تحلم بالسفر إلى نيويورك لدراسة الإخراج السينمائي
هيا عبدالسلام: الأفيهات الجنسية التي وردت في «انتظارات» لها مغزى ومعنى

وهيا ممثلة في مسرحية «الملك لير»

هيا في حوارها مع الزميل إيلي خيرالله

هيا المخرجة في جلسة ... امام الكاميرا !

هيا تشرح عن تجربتها الاخراجية

هيا في اروقة «الراي» (تصوير علي السالم)

شجون وعبدالمحسن القفاص في مسرحية «انتظارات»

هيا عبدالسلام تسابق بطموحاتها آلة الزمن











| حاورها - إيلي خيرالله |
هيا عبد السلام مقبول خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية (دفعة 2006) قسم التمثيل والاخراج. ولعها بمجال الاخراج جعلها تجتاز مسافات شاسعة في زمن قياسي. فرصتها الأولى في المسرح الجماهيري كانت حين أسند لها في العيد الماضي اخراج مسرحية «أولى /أول» الأطفال والتي ستعرض قريباً في البحرين. أما في مجال الاخراج التلفزيوني فقد عملت كمساعدة مخرج مع محمد دحام الشمري في مسلسل «عيون الحب». حازت على جائزة أفضل ممثلة واعدة في الدورة الثانية من مهرجان الخرافي للابداع المسرحي اثر مشاركتها في مسرحية «الاحساس نعمة» للمخرج علي العرادة. كما أطلت كممثلة أيضاً في عرض «الملك لير» عند افتتاح الدورة الأخيرة من المهرجان المسرحي المحلي.
«انتظارات» عمل مسرحي دخلت من خلاله هيا عبد السلام ميدان المنافسة لنيل لقب أفضل اخراج في الدورة الأخيرة من مهرجان «أيام المسرح للشباب» الا أن هذه الجائزة كانت من نصيب زميلها يوسف الحشاش عن مسرحية «الحفرة». عقب عرض «انتظارات» واجه العمل موجة عاتية من النقد المسرحي ما أثار شهيتنا لاستضافة هيا في مكاتب «الراي» واستطلاع ردودها على ما نشر... فدارت عجلة الحوار مع السؤال التالي:
• «انتظارات» حصدت جائزة يتيمة في ختام مهرجان «أيام المسرح للشباب» وهي جائزة أفضل ممثلة التي منحت لشجون الهاجري. هل كنت تتوقعين مزيداً من الجوائز؟
- أود أن أشكر بداية الاستاذين عبدالله عبدالرسول ومحمد الزلزلة على الجهود التي بذلت لانجاح مهرجان الشباب. وأنا راضية تماماً عن النتائج التي أسفر عنها المهرجان، وأنحني اجلالاً أمام مقررات لجنة التحكيم التي ضمت كباراً في عالم الفن وذوي الباع الطويل في مجالهم. كما ان ايراد اسمي بين أسماء المرشحين لنيل جائزة «افضل اخراج» أدخل الى أعماقي فرحاً لا يثمّن وهذا يمنحني حافزاً كي أسير قدماً.
• وما رأي الذين شاركوا معك في مسرحية «انتظارات» من ممثلين وتقنيين وفنيين بنتائج المهرجان؟
- كن على ثقة بأن أحداً لم يشعر بالظلم، وهم راضون تماماً عن النتائج. لم أفاجأ بالجائزة التي ذهبت الى شجون فهذه الممثلة متمكّنة وتقف على الخشبة بثقة مطلقة.
• كونك أتيت على ذكر الممثلة شجون الهاجري أود أن أعرف ما تعليقك على ما كتبته الدكتورة الناقدة سعداء الدعاس في جريدة «الراي» حول أداء شجون في «انتظارات» اذ وصفته بـ «المليودرامي الفجّ» منتقدة الدموع والآهات التي أطلقتها شجون على المسرح اضافة الى حركة يديها ومداعبة أرنبة أنفها غير المستساغة؟
- احترم وجهة نظرها لكن هدفي الأساسي كان كسر المألوف وابراز رؤية اخراجية جديدة التي تستند الى مبدأ الواقعية. ما من رادع أن يتصرف الممثل بشكل عفوي على الخشبة لا سيما أمام نص مشابه لما تطرحه «انتظارات». ثمة من كتب من النقاد أنني أخرجت عملاً تلفزيونياً وليس مسرحياً، وجوابي الوحيد أنني تعمدت أن اقدم عملاً مشابهاً لما نصادفه في حياتنا اليومية بدءاً من الحوار بين البطلين وصولاً الى أصغر تفصيل في حركتهما وتصرفاتهما.
• ألا تجدين أنك بأسلوبك هذا خرقت احدى قواعد العمل المسرحي ومسست بمقدسات الخشبة اذا جاز التعبير كما ذكر بعض النقاد المسرحيين؟
- أنا مقتنعة بما فعلت. كما أن تفاعل الجمهور مع شجون وعبد المحسن القفاص كان مذهلاً وفق ما تنامى الى مسمعي اذ انني كنت في غرفة الكونترول ليلة العرض. تعمّدت الأسلوب الواقعي لأتمكن من أسر المشاهد للعرض وحمله على التفاعل مع الحبيبين وقد نلت مرادي. وهذا الخط سأستمر عليه في أعمالي المقبلة.
• أين مكامن الضعف برأيك في مسرحية «انتظارات»؟
- لا شك أن ثمة أخطاء وقعت وأنا أدركت ذلك كما أن بعض المتخصصين في الفن المسرحي وجهوا لي الملاحظات. ثم ان هذا العمل نفّ.ذ بزمن قياسي فلا ريب أن تشوبه بعض الأخطاء. لكن - على ما أظن - ان ما دفع البعض للتوقف عند هذا العمل، وابداء اعجابهم به، هو الأسلوب الواقعي الذي تعمدته في نقل الأحداث على الخشبة.
• ما ردّك على ما كتب أنك استندت الى جماهيرية نجمي المسلسلات الرمضانية عبدالله التركماني وعبدالله بوشهري ووظفتها في المشهد الأول من «انتظارات» في دور كان من الممكن أن يؤديه أي ممثل مبتدئ؟
- الزميلان بو شهري والتركماني هما من أفراد شركة هارموني التي نلتقي جميعاً تحت قبّتها لذا وجدت أنه من المفيد توظيف الطاقات الموجودة في هارموني. هما اقترحا علي المشاركة ولم أتردد للحظة عن الموافقة، كما أن محمود بو شهري كان سيشارك ايضاً لكن انشغالاته حالت دون ذلك.
• وما ردّك على ما ذكر حول زج «الافيهات» الجنسية المستهلكة عن علاقة الرجل بالمرأة في ليلة العرس؟
- أنا لم اضف شيئاً الى النص الذي كتبه الأستاذ عبدالله صالح. الافيهات من روح النص ولها معنى ومغزى. كما ان تركيبة النص تزاوج بين التراجيديا والكوميديا وهذا انتصار أن تتمكن من نقل المتفرج من حالة الحزن الى الفرح العارم.
• في المؤتمر الصحافي الذي عقد في اليوم التالي من تاريخ العرض بدا أنك غير راضية عن تفسير الحضور لبعض الحوارات المسرحية على أنها كوميديا ما حثّهم على الضحك غير المبرر؟
- حين تقول أماني لحبيبها «تعال من الدريشة» كانت تقصد بذلك أنه لم يكن عليه التخلي عنها وكانت سترضى به حتى لو دخل عبر النافذة ولم يقرع الباب كما تقتضي الأعراف والتقاليد الا أن ثمة من فسر ذلك على أنه تعبير كوميدي. واقول «عفية على شجون والقفاص» لأنهما لم يتأثرا برد فعل الجمهور.
• ورد في مقالة سعداء الدّعاس أيضاً أنه «بعد مرور نصف الساعة من زمن العرض تذكرت المخرجة هيا عبد السلام أن هناك مساحة كبيرة ظلت مشلولة طويلاً وقررت أخيراً أن تخرج النص مؤمنة أن الوصول المتأخر أفضل من عدمه» فما تعليقك؟
- بداية قبل أن ترتسم في ذهني أي صورة عن كيفية اخراج هذا العمل المسرحي عمدت الى قراءة النص مراراً وتكراراً لألفي مرة ربما. تعلّقت به وبت ملّمة بتفاصيله كافة. بقعة الضوء المستطيلة التي ارتسمت في وسط المسرح هي المصعد الذي احتجزا داخله غانم وأماني. ينبغي التوضيح أنه ما من مقاييس محددة لحجم الفضاء المسرحي فهذا ليس ملعباً لكرة السلة. فكرة تضييق المساحة اتبعتها سابقاً في مشروع التخرج من معهد الفنون وقد أحرزت نجاحاً لافتاً. أنا لم انسَ أن ثمة مساحة ظلت مشلولة بل تعمدت حصر الحركة بهذه البقعة الضيقة لنقل الاحساس بالضيق الى المشاهد والتفاعل مع البطلين المحتجزين. كما أنني قصدت تجسيد «الفلاش باك» على اتساع الخشبة لاظهار البعد النفسي والفوارق الاجتماعية التي تفصل بينهما. وأظن أنني احسنت توظيف لعبة الظلال في اللحظة التي اقترب فيها كل منهما من الآخر في حين أن ظليهما كانا متباعدين للدلالة أن ما من شيء سيجمعهما من جديد.
• الستارة التي تحمل المربعات البيضاء والخطوط السوداء كانت كفيلة بايصال فكرة العمل؟
- انها تمثّل السجن الذي يأسرهما كما أن التضاد بين لون ملابسهما البيضاء والظلام الحالك حولهما والنور الخافت المرافق لحوارهما... كل ذلك عكس الحالة النفسية للعاشقين.
واضافت هيا: ثمة مسألة بالغة الأهمية أود أن ألفت الانتباه لها وهي أنني حاولت الالتزام بهوية المهرجان « تقنية اعداد الممثل بين الملامح والابداع» لذا كان تركيزي الأول والأخير على ابراز طاقات الممثلين في مسرحيتي.
• بعيداً عن «انتظارات» ما مشاريعك للمرحلة المقبلة؟
- سأسعى إلى دراسة الاخراج السينمائي في نيويورك. وثمة احتمالية أن أشارك مع زميلي منصور المنصور كممثلة في مسرحيته «حوار بين كمبيو والأصدقاء» عند عرضها في مهرجان قرطاج المسرحي. اضافة الى أرجحية مشاركتي في دورة الـ 2009 من مهرجان الخرافي.
• كيف تصفين العلاقة مع الوالد الفنان التشكيلي ورسام الكاريكاتير عبد السلام مقبول ؟
- والدي يمنحني دفعاً كبيراً للاستمرار في العمل الفني كما أنه أعرب عن رضاه عقب مشاهدته لعرض «انتظارات» ويكرر على مسمعي دوماً أن الوقوع في الخطأ يضيف الى خبرات المرء ويقيه من مطبات كثيراً مستقبلاً.
• هل لديك صداقات في الوسط الفني؟
- أجل تربطني صداقة بشجون الهاجري ومحمود وعبدالله بوشهري وعبدالله التركماني ومحمد العلوي وحسين المهدي ومنصور المنصور. يسعك القول ان كل من شاركوا في المهرجان هم بمثابة اخوة لي.
• كيف تقضين أوقات الفراغ؟
- لقد كرست حياتي لأجل العمل الاخراجي ولم أعد أرغب في الخروج من المنزل وارتياد المقاهي.
• ألا يكون ذلك على حساب حياتك العاطفية والاجتماعية؟
- الأهم هو العمل والمجهود فهذا ما يبقى مع مرور الزمن. وكل ما تبقى «نحيته على جنب الحين ومو مفكرة فيه»
• أقفلت باب القلب والحب اذاً؟
- «قلبي الحين للشغل»
• أظن أن ثمة آمال ذكورية عدة ستصاب بالخيبة عند سماع هذا التصريح؟
- (تضحك) «يللي يبي هيا ياخذ هيا متل ما هي بشغلها بتعبها ونظام حياتها»
• هل ثمة ما تضيفينه قبل الختام؟
- أشكركم على هذه الاستضافة وأحيي القيمين على تلفزيون «الراي» لما يطرحونه من برامج مميزة.
• هل من برامج محددة تحرصين على مشاهدتها على شاشة «الراي»؟
- «د. فوز» وكنت من الأوفياء لبرنامج «الرجل» كما انني أتتبع باستمرار برنامجي «رايكم شباب» و«كاش».
هيا عبد السلام مقبول خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية (دفعة 2006) قسم التمثيل والاخراج. ولعها بمجال الاخراج جعلها تجتاز مسافات شاسعة في زمن قياسي. فرصتها الأولى في المسرح الجماهيري كانت حين أسند لها في العيد الماضي اخراج مسرحية «أولى /أول» الأطفال والتي ستعرض قريباً في البحرين. أما في مجال الاخراج التلفزيوني فقد عملت كمساعدة مخرج مع محمد دحام الشمري في مسلسل «عيون الحب». حازت على جائزة أفضل ممثلة واعدة في الدورة الثانية من مهرجان الخرافي للابداع المسرحي اثر مشاركتها في مسرحية «الاحساس نعمة» للمخرج علي العرادة. كما أطلت كممثلة أيضاً في عرض «الملك لير» عند افتتاح الدورة الأخيرة من المهرجان المسرحي المحلي.
«انتظارات» عمل مسرحي دخلت من خلاله هيا عبد السلام ميدان المنافسة لنيل لقب أفضل اخراج في الدورة الأخيرة من مهرجان «أيام المسرح للشباب» الا أن هذه الجائزة كانت من نصيب زميلها يوسف الحشاش عن مسرحية «الحفرة». عقب عرض «انتظارات» واجه العمل موجة عاتية من النقد المسرحي ما أثار شهيتنا لاستضافة هيا في مكاتب «الراي» واستطلاع ردودها على ما نشر... فدارت عجلة الحوار مع السؤال التالي:
• «انتظارات» حصدت جائزة يتيمة في ختام مهرجان «أيام المسرح للشباب» وهي جائزة أفضل ممثلة التي منحت لشجون الهاجري. هل كنت تتوقعين مزيداً من الجوائز؟
- أود أن أشكر بداية الاستاذين عبدالله عبدالرسول ومحمد الزلزلة على الجهود التي بذلت لانجاح مهرجان الشباب. وأنا راضية تماماً عن النتائج التي أسفر عنها المهرجان، وأنحني اجلالاً أمام مقررات لجنة التحكيم التي ضمت كباراً في عالم الفن وذوي الباع الطويل في مجالهم. كما ان ايراد اسمي بين أسماء المرشحين لنيل جائزة «افضل اخراج» أدخل الى أعماقي فرحاً لا يثمّن وهذا يمنحني حافزاً كي أسير قدماً.
• وما رأي الذين شاركوا معك في مسرحية «انتظارات» من ممثلين وتقنيين وفنيين بنتائج المهرجان؟
- كن على ثقة بأن أحداً لم يشعر بالظلم، وهم راضون تماماً عن النتائج. لم أفاجأ بالجائزة التي ذهبت الى شجون فهذه الممثلة متمكّنة وتقف على الخشبة بثقة مطلقة.
• كونك أتيت على ذكر الممثلة شجون الهاجري أود أن أعرف ما تعليقك على ما كتبته الدكتورة الناقدة سعداء الدعاس في جريدة «الراي» حول أداء شجون في «انتظارات» اذ وصفته بـ «المليودرامي الفجّ» منتقدة الدموع والآهات التي أطلقتها شجون على المسرح اضافة الى حركة يديها ومداعبة أرنبة أنفها غير المستساغة؟
- احترم وجهة نظرها لكن هدفي الأساسي كان كسر المألوف وابراز رؤية اخراجية جديدة التي تستند الى مبدأ الواقعية. ما من رادع أن يتصرف الممثل بشكل عفوي على الخشبة لا سيما أمام نص مشابه لما تطرحه «انتظارات». ثمة من كتب من النقاد أنني أخرجت عملاً تلفزيونياً وليس مسرحياً، وجوابي الوحيد أنني تعمدت أن اقدم عملاً مشابهاً لما نصادفه في حياتنا اليومية بدءاً من الحوار بين البطلين وصولاً الى أصغر تفصيل في حركتهما وتصرفاتهما.
• ألا تجدين أنك بأسلوبك هذا خرقت احدى قواعد العمل المسرحي ومسست بمقدسات الخشبة اذا جاز التعبير كما ذكر بعض النقاد المسرحيين؟
- أنا مقتنعة بما فعلت. كما أن تفاعل الجمهور مع شجون وعبد المحسن القفاص كان مذهلاً وفق ما تنامى الى مسمعي اذ انني كنت في غرفة الكونترول ليلة العرض. تعمّدت الأسلوب الواقعي لأتمكن من أسر المشاهد للعرض وحمله على التفاعل مع الحبيبين وقد نلت مرادي. وهذا الخط سأستمر عليه في أعمالي المقبلة.
• أين مكامن الضعف برأيك في مسرحية «انتظارات»؟
- لا شك أن ثمة أخطاء وقعت وأنا أدركت ذلك كما أن بعض المتخصصين في الفن المسرحي وجهوا لي الملاحظات. ثم ان هذا العمل نفّ.ذ بزمن قياسي فلا ريب أن تشوبه بعض الأخطاء. لكن - على ما أظن - ان ما دفع البعض للتوقف عند هذا العمل، وابداء اعجابهم به، هو الأسلوب الواقعي الذي تعمدته في نقل الأحداث على الخشبة.
• ما ردّك على ما كتب أنك استندت الى جماهيرية نجمي المسلسلات الرمضانية عبدالله التركماني وعبدالله بوشهري ووظفتها في المشهد الأول من «انتظارات» في دور كان من الممكن أن يؤديه أي ممثل مبتدئ؟
- الزميلان بو شهري والتركماني هما من أفراد شركة هارموني التي نلتقي جميعاً تحت قبّتها لذا وجدت أنه من المفيد توظيف الطاقات الموجودة في هارموني. هما اقترحا علي المشاركة ولم أتردد للحظة عن الموافقة، كما أن محمود بو شهري كان سيشارك ايضاً لكن انشغالاته حالت دون ذلك.
• وما ردّك على ما ذكر حول زج «الافيهات» الجنسية المستهلكة عن علاقة الرجل بالمرأة في ليلة العرس؟
- أنا لم اضف شيئاً الى النص الذي كتبه الأستاذ عبدالله صالح. الافيهات من روح النص ولها معنى ومغزى. كما ان تركيبة النص تزاوج بين التراجيديا والكوميديا وهذا انتصار أن تتمكن من نقل المتفرج من حالة الحزن الى الفرح العارم.
• في المؤتمر الصحافي الذي عقد في اليوم التالي من تاريخ العرض بدا أنك غير راضية عن تفسير الحضور لبعض الحوارات المسرحية على أنها كوميديا ما حثّهم على الضحك غير المبرر؟
- حين تقول أماني لحبيبها «تعال من الدريشة» كانت تقصد بذلك أنه لم يكن عليه التخلي عنها وكانت سترضى به حتى لو دخل عبر النافذة ولم يقرع الباب كما تقتضي الأعراف والتقاليد الا أن ثمة من فسر ذلك على أنه تعبير كوميدي. واقول «عفية على شجون والقفاص» لأنهما لم يتأثرا برد فعل الجمهور.
• ورد في مقالة سعداء الدّعاس أيضاً أنه «بعد مرور نصف الساعة من زمن العرض تذكرت المخرجة هيا عبد السلام أن هناك مساحة كبيرة ظلت مشلولة طويلاً وقررت أخيراً أن تخرج النص مؤمنة أن الوصول المتأخر أفضل من عدمه» فما تعليقك؟
- بداية قبل أن ترتسم في ذهني أي صورة عن كيفية اخراج هذا العمل المسرحي عمدت الى قراءة النص مراراً وتكراراً لألفي مرة ربما. تعلّقت به وبت ملّمة بتفاصيله كافة. بقعة الضوء المستطيلة التي ارتسمت في وسط المسرح هي المصعد الذي احتجزا داخله غانم وأماني. ينبغي التوضيح أنه ما من مقاييس محددة لحجم الفضاء المسرحي فهذا ليس ملعباً لكرة السلة. فكرة تضييق المساحة اتبعتها سابقاً في مشروع التخرج من معهد الفنون وقد أحرزت نجاحاً لافتاً. أنا لم انسَ أن ثمة مساحة ظلت مشلولة بل تعمدت حصر الحركة بهذه البقعة الضيقة لنقل الاحساس بالضيق الى المشاهد والتفاعل مع البطلين المحتجزين. كما أنني قصدت تجسيد «الفلاش باك» على اتساع الخشبة لاظهار البعد النفسي والفوارق الاجتماعية التي تفصل بينهما. وأظن أنني احسنت توظيف لعبة الظلال في اللحظة التي اقترب فيها كل منهما من الآخر في حين أن ظليهما كانا متباعدين للدلالة أن ما من شيء سيجمعهما من جديد.
• الستارة التي تحمل المربعات البيضاء والخطوط السوداء كانت كفيلة بايصال فكرة العمل؟
- انها تمثّل السجن الذي يأسرهما كما أن التضاد بين لون ملابسهما البيضاء والظلام الحالك حولهما والنور الخافت المرافق لحوارهما... كل ذلك عكس الحالة النفسية للعاشقين.
واضافت هيا: ثمة مسألة بالغة الأهمية أود أن ألفت الانتباه لها وهي أنني حاولت الالتزام بهوية المهرجان « تقنية اعداد الممثل بين الملامح والابداع» لذا كان تركيزي الأول والأخير على ابراز طاقات الممثلين في مسرحيتي.
• بعيداً عن «انتظارات» ما مشاريعك للمرحلة المقبلة؟
- سأسعى إلى دراسة الاخراج السينمائي في نيويورك. وثمة احتمالية أن أشارك مع زميلي منصور المنصور كممثلة في مسرحيته «حوار بين كمبيو والأصدقاء» عند عرضها في مهرجان قرطاج المسرحي. اضافة الى أرجحية مشاركتي في دورة الـ 2009 من مهرجان الخرافي.
• كيف تصفين العلاقة مع الوالد الفنان التشكيلي ورسام الكاريكاتير عبد السلام مقبول ؟
- والدي يمنحني دفعاً كبيراً للاستمرار في العمل الفني كما أنه أعرب عن رضاه عقب مشاهدته لعرض «انتظارات» ويكرر على مسمعي دوماً أن الوقوع في الخطأ يضيف الى خبرات المرء ويقيه من مطبات كثيراً مستقبلاً.
• هل لديك صداقات في الوسط الفني؟
- أجل تربطني صداقة بشجون الهاجري ومحمود وعبدالله بوشهري وعبدالله التركماني ومحمد العلوي وحسين المهدي ومنصور المنصور. يسعك القول ان كل من شاركوا في المهرجان هم بمثابة اخوة لي.
• كيف تقضين أوقات الفراغ؟
- لقد كرست حياتي لأجل العمل الاخراجي ولم أعد أرغب في الخروج من المنزل وارتياد المقاهي.
• ألا يكون ذلك على حساب حياتك العاطفية والاجتماعية؟
- الأهم هو العمل والمجهود فهذا ما يبقى مع مرور الزمن. وكل ما تبقى «نحيته على جنب الحين ومو مفكرة فيه»
• أقفلت باب القلب والحب اذاً؟
- «قلبي الحين للشغل»
• أظن أن ثمة آمال ذكورية عدة ستصاب بالخيبة عند سماع هذا التصريح؟
- (تضحك) «يللي يبي هيا ياخذ هيا متل ما هي بشغلها بتعبها ونظام حياتها»
• هل ثمة ما تضيفينه قبل الختام؟
- أشكركم على هذه الاستضافة وأحيي القيمين على تلفزيون «الراي» لما يطرحونه من برامج مميزة.
• هل من برامج محددة تحرصين على مشاهدتها على شاشة «الراي»؟
- «د. فوز» وكنت من الأوفياء لبرنامج «الرجل» كما انني أتتبع باستمرار برنامجي «رايكم شباب» و«كاش».