بعث «تحيات حارة» إلى القادة الأفارقة واعتذر عن نشر مقاطع لليمين المتطرف في بريطانيا
ترامب: أميركا أولاً... ليست أميركا وحدها
ترامب يستقل مروحية تابعة للرئاسة الأميركية لدى مغادرته أمس منتجع دافوس في سويسرا (رويترز)


تقارير صحافية تؤكد أن ترامب قرر طرد مولر ثم تراجع
خطة لمنح الجنسية إلى 1.8 مليون مهاجر غير شرعي
دافوس (سويسرا) - وكالات- أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمام منتدى دافوس الاقتصادي، أمس، أن «أميركا أولاً ليست أميركا وحدها»، في خطاب خصصه لطمأنة الشركاء الديبلوماسيين والتجاريين للولايات المتحدة القلقين من مواقفه السابقة.
لكن ترامب تعمد على عادته أن يوجه انتقاداً إلى الصحافة «الشريرة»، ما أثار صيحات استهجان في قاعة تتسع لـ1500 شخص ضاقت بمسؤولين كبار في مجال الاقتصاد والسياسة وكذلك بصحافيين.
وقبل ان يدلي بهذه التصريحات في دردشة قصيرة غير رسمية على المنصة مع منظم المنتدى الاقتصادي العالمي كلاوس شواب، ألقى ترامب خطاباً مكتوباً بعناية.
وقال «سأطرح دائماً شعار أميركا أولاً، كما يتعين على قادة البلدان الاخرى أن يفعلوا أيضاً. لكن أميركا أولاً لا تعني أميركا وحدها».
واضاف امام حضور كان يتساءل منذ الثلاثاء الماضي ما إذا كان سيكرر مواقفه الحمائية، «أنا هنا لأمثل مصالح الشعب الاميركي ولأؤكد صداقة الولايات المتحدة وتعاونها لبناء عالم أفضل... نحن نؤيد التبادل الحر، لكن يجب ان يكون عادلاً، ويجب أن يكون متبادلاً».
ولتحقيق ذلك، دعا الى التصدي لـ»السلوكيات الشرسة» والتطاول «الكبير» على الملكية الفكرية و»المساعدات الصناعية» و»التخطيط».
وبذل ترامب كل ما في وسعه لإقناع أرباب المال ورؤساء الشركات بأن «اميركا هي المكان (الملائم) للقيام بالأعمال» مع نموها القوي وبورصاتها المزدهرة.
ورغم أنه التزم خطابه بحرفيته طوال خمس عشرة دقيقة وحصد تصفيقاً هادئاً، غمز ترامب على عادته من قناة الصحافة ووجه إليها انتقاداً جديداً.
فخلال حديثه مع كلاوس شواب عن مسيرته، قال «الصحافة كانت جيدة جداً معي حين كنت رجل اعمال. لكنني لم أدرك إلى أي مدى يمكنها أن تكون شريرة وكاذبة إلا حين أصبحت سياسيا». وسرعان ما قوبل كلامه بصيحات استهجان.
ولم يغب تنظيم «داعش» عن كلمة ترامب امام المنتدى، إذ أكد ان «التحالف ضد التنظيم (الذي تقوده الولايات المتحدة) استعاد 100% تقريباً من الاراضي التي كان يسيطر عليها هؤلاء القتلة في العراق وسورية»، مضيفاً ان «معارك» أخرى ما زال يتعين خوضها «لترسيخ» هذا التقدم.
وخلال لقاء بينهما على هامش منتدى دافوس، أمس، طلب ترامب من نظيره الرواندي بول كاغامي، الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الافريقي، أن ينقل «تحيات حارة» الى القادة الافارقة الذين استنكروا بشدة التصريحات «المهينة» بحق دولهم والمنسوبة إليه.
وتجاهل الرئيس الأميركي اسئلة وجهها صحافيون بشأن تصريحات نسبت إليه في وقت سابق هذا الشهر مهينة بحق دول افريقية وصفها «بالحثالة» خلال اجتماع مع قادة الكونغرس حول الهجرة.
من جهة أخرى، أعلن ترامب أنه مستعد للاعتذار على إعادته نشر تغريدات تتضمن تسجيلات مناهضة للمسلمين للمجموعة البريطانية اليمينية المتطرفة «بريطانيا أولاً»، ما سبب صدمة في المملكة المتحدة.
ففي مقابلة مع قناة «آي تي في» البريطانية نشرت مقاطع منها امس وستبث بأكملها مساء غد الاحد، قال ترامب للصحافي بيرس مورغان الذي يحاوره: «إذا كنت تقول انهم اشخاص رهيبون وعنصريون، فسأعتذر بالتأكيد إذا رغبتم في ذلك».
وكانت إعادة تغريد هذه التسجيلات التي نشرتها نائبة رئيس الحزب اليميني القومي البريطاني اثارت استياء في المملكة المتحدة. ودانت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي نفسها هذا «الخطأ» الذي ارتكبه ترامب.
وفي وقت سابق، نفى الرئيس الأميركي الأنباء التي نشرتها وسائل الإعلام عن أنه أمر العام الماضي بإقالة المدعي الخاص روبرت مولر المكلف التحقيق حول التدخل الروسي قبل ان يتراجع تحت الضغوط.
وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» ذكرت أن ترامب اصدر الامر بإقالة مولر في يونيو 2017، لكن المستشار القانوني للبيت الابيض دون ماكغان عارض ذلك على ما يبدو، وحذر من أنه قرار ستكون له «آثار كارثية» على الرئاسة.
واضافت الصحيفة التي نقلت المعلومات عن اربعة مصادر لم تسمها، ان ترامب لم يتراجع عن قراره إلا بعد أن هدد ماكغان بالاستقالة.
وأكدت صحيفة «واشنطن بوست» أيضاً، نقلا عن مصادر لم تكشفها، ان ترامب سعى الى طرد مولر، لكنه أعاد النظر في قراره تحت ضغوط من ماكغان.
وحسب «نيويورك تايمز»، فإن ترامب اتهم مولر بتضارب مصالح كان يمكن أن ينزع عنه اهلية اجراء التحقيق، في ثلاثة وقائع اولها انه عندما كان رئيس مكتب التحقيقات الفيديرالي، ألغى مولر اشتراكه في ناد خاص للغولف يملكه ترامب بعد خلاف على الرسوم.
أما النقطة الثانية فهي ان مولر عمل أخيراً في مكتب للمحاماة مثل صهر الرئيس جاريد كوشنر، واخيرا ان ترامب استقبله ليعينه مديرا لـ«اف بي آي» عشية تعيينه في منصب المدعي الخاص.
من جهته، حذر السيناتور الديموقراطي مارك وورنر، وهو نائب رئيس لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس الشيوخ، من أن إقالة مولر «خط أحمر».
إلى ذلك، أعلن البيت الأبيض، ليل أول من أمس، أن ترامب سيقترح على الكونغرس فتح الطريق امام منح الجنسية الاميركية لـ 1,8 مليون مهاجر دخلوا الولايات المتحدة بشكل غير قانوني، في تنازل يندرج في اطار تعزيز مكافحة المهاجرين السريين.
وسيطلب ترامب ايضا من الكونغرس تمويلا قدره 25 مليار دولار لبناء جدار حدودي مع المكسيك.
وسيستفيد من هذه الخطة التي تمتد على فترة تُراوح بين 10 و12 سنة، 690 ألف مهاجر يطلق عليهم اسم «الحالمون» (دريمرز) كانوا دخلوا البلاد بشكل غير قانوني عندما كانوا أطفالاً، فضلا عن المهاجرين الذين لا يستفيدون من برنامج «الاجراء المؤجل للواصلين في سن الطفولة» (داكا) الذي وقعه الرئيس السابق باراك اوباما.