس تراست» انه «استنادا الى معلومات اولية، فان عناصر في باكستان مسؤولة» عن اعتداءات بومباي. واضاف انه «لا يمكن في الوقت الحاضر كشف» الدليل الذي يستند اليه هذا الاتهام.
كما جدد رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني «ادانته الشديدة» للاعتداءات الارهابية، خلال اتصال هاتفي اجراه مع نظيره الهندي، أمس.
وصرح ناطق باسم الحكومة الهندية بأن رئيس جهاز المخابرات العسكرية الباكستانية، الجنرال أحمد شجاع باشا، وافق على زيارة الهند لتبادل المعلومات بعد الهجمات.
في غضون ذلك، رفضت الهند مساعدة عسكرية عرضت تقديمها الدولة العبرية لتحرير الرهائن.
وذكرت صحيفة «هآرتس» ان وزير الدفاع ايهود باراك عرض على الهند تقديم مساعدة في مجال مكافحة الارهاب وان وزارته استأجرت طائرة كانت جاهزة للاقلاع الى الهند لهذه الغاية، لكن نيودلهي رفضت هذا العرض.
لكن الصحافة الاسرائيلية اشارت الى وجود تعاون في مجال الاستخبارات بين البلدين نظرا الى الخبرة الطويلة لاسرائيل في مجال عمليات تحرير الرهائن.
وأكد ناطق باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية ان الهند «لم ترد على عرض المساعدة» الاسرائيلي.
وكانت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني اقترحت علانية تقديم مساعدة الى الهند، وقالت خلال مؤتمر صحافي: «اذا شاؤوا (الهنود) نساعدهم». واعتبرت أن الهدف من الهجمات، هو مقرّ جماعة «حباد» اليهودية، وأن المهاجمين الذين استولوا على المقرّ كانوا يقصدون الوصول إليه.
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، عن ليفني إن «مقرّ حباد يقع في زقاق جانبي قرب الشارع الرئيسي، لذلك فإننا نفترض أن المخرّبين قصدوا الوصول إليه بحثاً عن رهائن وأهداف أميركية وبريطانية وإسرائيلية».
ووجّهت ليفني تعليمات الى موظفي وزارة الخارجية بالاستعداد «لمواجهة كل الاحتمالات، بما في ذلك احتمال أن تضطر إسرائيل إلى إرسال مساعدات للهند بصورة فورية».
من ناحية ثانية، ذكرت «يديعوت أحرونوت» أن أجهزة الأمن الإسرائيلية، وعلى رأسها جهاز الموساد، «تتعاون مع الأجهزة الأمنية الهندية في التحقيق في هجمات مومباي».
في المقابل، وجه العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني، أول من أمس، برقية تعزية الى رئيسة الهند براتيبها باتيل، معزيا بضحايا «الهجمات الارهابية».
وفي موسكو، اعلنت الناطقة باسم الرئاسة الروسية ناتاليا تيماكوفا، أمس، ان الرئيس ديمتري مدفيديف لن يرجئ زيارته للهند على خلفية الاعتداءات.