«الراي» تتابع مؤتمر الفكر العربي «4» / الفقي: نحتاج إلى جيوش من المثقفين

تصغير
تكبير
| القاهرة - من إيهاب كامل ودعاء فتوح |
قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان المصري الدكتور مصطفى الفقي: «إن عالمنا العربي في حاجة إلى جيوش جرارة من المثقفين.. ليأخذوا بيده إلى المنهج السليم الذي يقوده للتنمية بمختلف أبعادها».
وأضاف - في كلمته في حلقة نقاشية على هامش أعمال المؤتمر السنوي السابع لمؤسسة الفكر العربي بالقاهرة -: «إن عملية التنمية شاملة.. تستوعب جميع جوانب الحياة، وهي ليست نتاج تقدم تكنولوجي أو تفوق اقتصادي فقط على حساب باقي الجوانب الأخرى».
موضحا.. أن الثقافة ليس كما يتصورها البعض بأنها درجة من درجات المعرفة الخاصة التي يستأثر بعض الناس على بعض، ولكن الثقافة هي أسلوب حياة، وحرية التفكير وسيلة للمعيشة ونمط استهلاك.
وأشار الفقي.. إلى ان المنطقة العربية تعيش تحت رزح ملفات متعددة من القضايا المتشابكة، فضلا عن موروث ثقافي «متنوع ومنقول» من جميع الحضارات.. كالفرعونية والبابلية والفينيقية، وانتهاء بالحضارة الإسلامية التي جاءت لتكون هي المظلة الكبرى رغم أصولنا المتباينة.
وأردف: أصبحنا عربا باللسان، ومعظمنا مسلمون، إضافة إلى مسيحيين يعيشون معنا ، وهو الأمر الذي دعانا إلى ضرورة إيجاد مفهوم واضح للعرب والعروبة.
وتابع: إن دولة من الدول الأفريقية حديثة الاستقلال يكون مستقبلها أوضح من مستقبل العرب أنفسهم، بسبب كم التراكم من الثقافات والحضارات على كاهلنا. لافتا.. إلى ان الدول ذات الثقافات والحضارات والديانات المتنوعة تعاني كثيرا من المشكلات المعقدة والمتباينة.
وقال: على سبيل المثال.. الهند نجد فيها السكان يموتون جوعا في الوقت الذي تجوب فيه الأبقار الطرقات وتسدها.. لأنها لا تذبح ولا تؤكل، وهو ما يجعل قضية الثقافة متباينة للغاية.
ورأى الفقي.. أن التباين الضخم في الرؤى الثقافية.. يعكس التفاوت في التعامل مع قضية التنمية.
وقال: نحن «جامدون ماضيون» إلى حد كبير.. لا نفكر بالمستقبل ولا نعيش الواقع، وأصبنا بالاتكالية وتحولنا الى أمة مستهلكة عالة على الآخرين رغم أن لدينا مفكرين إذا خرجوا إلى العالم سادوا وفرضوا أنفسهم.
واصفا الواقع الذي تعيش فيه الأمة العربية.. بأنه « مزرٍ للغاية.. فنحن أمة تقول ما تفعل ونفعل مالا نقول ،نتهم الغرب بالازدواجية ونحن مزدوجون ، ونبدأ العمل ولا نكمله، ونتحدث فقط عن ثورة خضراء وغزو للفضاء وطفرات إدارية. ولكن أين كل هذا.. فثقافتنا انتقائية وليست مستدامة، ومشكلاتنا ثقافية وليست سياسية أو اقتصادية.
ونوه الفقي.. إلى إن سبب تقدم الهند على العرب «أنهم جادون.. فإذا قالوا فعلوا، وإذا فعلوا أخلصوا.. أما نحن فأصبحنا سوقا استهلاكية بجميع أنواعها»!
من ناحيته، حمّل الكاتب الاقتصادي عامر زرياب التميمي قضية فلسطين وتبلور عصر النفط والانقلابات العسكرية.. مسؤولية تعطيل ركب التنمية سياسيا واقتصاديا، وحمل تلك العناصر مسؤولية تعطل ركب التنمية في البلدان العربية، والتحول إلى كيانات قزمية في مواجهة التكتلات الاقتصادية الكبرى.. وقال - في كلمة له -: الأخطاء الكبيرة التي وقعت في الدول العربية بسبب إصرارها على أن تقوم الدولة بدور الدولة الحارثة، كما تراجعت معدلات الإنتاجية بسبب تراجع مخرجات التعليم وتباين التيارات السياسية المتواجدة في البلدان العربية وتنوعها مابين الاشتراكية والرأسمالية والإسلامية.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي