الجزيرة تضم آلافاً من الطيور المهاجرة التي وجدت فيها الملاذ الآمن للتزاوج

فريق كويتي يوثّق تفريخ طائر اللوهة في أم القيوين

تصغير
تكبير

 راشد الحجي: - الخطوة ضمن عملية إنتاج سلسلة أفلام الطيور المهاجرة «رحلة لا تنتهي»  

هدفنا توثيق تفريخ طيور اللوهة التي تتواجد في جزيرة السينية  بأعداد كبيرة  

لُقى أثرية عثر عليها وتدل على استيطان سواحل أم القيوين قبل خمسة آلاف سنة

حطت كاميرا فريق «عدسة بيئة الكويت» في جزيرة السينية في إمارة أم القيوين، لتوثّق هجرة طائر اللوهة السوقطرية وتفريخها، تمهيدا لانتاج سلسلة أفلام الطيور المهاجرة «رحلة لا تنتهي» المدعومة من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وفق ما صرح به رئيس الفريق راشد الحجي.
الفريق التطوعي الذي وصل إلى أم القيوين في رحلة سريعة لم تستغرق ساعات، حطوا رحالهم في جزيرة السينية التي يعود تاريخها إلى العصر الهلنستي، حيث استوطنها مواطنو أم القيوين في القرن الأول الميلادي بعد انتقالهم من جزيرة ملاح، وتضم برجين هما برج البحر، وبرج النهار، وبعض المباني التقليدية والمقبرة القديمة.
واستطاع الفريق الكويتي الذي يضم رئيسه راشد الحجي وفهد العنزي وجاسم العجمي، ولاول مرة من توثيق اللوهة «طائر البحر السوقطري شديد السواد». وقال رئيس الفريق راشد الحجي لـ الراي إن «الرحلة تهدف إلى توثيق تفريخ طيور اللوهة التي تتواجد في جزيرة السينية بأعداد كبيرة جدا، وتحظى باهتمام ورعاية من المسؤولين في إمارة أم القيوين التي تضم شواطئ جميلة بطول 23 كيلومترا تقريباً، بين إمارتي الشارقة ورأس الخيمة، وتمتد أراضيها في داخل الأراضي الرملية إلى نحو 32 كيلو مترا».


وأشاد الحجي بالتسهيلات الكبيرة التي قدمتها حكومة إمارة أم القيوين للفريق وللاخ عبيد الشحي الذي رافق الفريق من بداية الرحلة وذللت جميع الصعوبات وقدمت تسهيلات كبيرة للوصول للجزيرة. وأضاف «أم القيوين وحسب التنقيبات والحفريات التي قامت بها دائرة الآثار والتراث بالإمارة بالتعاون مع بعثة التنقيب الفرنسية العاملة في جزيرة الأكعاب الواقعة في أم القيوين، تعد موسمياً لصيد أبقار البحر (الأطوم)، وقد عثرت البعثة على سنارة حجرية للصيد، ومجموعة من السكاكين الحجرية والخرز الصدفية، بالإضافة إلى بقايا أعشاش كانت تستخدم كسكن موقت للصيادين على الساحل».
وأضاف «كانت هذه اللقى الأثرية دليلاً على استيطان سواحل أم القيوين قبل خمسة آلاف سنة، ثم نتقدم فيها إلى موقع أكبر ألا وهو موقع تل الأبرق، والذي يعود تاريخه إلى ثلاثة آلاف عام من فترة الألف الثالث والثاني قبل الميلاد، حيث اكتشف الموقع من قبل البعثة العراقية عام 1973، ثم البعثة الأسترالية برئاسة عالم الآثار (دان بوتس)، وكان الموقع يضم مجموعة من المباني تشكل مستوطنة كبيرة ومنها قلعة كبيرة مبنية من الحجارة البحرية، بالإضافة إلى مجموعة من الفخاريات التي تعود إلى تلك الحقبة الزمنية، أما اكتشاف القلعة فهو دليل على التطور في العمارة، وعن أول اكتشاف لموقع أثري لسكان السواحل ألا وهو أعشاش الصيادين».
 وزاد «الموقع الثالث والذي له أهمية تاريخية بالنسبة لأم القيوين هو موقع (الدور الأثري) والذي يعود تاريخه إلى 2000 سنة ق. م من القرن الأول حتى الرابع الميلادي، حيث تم اكتشافه من قبل عدة بعثات تنقيب أولها بعثة التنقيب العراقية عام 1973م، ثم تعاقبت على العمل فيه عدة بعثات وهي بعثة التنقيب الفرنسية، والبلجيكية، والدنمركية، والإنجليزية والتي عملت لمدة تسعة مواسم أسفرت تنقيباتها عن اكتشاف مجموعة من المباني الأثرية منها مبانٍ سكنية وقبور، بالإضافة إلى القلعة والبرجين، ولكن من أهم المكتشفات الأثرية هو معبد إله الشمس وهو أول معبد عبد فيه ( الإله شمش )، وأول مبنى ديني يوضح هذه العبادة في جنوب شرق الجزيرة العربية مما يدل على التطور في البناء العمراني، وذلك لكثرة المكتشفات العمرانية عن الحقبة التي سبقتها».
 وأشار الحجي أن «للجزيرة أهمية كبيرة أثبتتها كثرة وتنوع اللقى الأثرية في الموقع، حيث احتل الميناء دوراً مهماً في عملية نقل أدوات بناء الحضارة بين بلاد ما بين النهرين من بلاد مجان وميلوخا إلى دلمون، ثم إلى بلاد مابين النهرين، ويعتقد بأن ميناء الدور وهو( ميناء عمانة الشهير). وبعد ضمور موقع الدور إبان نهاية العصر الهلنستي نتيجة لامتلاء الخور بالطمي وتحول خطوط الملاحة عنه، انتقل سكان أم القيوين إلى جزيرة ملاح وأقاموا فيها ثم انتقلوا بعد ذلك إلى موقع مهم آخر وهو موقع جزيرة السينية».
 وأكد بناء الحصن نقطة لانطلاق النمو العمراني، وتطور نمو حركة البناء، وحسب ما اقتضته ظروف المنطقة السائدة آنذاك، والتوسع في رقعة الانتشار العمراني للسكان حيث تتواجد في أم القيوين اليوم عدد من المباني التراثية والتاريخية أقدمها «حصن آل علي» والذي يعود تاريخه إلى عام 1768، وقد أمر الشيخ راشد بن أحمد المعلا - رحمه الله - إلى ترميمه وإعادة صيانته وافتتاحه كمتحف وطني عام 2000م، كما يوجد «سور أم القيوين» والذي يعود تاريخ بنائه إلى عام 1820، وأبراج عديدة منها «برج بخوت» الذي يعود أيضا لسنة 1820م، وهكذا تنوعت المباني التاريخية والتراثية بين المباني العسكرية والمدنية، بالإضافة إلى تنوعها بالنسبة إلى التضاريس فمنها المباني الصحراوية الواقعة في منطقة فلج المعلا كحصن فلج المعلا الذي يقع في واحة فلج المعلا، والتي تعتبر مصيف لأهالي الإمارات في الماضي، حيث تكثر فيها زراعة النخيل، والخضراوات، يعود تاريخه إلى عام 1820م، ويتكون هذا الحصن من بناء مربع الشكل ذات برجين، أحدهما في الجهة الشمالية الشرقية، والآخر في الجهة الجنوبية الغربية، وبه مجلس كبير للحاكم، بالإضافة إلى المدبسة، حيث تطل الردهات الثلاثة على فناء داخلي، يلحق بالحصن مسجد يسمى مسجد الحصن، بني من أحجار الوادي، بالإضافة إلى خشب الجندل للتسقيف.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي