طب العبادات ... الحج «4» / العبادات فرضها الله سبحانه وتعالى على الرجال والنساء سواء بسواء

المرأة يمكنها تأجيل الدورة الشهرية بالعقاقير ... والحامل عليها تأجيل أداء فريضة الحج

تصغير
تكبير
| بقلم د. أحمد سامح |
الحج يجب على المرأة كما يجب على الرجل سواء بسواء لكن الله سبحانه وتعالى كتب على بنات ادم «الحيض» فيجعل المرأة في هذه الفترة غير طاهرة ويمنعها من اداء المناسك.
وبفضل تطور العلوم الطبية امكن للادوية الحديثة تأجيل الدورة الشهرية وتمكين المرأة من مواصلة اداء مناسك الحج مع ضرورة مراعاة الحالة الصحية من ارتفاع ضغط الدم او الاصابة بمرض البول السكري عند وصف هذه الادوية.
ولإعمار الكون خص الله تبارك وتعالى المرأة بالحمل والانجاب الذي تكون اثناءه في وضع صحي خاص ومعرضة إلى متاعب الحمل الصحية مثل الوحم والقيء المستمر والشعور بدوخة وغثيان واحيانا مشاكل في ضغط الدم وفقدان الشهية والاجهاد والارهاق وقد تصل هذه المتاعب الصحية للحامل إلى حد المرض.
واداء المناسك فيها مشقة وتعب قد تضر بصحة المرأة الحامل وبسلامة الجنين او قد تتسبب هذه المتاعب والمشقة والاجهاد في الولادة المبكرة ما يشكل خطر كبيرا على صحة الام وحياة الجنين.
لذا كان لابد من تناول هذين الامرين بشيء من التفصيل لان المرأة مكلفة كالرجل تماما باداء الفريضة رغم طبيعة تكوينها وما فرضه الله عز وجل عليها من خصائص وعادات حتى تتمكن من اداء الفريضة في يسر وسلامة او تؤجلها إلى العام المقبل.
يجوز للمرأة استخدام الادوية لتأخير موعد الدورة الشهرية لتمكينها من اداء مناسك الحج وهي لذلك تستخدم اقراصا معينة تصفها لها طبيبة اختصاصية في امراض النساء والتوليد.
ويتطلب ذلك معرفة موعد اخر دورة شهرية بالتحديد اول ايام الدورة وتاريخ انتهائها مع معرفة عدد ايام الدورة المعتادة وكذلك تحديد موعد السفر.
ويجب معرفة هل الدورة الشهرية منتظمة ام لا؟ وهل لديها تاريخ مرضي لبعض الامراض النسائية؟ والعلاج الذي يوصف لها وهل ستتناول ادوية اخرى؟
ادوية تأخير الدورة
الطب فن وحكمة يهدف إلى راحة الانسان واسعاده وما اجمل ان يسعد المرأة بتمكينها من اداء الفرائض واستخدام المرأة عقاقير تمكنها من اداء فريضة الحج لكن يجب وصف الدواء وتناوله قبل الحج بوقت مناسب حتى تأتي هذه العقاقير بالهدف منها ومن تناولها.
ويستخدم اطباء امراض النساء والولادة نوعين من الحبوب لتأخير الدورة الشهرية.
النوع الأول من أدوية تأخير الدورة
النوع الاول من الحبوب الموصوفة لتأخير الدورة الشهرية هي حبوب منع الحمل التي تحتوي على نوعين من الهرمونات (وتوصف كوسيلة لمنع الحمل) وتعطى حبة واحدة يوميا تؤخذ بانتظام من دون سهو او نسيان.
ويكون بدء تناول حبوب منع الحمل قبل بدء موعد الدورة الشهرية بنحو اسبوعين بمعنى انه إذا كانت الدورة 28 يوما مثلا يبدأ بتناول الحبوب في اليوم الرابع عشر من بدء الدورة الشهرية ولمدة عشرين يوما فقط حتى تتجنب السيدة حدوث نزف طوال فترة تناولها العلاج.
وكذلك فإن تناولها العلاج لمدة اطول من ذلك يعرضها لمضاعفات ومنها النزف، وعند الانتهاء من تناول الحبوب سيأتي الحيض الجديد بعد خمسة ايام من التوقف من تناول الحبوب.
النوع الثاني من ادوية تأخير الدورة
