اتهامات وتحذيرات هندية إلى باكستان ومجموعاتها الإسلامية... وإسلام أباد و«عسكر الطيبة» تنفيان ضلوعهما
125 قتيلا وعشرات الرهائن الغربيين والإسرائيليين في هجمات إرهابية ضربت 10 أهداف مختارة في مومباي

النيران تتصاعد من فندق «تاج محل» أمس (رويترز)

جثث ممددة على الأرض في محطة القطار في مومباي (رويترز)




عواصم - وكالات - ا ف ب - تشهد مومباي، العاصمة الاقتصادية للهند، مواجهات بين القوى الامنية ومسلحين، لا يزالون يحتجزون رهائن بعد سلسلة اعتداءات بالتفجير والرصاص نفذت مساء الاربعاء، فيما ارتفعت حصيلة ضحاياها امس إلى 125 قتيلا واكثر من 300 جريح.
ووجه مسؤولون هنود اصابع الاتهام في هذه الاعتداءات إلى مجموعات قدمت من باكستان، فيما تبنت الهجمات مجموعة تطلق على نفسها اسم «مجاهدي دوكان»، نسبة إلى اسم منطقة تمتد في قسم كبير من وسط الهند وجنوبها.
وقال الميجور جنرال ار.كي. هودا، قائد العملية العسكرية الجارية ضد منفذي الاعتداءات، ان المسلحين «هم من خارج الحدود وربما من فريد كوت في باكستان. حاولوا التظاهر بانهم من حيدر اباد».
وذكر ناطق باسم البحرية، ان البحرية تبحث قبالة الشواطئ الهندية عن سفن قد تكون نقلت منفذي الاعتداءات. وذكر بعض وسائل الاعلام، ان مسلحين وصلوا إلى مدينة مومباي الواقعة على الساحل الغربي للهند على متن سفن سريعة.
واعلنت الحكومة الهندية، انها توصلت إلى ادلة محددة حول الهجمات الإرهابية، لكنها رفضت الكشف عنها، فيما وجهت مصادر في الاستخبارات أصابع الاتهام إلى جماعة «عسكر الطيبة» الكشميرية التي تتهمها نيودلهي بتلقي الدعم من باكستان.
قال ضابط في قوات كوماندوس البحرية التي واجهت المسلحين في فندق «تاج محل»، ان المسلحين «محترفون ومدربون جيدا ولديهم دوافع قوية، وليسوا هواة». وأضاف انه تمت مصادرة قنابل وأسلحة متطورة وبطاقات ائتمان، وكمية من الدولارات الأميركية من الإرهابيين.
وكان رئيس الوزراء مانموهان سينغ، قال في وقت سابق، ان مجموعة «مقرها خارج البلاد» مسؤولة عن الاعتداءات التي ضربت 10 اهداف. واكد ان هذه الهجمات «المحضرة والمنسقة في شكل جيد، وعلى الارجح بمساعدة من الخارج، تهدف إلى بث الذعر عن طريق اختيار اهداف مميزة وقتل الاجانب في شكل عشوائي».
وتابع، في اشارة واضحة إلى باكستان، من دون ان يسميها، «سنفهم جيراننا اننا لن نتسامح مع استخدام اراضيهم لشن هجمات ضدنا، وان عدم اتخاذهم الاجراءات المناسبة سيكون له ثمن».
وفي كلمة متلفزة إلى الامة، دعا سينغ، الشعب الهندي إلى «المحافظة على السلام والتوافق».
وردت باكستان على لسان وزير خارجيتها الموجود في الهند، بالدعوة إلى الهدوء. وقال شاه محمود قريشي، ان «تجربة الماضي تعلمنا ان علينا ان نتجنب التسرع في استخلاص النتائج». واضاف: «علينا ان نلتزم الهدوء وان نتبادل الدعم»، متحدثا عن «تهديد ارهابي شامل» تجب مواجهته «في شكل جماعي».
وأكد وزير الدفاع الباكستاني احمد مختار، ان لا علاقة لبلاده باي طريقة من الطرق باعتداءات. وقال عبر الهاتف: «نحن متأكدون تماما ان باكستان ليست متورطة» في هذه الاعتداءات. واضاف ان الهنود «تصرفوا في حالات سابقة على هذا النحو، لكن ثبت لاحقا انهم على خطأ».
كما نفت جماعة «عسكر الطيبة» المسلحة التي تقاتل ضد الحكم الهندي في كشمير ومقرها باكستان، امس، اي ضلوع لها في الهجمات.
وقال الناطق عبد الله غزناوي، «نحن لا نؤمن بقتل المدنيين الابرياء. ويبدو ان هذا العمل من تنفيذ المسلحين الهندوس الذين سيقومون بعد ذلك باطلاق حملة من الرعب ضد المسلمين تحت ذريعة هذه الهجمات». وتابع: «نحن ندين هذه الهجمات في شدة، ونقول ان ليس لنا اي علاقة بها على الاطلاق».
لكن مصادر مطلعة في الاستخبارات الهندية، ذكرت ان «عسكر الطيبة» عقدت مؤتمرها السنوي الأسبوع الماضي في موريداك قرب لاهور. وأضافت ان زعيم المنظمة حافظ السعيد، «بث سمومه ضد الهند»، وأعلن عزمه على تنفيذ ضربات داخل الأراضي الهندية.
وتابعت ان احدى وكالات الاستخبارات الهندية أرسلت تحذيرا بناء على معلومات تسربت اليها من الاجتماع، لكن ولأسباب لم تذكر، لم تستجب الشرطة في ماهارشترا للإنذار. وأضافت ان خلافا للمزاعم الباكستانية، فان سعيد يحظى برعاية الحكومة، وانه استورد اخيرا سيارة مصفحة من السعودية، أعفيت من الرسوم الجمركية.
وقالت ان مدنا أخرى في الهند أعلنت حالة الاستنفار، وتوقعت المزيد من الضربات على أيدي عناصر «عسكر طيبة» التي أزعجها نجاح الانتخابات في كشمير.
وكانت اصوات اطلاق النار والانفجارات لا تزال تسمع امس، في محيط المباني التي تعرضت لاعتداءات، وبينها فندقا «اوبيروي ترايدنت» و«تاج محل» الذي سيطر الجيش عليه.
وشب حريق في «ترايدنت- اوبيروي»، سبقه سماع اطلاق نار، خلال عملية للقوى الامنية لتحرير نحو 200 شخص كانوا لا يزالون محتجزين داخل الفندق.
كما تطوق وحدات الأمن مبنى «ناريمان هاوس» الذي يضم مركزا يهوديا. وقال رئيس الاتحاد اليهودي في الهند الحاخام جوناثان سالومون، ان المسلحين يحتجزون حاخاما وعائلته.
وأعلنت السفارة الاسرائيلية في نيودلهي، امس، ان ما بين 10 إلى 20 اسرائيليا، بين الرهائن.
وشهدت مومباي في غرب الهند، مساء الاربعاء، سلسلة اعتداءات منسقة نفذها رجال مسلحون باسلحة هجومية وقنابل استهدفوا الفندقين وثمانية اهداف اخرى، بينها محطة السكة الحديد المركزية ومستشفى وملهى ليلي ودور سينما.
وذكر شهود ان المسلحين اختاروا اميركيين وبريطانيين لاحتجازهم رهائن، فيما ذكر وزير الخارجية الأسباني ميغيل انخيل موراتينوس أن قوات الأمن الهندية تمكنت امس، من إطلاق أحد رجال الأعمال الأسبان الثلاثة الذين احتجزهم «الإرهابيون» في فندق «اوبيروي ترايدنت».
وتبنت الهجمات «مجاهدي دوكان». وقال احد المسلحين المختبئين في فندق «اوبيروي ترايدنت» في اتصال هاتفي مع التلفزيون الهندي، ان المجموعة تطالب بانهاء «الاضطهادات» ضد المسلمين في الهند وتحرير الناشطين الاسلاميين المعتقلين.
وروى زبون بريطاني في «تاج محل» راكيش باتل للتلفزيون، ان المهاجمين «فتية، وكأنهم اطفال (...) قالوا انهم يريدون كل الذين يحملون جوازات سفر اميركية او بريطانية».
وأعلنت الشرطة الهندية ان حصيلة الضحايا ارتفعت إلى 125 قتيلا. وبين القتلى نحو عشرة اجانب منهم الماني وبريطاني وايطالي وياباني واسترالي. كما قتل ايضا قائد وحدة مكافحة الارهاب في مومباي هيمانت كاركار وعشرة عناصر أمنيين على الأقل.
عالم فيزياء نووية فرنسي وخبراء روس
يخرجون سالمين من «تاج محل»
مومباي، موسكو - يو بي آي - خرج عالم الفيزياء النووية الفرنسي جورج فيندرييس وزوجته، اللذان كانا ينزلان في فندق «تاج محل» في مومباي، سالمين بعيد استهداف الفندق ليل الأربعاء.
ونقلت «وكالة برس ترست للانباء»، امس، عن مصدر في وزارة الطاقة النووية الهندية، أن فيدريس (88 عاماً) كان يزور الهند لتسلم جائزة «العالم البارز» من «الجمعية النووية الهندية».
وفي موسكو، أعلن مسؤول روسي، ان 9 خبراء روس كانوا في فندق «تاج محل»، لم يصابوا بأذى. ونقلت «وكالة نوفوستي للانباء» عن الناطق الرسمي باسم مؤسسة «روس اوبورون اكسبورت» (المشرفة على تصدير الأسلحة الروسية) فياتشيسلاف دافيدينكو، قوله أن الخبراء الروس التسعة وصلوا الى القنصلية الروسية.
فندق «تاج محل»... رمز تعتز به الهند
مومباي - ا ف ب - فندق «تاج محل» في مومباي الذي اندلع فيه حريق هائل ليل الاربعاء - الخميس بعد هجوم شنه مسلحون، رمز تفخر به الهند بناه احد مواطنيها في عهد البريطانيين.
والفندق بني منذ 105 اعوام بفضل تمويل قدمه الصناعي الهندي جامسيتجي نصروانجي تاتا الذي منع مرة من دخول فندق قصر ابولو الذي كان مخصصا «للبيض» حصرا.
وتهيمن القبة الحمراء التي تعلو الفندق على مرفأ مومباي الذي رحلت منه القوات البريطانية في 1947 بعد استقلال الهند.
ووسع الفندق في 1903 واصبح افضل مبنى في المدينة التي تضم تنوعا بشريا كبيرا. ويضم مركزا تجاريا فخما ومطعما ومقهى على سطحه. وفي 1970، بني برج للفندق على احد اجنحة هذا القصر يؤمن اطلالة على المدينة. ويضم 565 غرفة و46 جناحا مزينة باساليب فنية مختلفة.
واستقبل تاج محل عددا لا يحصى من الشخصيات من بينها الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر وملكة بريطانيا اليزابيث الثانية ومغني البيتلز الراحل جون لينون. ويراوح سعر الغرفة فيه لليلة الواحدة بين 365 و425 دولارا.
جماعات «المجاهدين»
... هل هي حركات تمرد داخلية؟
مومباي - أ ف ب - عمقت المجموعة التي اعلنت مسؤوليتها عن هجمات مومباي ليل الاربعاء - الخميس ولم تكن معروفة في السابق، الاعتقاد بان الهند تواجه حركة تمرد اسلامية داخلية.
وكانت مسؤولية غالبية الهجمات التي وقعت في السابق على الاراضي الهندية، تنسب الى جماعات تتمركز في الخارج او انها مدعومة مباشرة من باكستان المجاورة. الا ان جماعات تحمل اسماء توضح اصولها المحلية اعلنت عن الهجمات التي شهدتها الهند العام الماضي.
وجماعة «مجاهدي ديكان» التي اعلنت مسؤوليتها عن هجمات مومباي، تستقي اسمها من مرتفعات ديكان التي تغطي معظم مناطق جنوب الهند. وارسلت الجماعة رسائل بريد الكترونية الى الاعلام المحلي تقول فيه انها شنت تلك الهجمات. كما اعلنت جماعة غير معروفة كذلك تحمل اسم «مجاهدي الهند»، مسؤوليتها عن سلسلة انفجارات في نيودلهي في سبتمبر قتل فيها 20 شخصا، وتفجيرات في مدينة احمد اباد الغربية في يوليو قتل فيها 45 شخصا. واعلنت جماعة اخرى تطلق على نفسها «قوة الامن الاسلامي-مجاهدي الهند»، انها كانت وراء سلسلة تفجيرات وقعت الشهر الماضي في ولاية اسام الشمالية الشرقية ادت الى مقتل ثمانين شخصا.
وقال احد المسلحين المشاركين في هجمات مومباي لاحدى القنوات التلفزيونية، انه ينتمي الى جماعة هندية اسلامية تسعى الى انهاء اضطهاد المسلمين الهنود. ودعا المسلح الذي ذكر انه عضو في جماعة تطلق على نفسها «مجاهدي ديكان» يشارك في احتجاز رهائن في فندق اوبيروي، الى اطلاق كل المسلحين الاسلاميين المعتقلين في الهند.
واضاف لقناة «انديا» التلفزيونية عبر الهاتف من داخل الفندق الذي تحيط به قوات الجيش: «يجب وقف اضطهاد المسلمين في الهند. نحن نحب بلادنا ولكن عندما تقتل امهاتنا واخواتنا، اين يكون الجميع»؟
ولم يتضح ما اذا كانت هذه الجماعات مرتبطة ببعضها، الا ان مسؤول الامن المتقاعد بي رامان، قال ان اختيار هذه الاسماء محاولة «لاضفاء اسم الهند» على الحركة الاسلامية المسلحة. وتابع ان «مجاهدي الهند» التي تطلق على نفسها اسم «مليشيا الاسلام» ظهرت الى العلن في نوفمبر الماضي بعد سلسلة تفجيرات في اوتار براديش.
وارسلت الجماعة نفسها رسالة بريد الكترونية الى الاعلام بعد تفجيرات مايو في مدينة جايبور، اكدت فيه انها ستشن «حربا مفتوحة» ضد الهند لدعمها الولايات المتحدة، وحذرت من شن مزيد من الهجمات على مواقع سياحية.
وتشتبه الاجهزة الامنية في ان تكون هذه الجماعات واجهات لجماعات حظرتها الحكومة الهندية خلال السنوات القليلة الماضي مثل «حركة الطلاب الاسلاميين في الهند». ويقول آخرون انها يمكن ان تكون تحالفا سريا لجماعة «عسكر طيبة» و«جيش محمد» المسلحتين المتمركزتين في باكستان.
وقبل دقائق من التفجيرات التي وقعت في احمد اباد المدينة الرئيسية في ولاية غوجارات، ارسلت حركة «مجاهدي الهند» رسائل الكترونية الى العديد من محطات التلفزيون الاخبارية، اعلنت فيها ان الناس «سيشعرون برعب الموت». وذكرت ان تفجيرات احمد اباد هي انتقام لاعمال الشغب التي شهدتها غوجارات في عام 2002 وقتل فيها نحو الفي مسلم ضربا او حرقا او باطلاق النار عليهم. ودعت صحيفة «ذي تايمز اوف انديا»، اكثر الصحف الهندية انتشارا، وغيرها من وسائل الاعلام الى وقف «حربها الدعائية» ضد المسلمين.
واضافت ان على موكيش امباني، اغنى رجل اعمال في الهند، «التفكير مرة اخرى» في بناء مبنى من الزجاج والفولاذ مؤلف من 27 طابقا على ارض في مومباي كانت مقامة فيها دار ايتام اسلامية في السابق.
ووجه مسؤولون هنود اصابع الاتهام في هذه الاعتداءات إلى مجموعات قدمت من باكستان، فيما تبنت الهجمات مجموعة تطلق على نفسها اسم «مجاهدي دوكان»، نسبة إلى اسم منطقة تمتد في قسم كبير من وسط الهند وجنوبها.
وقال الميجور جنرال ار.كي. هودا، قائد العملية العسكرية الجارية ضد منفذي الاعتداءات، ان المسلحين «هم من خارج الحدود وربما من فريد كوت في باكستان. حاولوا التظاهر بانهم من حيدر اباد».
وذكر ناطق باسم البحرية، ان البحرية تبحث قبالة الشواطئ الهندية عن سفن قد تكون نقلت منفذي الاعتداءات. وذكر بعض وسائل الاعلام، ان مسلحين وصلوا إلى مدينة مومباي الواقعة على الساحل الغربي للهند على متن سفن سريعة.
واعلنت الحكومة الهندية، انها توصلت إلى ادلة محددة حول الهجمات الإرهابية، لكنها رفضت الكشف عنها، فيما وجهت مصادر في الاستخبارات أصابع الاتهام إلى جماعة «عسكر الطيبة» الكشميرية التي تتهمها نيودلهي بتلقي الدعم من باكستان.
قال ضابط في قوات كوماندوس البحرية التي واجهت المسلحين في فندق «تاج محل»، ان المسلحين «محترفون ومدربون جيدا ولديهم دوافع قوية، وليسوا هواة». وأضاف انه تمت مصادرة قنابل وأسلحة متطورة وبطاقات ائتمان، وكمية من الدولارات الأميركية من الإرهابيين.
وكان رئيس الوزراء مانموهان سينغ، قال في وقت سابق، ان مجموعة «مقرها خارج البلاد» مسؤولة عن الاعتداءات التي ضربت 10 اهداف. واكد ان هذه الهجمات «المحضرة والمنسقة في شكل جيد، وعلى الارجح بمساعدة من الخارج، تهدف إلى بث الذعر عن طريق اختيار اهداف مميزة وقتل الاجانب في شكل عشوائي».
وتابع، في اشارة واضحة إلى باكستان، من دون ان يسميها، «سنفهم جيراننا اننا لن نتسامح مع استخدام اراضيهم لشن هجمات ضدنا، وان عدم اتخاذهم الاجراءات المناسبة سيكون له ثمن».
وفي كلمة متلفزة إلى الامة، دعا سينغ، الشعب الهندي إلى «المحافظة على السلام والتوافق».
وردت باكستان على لسان وزير خارجيتها الموجود في الهند، بالدعوة إلى الهدوء. وقال شاه محمود قريشي، ان «تجربة الماضي تعلمنا ان علينا ان نتجنب التسرع في استخلاص النتائج». واضاف: «علينا ان نلتزم الهدوء وان نتبادل الدعم»، متحدثا عن «تهديد ارهابي شامل» تجب مواجهته «في شكل جماعي».
وأكد وزير الدفاع الباكستاني احمد مختار، ان لا علاقة لبلاده باي طريقة من الطرق باعتداءات. وقال عبر الهاتف: «نحن متأكدون تماما ان باكستان ليست متورطة» في هذه الاعتداءات. واضاف ان الهنود «تصرفوا في حالات سابقة على هذا النحو، لكن ثبت لاحقا انهم على خطأ».
كما نفت جماعة «عسكر الطيبة» المسلحة التي تقاتل ضد الحكم الهندي في كشمير ومقرها باكستان، امس، اي ضلوع لها في الهجمات.
وقال الناطق عبد الله غزناوي، «نحن لا نؤمن بقتل المدنيين الابرياء. ويبدو ان هذا العمل من تنفيذ المسلحين الهندوس الذين سيقومون بعد ذلك باطلاق حملة من الرعب ضد المسلمين تحت ذريعة هذه الهجمات». وتابع: «نحن ندين هذه الهجمات في شدة، ونقول ان ليس لنا اي علاقة بها على الاطلاق».
لكن مصادر مطلعة في الاستخبارات الهندية، ذكرت ان «عسكر الطيبة» عقدت مؤتمرها السنوي الأسبوع الماضي في موريداك قرب لاهور. وأضافت ان زعيم المنظمة حافظ السعيد، «بث سمومه ضد الهند»، وأعلن عزمه على تنفيذ ضربات داخل الأراضي الهندية.
وتابعت ان احدى وكالات الاستخبارات الهندية أرسلت تحذيرا بناء على معلومات تسربت اليها من الاجتماع، لكن ولأسباب لم تذكر، لم تستجب الشرطة في ماهارشترا للإنذار. وأضافت ان خلافا للمزاعم الباكستانية، فان سعيد يحظى برعاية الحكومة، وانه استورد اخيرا سيارة مصفحة من السعودية، أعفيت من الرسوم الجمركية.
وقالت ان مدنا أخرى في الهند أعلنت حالة الاستنفار، وتوقعت المزيد من الضربات على أيدي عناصر «عسكر طيبة» التي أزعجها نجاح الانتخابات في كشمير.
وكانت اصوات اطلاق النار والانفجارات لا تزال تسمع امس، في محيط المباني التي تعرضت لاعتداءات، وبينها فندقا «اوبيروي ترايدنت» و«تاج محل» الذي سيطر الجيش عليه.
وشب حريق في «ترايدنت- اوبيروي»، سبقه سماع اطلاق نار، خلال عملية للقوى الامنية لتحرير نحو 200 شخص كانوا لا يزالون محتجزين داخل الفندق.
كما تطوق وحدات الأمن مبنى «ناريمان هاوس» الذي يضم مركزا يهوديا. وقال رئيس الاتحاد اليهودي في الهند الحاخام جوناثان سالومون، ان المسلحين يحتجزون حاخاما وعائلته.
وأعلنت السفارة الاسرائيلية في نيودلهي، امس، ان ما بين 10 إلى 20 اسرائيليا، بين الرهائن.
وشهدت مومباي في غرب الهند، مساء الاربعاء، سلسلة اعتداءات منسقة نفذها رجال مسلحون باسلحة هجومية وقنابل استهدفوا الفندقين وثمانية اهداف اخرى، بينها محطة السكة الحديد المركزية ومستشفى وملهى ليلي ودور سينما.
وذكر شهود ان المسلحين اختاروا اميركيين وبريطانيين لاحتجازهم رهائن، فيما ذكر وزير الخارجية الأسباني ميغيل انخيل موراتينوس أن قوات الأمن الهندية تمكنت امس، من إطلاق أحد رجال الأعمال الأسبان الثلاثة الذين احتجزهم «الإرهابيون» في فندق «اوبيروي ترايدنت».
وتبنت الهجمات «مجاهدي دوكان». وقال احد المسلحين المختبئين في فندق «اوبيروي ترايدنت» في اتصال هاتفي مع التلفزيون الهندي، ان المجموعة تطالب بانهاء «الاضطهادات» ضد المسلمين في الهند وتحرير الناشطين الاسلاميين المعتقلين.
وروى زبون بريطاني في «تاج محل» راكيش باتل للتلفزيون، ان المهاجمين «فتية، وكأنهم اطفال (...) قالوا انهم يريدون كل الذين يحملون جوازات سفر اميركية او بريطانية».
