قصة قصيرة

«رجال آخر الليل»

تصغير
تكبير
| سيد علي الموسوي |
أصبحت الزوجة مسكّناً... نتناوله قبل النوم... نهتم طيلة الساعات بأمورنا الشخصية، أعمالنا، وظائفنا، أصدقائنا، سعادتنا.
رجل صارت زوجته سلعة يعاينها «آخر الليل»، وكأنه اشتراها كي يسلب منها ما يشاء في أروقة الظلام، وهواجس التعب.
في «آخر الليل» أتت الزوجة مبتسمة ابتسامة أمل... تزينت حتى كاد البدر لينخسف... تعطرت... حتى صار الورد سمادا... تكحلّت لتنحني أمام نظراتك رؤوس أظلم العباد ... «زوجي» كيف حالك؟ أما اشتقت إلي؟ ألم تحزن لعدم رؤيتي طيلة اليوم؟، «زوجي»... هناك بعض الأمور يجب أن أقولها لك... هناك كلمات أريد أن أشاطرك إياها... أوليس هناك ماتريد قوله لي؟... أليس هناك ماتحتاجه؟ أليس هناك ماتريده مني؟... قل لي ماذا فعلت اليوم... كيف كان صباحك؟... عملك؟... تحدث فإن همسك والله يفرحني.
نظرة تنصب فيها جل معاني التحقير والمجاملة... «حبيبتي أنا بخير... وليس هناك ما أقوله... أريد أن أنام... تصبحين على خير».
يا «رجال آخر الليل»... أما تتقوا الله فيهن!، اعملوا ولا تقصروا أبدا في عملكم... اهتموا بأموركم الشخصية، ابحثوا عن سعادتكم، وإذا كانت مع أصدقائكم... فاجلسوا معهم وتجمعوا في «الديوانية»، ولكن... لا تظلموا أحدا. إذا كنتم حريصين على عدم إبخاس العمل والأصدقاء حقهم ووقتهم، فتذكّروا أن هناك من يتلهف لرؤياكم وقربكم ورعايتكم... هناك من سعادته الحديث معكم والاهتمام بكم ومشاركتكم الحياة... أعطوا كل ذي حق حقه... قسموا أوقاتكم... رتبوا أولوياتكم... أحسنوا لقريناتكم... اسقوا ورودكم ماء حتى لا تيأس وتذبل أو يقتلعها الزمان من بين أيديكم... اتقوا الله فيهن... وكونوا «رجالا» فقط.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي