كرة القدم لها سحر غريب مقارنةً ببقية الألعاب الرياضية، أول من عرف ضرب الكرة بواسطة قدم الرجل هم الصينيون قبل 2500 سنة قبل الميلاد، وقد وضع الإنكليز معظم قواعد لعبة كرة القدم التي نعرفها الآن عام 1860 ميلادي ومنذ ذلك التاريخ انتشر جنونها حول العالم.
في دورة الخليج التي تقام الآن في الكويت اختار منتخبنا الوطني التقاعد المبكر فأراح واستراح، وكعادتنا في التبرير ستجد من يُلقي اللومَ على الإيقاف الطويل، ذلك الإيقاف الذي منع اللاعبين من المشاركات الدولية، وربما تجد من يُبرر سر خسارتنا بالخلافات الحادة بين قادة الاتحاد الكويتي لكرة القدم، ذلك الخلاف الذي يؤثر على نفسية اللاعبين وعطائهم.
المهم أننا خرجنا من المنافسة الخليجية مبكرا ولم نكسب لاعبين ولا حتى معلقين رياضيين.
بعد كأس الخليج ستُعقد الاجتماعات والندوات لمعرفة سر الخسارة وأيضا لرسم الاستراتيجية المقبلة، وقد يتم استدعاء خبراء وتخصيص ميزانيات من أجل تحسين الأداء.
لي- أنا- تجربة شخصية مع هذه اللعبة واكتشفت أن هذه التجربة تكررت مع أكثر من واحد، فقبل عشر سنوات طلب مني ابني أن أساعده للالتحاق بأحد نوادي الكويت، ابني هذا كان مشهود له بالتميز في لعبة كرة القدم، أخذته لأحد النوادي وبعد أقل من أسبوع غادر ابني النادي من دون أن يُعطى فرصة للمشاركة الحقيقية، كان النادي طاردا، ولماّ تكررت التجربة مع أولياء أمور غيري تساءلت؟ وقد كان الجواب أن قبول الشباب في كثير من نوادينا ليس معياره حسن الأداء، القبول للتدريب له معايير أخرى يعرفها البعض ويجهلها الكثير.
في الستينات من القرن الماضي كان هناك في كل منطقة «كشّاف» وهو رجل يبحث عن المواهب في الساحات الرياضية، فإذا وجد شاباً مبدعاً سعى لإقناعه من أجل اللعب في النادي حيث يتم تدريبه بالصورة الصحيحة، هذا الفكر البسيط هو سر تفوق الكرة الكويتية في عصرها الذهبي.
أما في الزمن المتأخر وحين تم احتكار اللعبة واعتبارها مغنما تعطى للأحباب والمؤيدين ضاعت اللعبة، وفقدنا عشرات من المميزين الشباب الذين- كعادة المبدعين- سرعان ما ينسحبون إذا لم يجدوا الاستقبال اللائق.
القضية باختصار أن هناك تساؤلات حول الحرب على الطاقات الشبابية المبدعة، وهناك أيضاً تساؤلات تحوم حول بعض المدربين وبعض مديري الكرة، وإذا لم يتم الإجابة بصدق عن تلك التساؤلات، وإذا لم تعد سياسة الأبواب المفتوحة أمام الشباب الكويتي ويصبح التقييم للمهارات الواعدة بطريقة عادلة، إذا لم يحدث كل ذلك فسوف تستمر خسارات منتخبنا الوطني لكرة القدم، وسنستمر بالتقاعد المبكر كعادة أهل الكويت.
kalsalehdr@hotmail.com