وأعلنت الشرطة الهندية ان حصيلة الضحايا ارتفعت إلى 125 قتيلا. وبين القتلى نحو عشرة اجانب منهم الماني وبريطاني وايطالي وياباني واسترالي. كما قتل ايضا قائد وحدة مكافحة الارهاب في مومباي هيمانت كاركار وعشرة عناصر أمنيين على الأقل.
عالم فيزياء نووية فرنسي وخبراء روس
يخرجون سالمين من «تاج محل»
مومباي، موسكو - يو بي آي - خرج عالم الفيزياء النووية الفرنسي جورج فيندرييس وزوجته، اللذان كانا ينزلان في فندق «تاج محل» في مومباي، سالمين بعيد استهداف الفندق ليل الأربعاء.
ونقلت «وكالة برس ترست للانباء»، امس، عن مصدر في وزارة الطاقة النووية الهندية، أن فيدريس (88 عاماً) كان يزور الهند لتسلم جائزة «العالم البارز» من «الجمعية النووية الهندية».
وفي موسكو، أعلن مسؤول روسي، ان 9 خبراء روس كانوا في فندق «تاج محل»، لم يصابوا بأذى. ونقلت «وكالة نوفوستي للانباء» عن الناطق الرسمي باسم مؤسسة «روس اوبورون اكسبورت» (المشرفة على تصدير الأسلحة الروسية) فياتشيسلاف دافيدينكو، قوله أن الخبراء الروس التسعة وصلوا الى القنصلية الروسية.
فندق «تاج محل»... رمز تعتز به الهند
مومباي - ا ف ب - فندق «تاج محل» في مومباي الذي اندلع فيه حريق هائل ليل الاربعاء - الخميس بعد هجوم شنه مسلحون، رمز تفخر به الهند بناه احد مواطنيها في عهد البريطانيين.
والفندق بني منذ 105 اعوام بفضل تمويل قدمه الصناعي الهندي جامسيتجي نصروانجي تاتا الذي منع مرة من دخول فندق قصر ابولو الذي كان مخصصا «للبيض» حصرا.
وتهيمن القبة الحمراء التي تعلو الفندق على مرفأ مومباي الذي رحلت منه القوات البريطانية في 1947 بعد استقلال الهند.
ووسع الفندق في 1903 واصبح افضل مبنى في المدينة التي تضم تنوعا بشريا كبيرا. ويضم مركزا تجاريا فخما ومطعما ومقهى على سطحه. وفي 1970، بني برج للفندق على احد اجنحة هذا القصر يؤمن اطلالة على المدينة. ويضم 565 غرفة و46 جناحا مزينة باساليب فنية مختلفة.
واستقبل تاج محل عددا لا يحصى من الشخصيات من بينها الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر وملكة بريطانيا اليزابيث الثانية ومغني البيتلز الراحل جون لينون. ويراوح سعر الغرفة فيه لليلة الواحدة بين 365 و425 دولارا.
جماعات «المجاهدين»
... هل هي حركات تمرد داخلية؟
مومباي - أ ف ب - عمقت المجموعة التي اعلنت مسؤوليتها عن هجمات مومباي ليل الاربعاء - الخميس ولم تكن معروفة في السابق، الاعتقاد بان الهند تواجه حركة تمرد اسلامية داخلية.
وكانت مسؤولية غالبية الهجمات التي وقعت في السابق على الاراضي الهندية، تنسب الى جماعات تتمركز في الخارج او انها مدعومة مباشرة من باكستان المجاورة. الا ان جماعات تحمل اسماء توضح اصولها المحلية اعلنت عن الهجمات التي شهدتها الهند العام الماضي.
وجماعة «مجاهدي ديكان» التي اعلنت مسؤوليتها عن هجمات مومباي، تستقي اسمها من مرتفعات ديكان التي تغطي معظم مناطق جنوب الهند. وارسلت الجماعة رسائل بريد الكترونية الى الاعلام المحلي تقول فيه انها شنت تلك الهجمات. كما اعلنت جماعة غير معروفة كذلك تحمل اسم «مجاهدي الهند»، مسؤوليتها عن سلسلة انفجارات في نيودلهي في سبتمبر قتل فيها 20 شخصا، وتفجيرات في مدينة احمد اباد الغربية في يوليو قتل فيها 45 شخصا. واعلنت جماعة اخرى تطلق على نفسها «قوة الامن الاسلامي-مجاهدي الهند»، انها كانت وراء سلسلة تفجيرات وقعت الشهر الماضي في ولاية اسام الشمالية الشرقية ادت الى مقتل ثمانين شخصا.
وقال احد المسلحين المشاركين في هجمات مومباي لاحدى القنوات التلفزيونية، انه ينتمي الى جماعة هندية اسلامية تسعى الى انهاء اضطهاد المسلمين الهنود. ودعا المسلح الذي ذكر انه عضو في جماعة تطلق على نفسها «مجاهدي ديكان» يشارك في احتجاز رهائن في فندق اوبيروي، الى اطلاق كل المسلحين الاسلاميين المعتقلين في الهند.
واضاف لقناة «انديا» التلفزيونية عبر الهاتف من داخل الفندق الذي تحيط به قوات الجيش: «يجب وقف اضطهاد المسلمين في الهند. نحن نحب بلادنا ولكن عندما تقتل امهاتنا واخواتنا، اين يكون الجميع»؟
ولم يتضح ما اذا كانت هذه الجماعات مرتبطة ببعضها، الا ان مسؤول الامن المتقاعد بي رامان، قال ان اختيار هذه الاسماء محاولة «لاضفاء اسم الهند» على الحركة الاسلامية المسلحة. وتابع ان «مجاهدي الهند» التي تطلق على نفسها اسم «مليشيا الاسلام» ظهرت الى العلن في نوفمبر الماضي بعد سلسلة تفجيرات في اوتار براديش.
وارسلت الجماعة نفسها رسالة بريد الكترونية الى الاعلام بعد تفجيرات مايو في مدينة جايبور، اكدت فيه انها ستشن «حربا مفتوحة» ضد الهند لدعمها الولايات المتحدة، وحذرت من شن مزيد من الهجمات على مواقع سياحية.
وتشتبه الاجهزة الامنية في ان تكون هذه الجماعات واجهات لجماعات حظرتها الحكومة الهندية خلال السنوات القليلة الماضي مثل «حركة الطلاب الاسلاميين في الهند». ويقول آخرون انها يمكن ان تكون تحالفا سريا لجماعة «عسكر طيبة» و«جيش محمد» المسلحتين المتمركزتين في باكستان.
وقبل دقائق من التفجيرات التي وقعت في احمد اباد المدينة الرئيسية في ولاية غوجارات، ارسلت حركة «مجاهدي الهند» رسائل الكترونية الى العديد من محطات التلفزيون الاخبارية، اعلنت فيها ان الناس «سيشعرون برعب الموت». وذكرت ان تفجيرات احمد اباد هي انتقام لاعمال الشغب التي شهدتها غوجارات في عام 2002 وقتل فيها نحو الفي مسلم ضربا او حرقا او باطلاق النار عليهم. ودعت صحيفة «ذي تايمز اوف انديا»، اكثر الصحف الهندية انتشارا، وغيرها من وسائل الاعلام الى وقف «حربها الدعائية» ضد المسلمين.
واضافت ان على موكيش امباني، اغنى رجل اعمال في الهند، «التفكير مرة اخرى» في بناء مبنى من الزجاج والفولاذ مؤلف من 27 طابقا على ارض في مومباي كانت مقامة فيها دار ايتام اسلامية في السابق.