اما النوع الثاني من الادوية الموصوفة لتأخير الدورة الشهرية «الطمث» هو الحبوب التي تحتوي على نوع واحد من الهرمون الخفيف مثل عقار «برومولت - ن - promlut» وتأخذ المرأة جرعة مقدارها خمسة ميللغرامات ثلاث مرات يوميا لمدة خمسة عشر يوما من دون حدوث مضاعفات ويجب ان تتناول الحبوب من هذا النوع قبيل بدء موعد الدورة الشهرية بثلاثة ايام.
عقاقير تقلل من فاعلية
أدوية التأخير
العلاج ببعض المضادات الحيوية مثل التتراسيكلين والامبسلين وادوية علاج الدرن الرئوي «السل».
كذلك بعض ادوية الامراض النفسية والعقاقير المضادة للصرع.
هذه العلاجات كلها تقلل من فاعلية الادوية الموصوفة لتأخير الدورة.
أدوية تأخير الدورة
والإصابة بأمراض عامة
كذلك عند وصف ادوية تأخير الدورة الشهرية عن موعدها يجب معرفة الحالة الصحية للمرأة التي تنوي الحج وتريد تأجيل حدوث الطمث هل تعاني من امراض عامة غير الامراض النسائية مثل مرض البول السكري وارتفاع ضغط الدم الشرياني حتى تتمكن الطبيبة الاختصاصية في امراض النساء والولادة تحديد النوع من العلاج للمرأة التي اعتزمت السفر لاداء فريضة الحج حتى لا يحدث لها اي مضاعفات من الدواء الموصوف.
الحامل وتأدية الفريضة
جاء في التنزيل الحكيم «ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا».
وتأدية المناسك فيها مشقة وعناء وتتطلب التمتع بصحة كافية وعافية موفورة.
والحمل يجعل المرأة في وضع صحي خاص وتحتاج للرعاية الصحية والعناية الطبية لانها معرضة إلى الكثير من الازعاجات الصحية سواء كان موعد تأدية المناسك في الاشهر الاولى للحمل او الاشهر الاخيرة.
الحمل في الأشهر الأولى والحج
من الناحية الطبية يجب على الحامل في الاشهر الاولى تأجيل فريضة الحج إلى ما بعد الوضع وتأدية الفريضة في الاعوام المقبلة لان الحامل في الاشهر الاولى تعاني من الاجهاد والتعب والارهاق وتعاني المرأة الحامل من التقيؤ المستمر وعسر الهضم «انتفاخ وألم في البطن» والشعور بحرقان وحموضة في المعدة واضطراب في الاخراج والاصابة بالامساك وتعاني المرأة الحامل من ألم بعضلات الظهر والساقين والبطن وتختلف حدة الاعراض وشدتها من امرأة حامل إلى اخرى فهناك من تعاني الوحم والاعياء واخريات قادرات على تحمل متاعب هذه الفترة الاولى من الحمل. بالاضافة إلى ان بعض السيدات لديهن تاريخ سابق في الاجهاض في هذه الفترة من الحمل وهن عرضة لحدوث الاجهاض اثناء تأدية المناسك نتيجة للمجهود الشاق المبذول.
كذلك المرأة الحامل مثل غيرها من الحجاج معرضة للاصابة بأمراض الجهاز التنفسي والامراض الاخرى.
كذلك ايضا هي معرضة للاصابة بالرضوض او الكدمات نتيجة التدافع والتلاحم اثناء تأدية مناسك الحج ما يضطرها لتناول العلاج لهذه المشاكل الصحية.
وكما هو معروف للجميع فإن تناول الادوية في الاشهر الاولى مرفوض تماما للمرأة الحامل الا في حال الضرورة القصوى حتى لا يصاب الجنين بالتشوهات الخلقية نتيجة تناول هذه الادوية.
الحامل في الأشهر الأخيرة
وتأدية المناسك
عندما يأتي موسم الحج والحامل في الاشهر الاخيرة من الحمل تكون مشقة الحمل قد زادت والمعاناة الجسمانية والقدرة واللياقة الصحية للمرأة الحامل قد ضعفت فتصبح متعبة ومجهدة وبسبب ما تبذله من جهد ومشقة اثناء تأدية المناسك فانها ستتعرض لخطورة الولادة المبكرة وقد يتعرض الجنين من جراء ذلك للخطر.
ومن اجل صحة المرأة الحامل في الاشهر الاخيرة وسلامة جنينها ينصح الاطباء الاختصاصيون في رعاية الامومة المرأة الحامل بتأجيل فريضة الحج إلى العام المقبل باذن الله تعالى.
 
لسلامتك عند رمي الجمرات

عند رمي الجمرات يجب استعمال المظلة اذا صادف ارتفاع في درجة الحرارة في هذا اليوم.
ويجب تنظيم الجهد حتى لا تصاب بالتعب والارهاق مع اخذ قسط من الراحة اذا شعرت بالتعب.
ويجب تناول بعض السوائل والعصائر ما يجدد النشاط ويعوض الجسم عما يفقده من سوائل واملاح حيوية بفعل التعرق الغزير.
وقد يكون هذا اليوم مرتفع الرطوبة فيزداد التعرق وفقد الاملاح والسوائل بما يعرف بالانهاك الحراري الذي يضر كثيرا مرضى الكلى والسكري واصحاب السمنة المفرطة.
وهنا يجب على هؤلاء والمسنين او الاشخاص ضعاف البدنية وقليلي اللياقة البدنية ان ينيبوا من يرجم لهم.
ويجب التواجد في الاماكن المكيفة وتناول كميات وفيرة من السوائل وعدم الوصول إلى مرحلة الاحساس بالعطش.
وعند رمي الجمرات يجب التحلي بالصبر وعدم التزاحم والتدافع حتى لا يصاب الحاج باذى نتيجة هذا التدافع والتزاحم الذي قد يسبب التواء المفاصل وخلعها والرضوض والكدمات والكسور وغيرها من الاصابات بسبب السقوط وسط الزحام.

دخول جسم غريب في العين

اثناء السفر لتأدية فريضة الحج وخلال تأدية المناسك قد يصاب الحاج بدخول جسم غريب في العين
كيف يتصرف الحاج اذا حدث ذلك اثناء رحلة تأدية المناسك فقد يكون هذا مادة حمضية او مادة قلوية.
فيجب غسل العين بماء الشرب المتوافر في المكان وذلك لمدة 10-15 دقيقة تخفيفا لاثر هذه المادة الغريبة سواء كانت حمضية او قلوية او غيرها.
ويعرض بعد ذلك الحاج المصاب على طبيب الحملة او التوجه به إلى مقر البعثة الطبية.
وكثيرة هي المواقف والحوادث التي تؤدي إلى دخول الاجسام الغريبة في العين في الحجاب الخارجي امام الملتحمة.
وهذه الحالات سهلة اذ يمكن ازالة الجسم الغريب وابعاده مثلا حيث يظهر الجسم الغريب ويزال بسهولة.
اما اذا دخل الجسم الغريب داخل عين احد الحجاج والتصق على القرنية فيجب عرضه على طبيب اختصاصي العيون حيث تبعد شذرة الحديد او النحاس او التراب فورا بالمغناطيس او بالعملية الجراحية.
وكذلك تبعد شذرة الزجاج او الحجارة بعمل جراحي بواسطة اختصاصي العيون.

عيادة الحج

السفر بالطائرة وثقب طبلة الأذن
• أعاني من حساسية في الأنف ورشح مستمر عند التعرض لمكيف الهواء في الطائرة فهل هناك داعٍ لإلغاء السفر بالطائرة والذهاب إلى الحج بطريق البر خوفاً من الإصابة بثقب في طبلة الأذن كما يقول لي البعض ممن لهم معرفة وثقافة صحية؟
- عزيزي الحاج إن شاء الله يكون حجك مبرورا وسعيا مشكورا وذنبك مغفورا، ونقول لك فعلاً المصابون بحساسية الأنف والذين يعانون من الرشح المستمر في الأنف والذين نخشى عليهم من الاصابة بثقب في طبلة الأذن.
على هؤلاء الحجاج تلقي العلاج المكثف قبل السفر بالطائرة مع استخدام أي شيء يساعد على عدم حدوث ذلك مثل مضغ اللبان أو ما يسمى بالملبس «البنبون» خصوصا أثناء هبوط الطائرة.
جلطة القلب وتأدية المناسك
• أعلم أن الحج هو أحد أركان الإسلام الخمسة وأريد أن أحج هذا العام مع أشقائي علما بأنني أدخلت إلى المستشفى منذ نحو عشرة أشهر للعلاج من الاصابة في جلطة بالقلب فهل أستطيع الحج هذا العام؟
- تنجم جلطة القلب من انقطاع كامل للدم للجزء من عضلة القلب التي تغذى بالشريان الذي انسد.
وهذا يؤدي إلى تلف وانحلال وموت خلايا المنطقة المصابة ويحدث هذا نتيجة انسداد في أحد الشرايين التي تغذي القلب بواسطة جلطة دموية «خثرة».
ويشكو المريض من ألم بالصدر عميق في منتصفه وقد ينتشر الألم إلى الذراع اليسرى ويستمر أكثر من نصف ساعة ويصاحب الألم عادة عرق بارد وغزير، وقد يحدث نتيجة الاصابة بجلطة القلب، اضطرابات في دقات القلب وهبوط في وظائف القلب.
ولا ينصح الأطباء مرضى الجلطة الحديثة بأداء فريضة الحج إلا إذا تماثل المريض للشفاء تماما وعاد إلى ممارسة حياته الطبيعية وهي حدود ثمانية أسابيع مع الالتزام بالعلاج والنصائح الطبية.
عزيزي الحاج إلى بيت الله الحرام يمكنك تأدية المناسك والحج هذا العام بعد أن مضى عشرة أشهر على الاصابة بالجلطة ولأنك ملتزم بالعلاج وتتبع النصائح الطبية والارشادات الصحية تجعلنا نطمئن عليك في رحلة الحج المباركة المبرورة.
الحج ومرضى الكبد
• أعاني من مرض في الكبد فأصبت بالتليف المزمن في الكبد نتيجة الاصابة القديمة بعدوى فيروس «C» كما أخبرني الأطباء بعد رحلة من التحاليل والفحوصات والعلاجات. فهل أستطيع الحج وقد عزمت على أداء الفريضة هذا العام بإذن الله، فما نصيحتكم؟
- أمراض الكبد المزمنة مثل تليف الكبد لأي سبب كانت تصيب المريض بأعراض ونوبات تستدعي نوعيات معينة من الغذاء وتناول كميات اضافية من السكر بسبب انخفاض مستواه في الدم نتيجة تليف خلايا الكبد التي تعطل وظائفه الحيوية.
ومن هذه الوظائف الحيوية المحافظة على نسبة السكر في الدم في حدود المعدل الطبيعي.
ويحتاج العلاج في مثل هذه الحالات إلى تنظيم الغذاء على مدى الأربع والعشرين ساعة.
ولا بد عزيزي السائل من الالتزام بهذا حتى لا يصاب مريض تليف الكبد بالاجهاد نتيجة نقص السكر في الدم والذي تتزايد احتمالاته «أي المرض» مع المجهود المبذول أثناء تأدية المناسك.
وعليك الاكثار من تناول السكريات وحاول دائماً أن تكون تحت اشراف ومتابعة طبيب الحملة وبإذن الله تستطيع أداء مناسك الحج بسهولة ويسر من دون أي متاعب صحية
أدوية تثبيط المناعة والحج
• أتناول عقار الكورتيزون بسبب الاصابة بمرض جلدي مزمن فما الرأي العلمي في تناول مثل هذه الأدوية؟ وهل تمنع من السفر لأداء فريضة الحج؟
- تناول الحجاج لعقار الكورتيزون للأمراض الجلدية المزمنة أو لمعالجة أمراض الحساسية أو علاج لأمراض المناعة الذاتية أو كعلاج لالتهابات المفاصل المعروف بـ «خشونة المفاصل - OA» الذي من أعراضه الآلام الشديدة في مفاصل الركبتين والظهر والعنق عند المشي والحركة لتأدية المناسك له متاعب صحية وآثار جانبية.
منها انه يجعل الحاج معرضا للاصابة بالأمراض المعدية بسبب انخفاض القدرة المناعية للجسم لمقاومة الأمراض المعدية التي يمكن أن تصيبه بسبب التزاحم والتلاحم أثناء تأدية المناسك عند تناول الأدوية المثبطة للمناعة ومنها الكورتيزون. لذلك يجب الحذر تماما عند استخدام هذه الأدوية إلا في الضرورة القصوى ومراجعة طبيب الحملة عند الشعور ببداية أي أعراض مرضية أو ارتفاع في درجات الحرارة وعلاجها بسرعة بالمضادات الحيوية والأدوية المخفضة للحرارة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي