هناك مشكلة ظاهرة في مجتمعاتنا العربية، وهي البعد عن الاعتدال والتوسط، والتمسك بأحد طرفيها: الإفراط أو التفريط.
فإذا طُرِح موضوع ما - كوسائل الترفيه - وجدنا اتجاه فئات ليست بالقليلة نحو التشدد في الموضوع ومحاولة منعه بكل صوره، يقابلهم بالمثل آخرون يريدون فتح الباب على مصراعيه، دون قيود شرعية، ولو تحولت تلك الأماكن إلى مواخير دعارة.
ونحن كمسلمين ينبغي أن يكون حُكْمنا على الأشياء منطلقا من شريعتنا الإسلامية، فما أباحه الشرع أحللناه، وما حرّمته الشريعة حرّمناه ومنعناه.
من الأمورالتي لا بد من معرفتها أن الإسلام ليس ضد الفرح والسرور والترفيه عن النفس بدليل حديث «ساعة وساعة».
فالغناء والموسيقى والحفلات، واللهو والمزاح، وأدوات التسلية، لها عدة ضوابط ومتى أُخِذ بها وتم تطبيقها فعليا أصبحت وسيلة مباحة.
في بعض بلاد المسلمين نرى دعوات وتشجيعا من أجل الترخيص للحفلات المختلطة، وحانات الخمور، ودورالدعارة، وجزر وشواطئ للترفيه يسمح فيها بما حرم الله، وتتعارض مع دستور البلاد نفسها.
ويضع هؤلاء عدة مبررات واهية، كالقول بأنها تدعم اقتصاد البلد، أو الحديث عن أن هذه الأعمال ستجعل أميركا والغرب تبعد عنا التصنيف كدول داعمة للإرهاب، أو ادعاء أن وسائل الترفيه هذه إنما هي إحدى وسائل محاربة الإرهاب والتطرف!
والرد على هذه التُّرهات بسيط جدا، أولا: لا خير في اقتصاد يقوم على المال الحرام، فكل مال يتم كسبه من الحرام يمحق الله بركته.
وكم تدمر اقتصاد دول والسبب أنه يقوم على الربا.
ثانيا: دول الغرب لن ترضى عن بلاد المسلمين حتى تتخلّى عن كل ثوابتها ومعتقداتها بدليل قوله تعالى: «ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتّبع ملّتهم».
فلا تتوقعوا أن ترضى عنكم الدول الغربية بمجرد السماح بهذه الممارسات المحرمة.
ثالثا: من يقول بأن هذه الوسائل ستحل مشكلة التطرف، فهو واهم، وينطبق عليه المثل القائل: «جاء ليكحلها فعماها» لأن نشر هذا الفساد سيكون مبررا في زيادة أعداد المتطرفين والمتعاطفين معهم.
كذلك ستخلق هذه الوسائل المحرمة مشكلات جديدة أو تزيد من الموجودة، كجرائم القتل، وأطفال الزنى، والتفكك الأسري، والعزوف عن الزواج، وانتشار الأمراض الجنسية كالإيدز.
لذلك نقول ونحذر من أن السماح لوسائل الترفيه المحرمة في بلاد المسلمين، سيؤدي إلى غضب الله تعالى- الذي يغارإذا انتهكت حرماته - وقد يُنْزِل عقوبته إذا شاع الفساد وانتشر.
يقول الله تعالى: «وإذا أردنا أن نُهْلك قرية أمَرْنا مُتْرَفيها ففسقوا فيها فحَقَّ عليها القول فدمّرناها تدميرا».
ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام: «في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف» قالوا متى يا رسول الله ؟ قال: «إذا ظهرت القيان - أي المغنيات- والمعازف، وشُرِبت الخمور».
ويقول عمر بن الخطاب: «توشك القُرى أن تخْرُب وهي عامرة، إذا علا فُجّارها على أبرارها، وساد القبيلة منافقها».
فهل من متعظ؟
Twitter:@abdulaziz2002