الخرطوم «تُخصّص» جزيرة سواكن لأنقرة وتوقّع معها اتفاقات عسكرية
جاويش أوغلو: لا محور تركياً - إيرانياً - قطرياً



- اجتماع ثلاثي لرؤساء أركان قطر وتركيا والسودان
الخرطوم - ا ف ب، الأناضول - وقع السودان وتركيا اتفاقات للتعاون العسكري والأمني، خلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي استمرت من الأحد حتى أمس الثلاثاء، بهدف تنمية العلاقات الثنائية بين البلدين.
وأعلن أردوغان أن نظيره السوداني عمر البشير وافق على أن تتولى تركيا لفترة محددة إعادة إعمار وترميم جزيرة سواكن، التي تكتسي أهمية رمزية وتاريخية كبرى لانقرة.
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو في الخرطوم أمس، أعلن وزير الخارجية السوداني ابراهيم غندور انه تم توقيع اتفاقات مع تركيا بينها «إنشاء مرسى لصيانة السفن المدنية والعسكرية».
وقال ان «وزارة الدفاع السودانية منفتحة على التعاون العسكري مع أي جهة ولدينا تعاون عسكري مع الاشقاء والاصدقاء ومستعدون للتعاون العسكري مع تركيا»، مضيفاً «وقعنا اتفاقية يمكن أن ينجم عنها أي نوع من أنواع التعاون العسكري».
من جهته، قال وزير الخارجية التركي إنه «تم توقيع اتفاقيات بخصوص أمن البحر الأحمر»، مؤكداً أن تركيا «ستواصل تقديم كل الدعم للسودان».
وأضاف ان أنقرة مهتمة «بأمن السودان وإفريقيا وأمن البحر الاحمر»، و«لدينا قاعدة عسكرية في الصومال ولدينا توجيهات رئاسية لتقديم الدعم للامن والشرطة والجانب العسكري للسودان... ونواصل تطوير العلاقات في مجال الصناعات الدفاعية».
ونفى الوزير التركي وجود محور «تركي - إيراني - قطري»، مؤكداً أنّ بلاده تنظر إلى الدول الإسلامية كافة نظرة متساوية.
وقال: «لا يوجد شيء اسمه المحور التركي - الإيراني - القطري، فتركيا هي رئيسة الدورة الحالية لمنظمة التعاون الإسلامي، وهي تنظر إلى كافة البلدان الإسلامية نظرة متساوية، وتقول لمن ارتكب خطأ إنه مخطئ».
بدوره، قال غندور إن بلاده «لا تؤمن» بسياسة الأحلاف، مؤكداً أنها منفتحة على «أشقائها في كل العالم، من أفارقة وعرب ومسلمين».
وأضاف أن «السودان لم ولن يكون يوماً جزءاً من أي محور ونحن منفتحون على كل دول العالم لتبادل المصالح، وتركيا دولة شقيقة ولنا معها تاريخ طويل».
وكان الرئيس التركي بدأ الأحد الماضي زيارته إلى السودان في إطار جولته الافريقية، وتم توقيع اجمالي 21 اتفاقية بين الطرفين، أبرزها اتفاق حول انشاء مجلس للتعاون الاستراتيجي.
ووقعت 12 اتفاقية في اليوم الاول من الزيارة، فيما وقع رجال أعمال من البلدين تسعة اتفاقات لاقامة مشاريع زراعية وصناعية اضافة الى بناء مطار في العاصمة السودانية.
ومساء أول من أمس، أعلن أردوغان أنه طرح على البشير «إعادة إعمار وترميم جزيرة سواكن على نحو يناسب شكلها الأصلي، خلال فترة محددة، وهو وافق على ذلك».
وزار أردوغان برفقة نظيره السوداني سواكن حيث تنفذ وكالة التعاون والتنسيق التركية «تيكا» مشروعاً لترميم الآثار العثمانية، وتفقد الرئيسان خلالها مبنى الجمارك والمسجدين الحنفي والشافعي التاريخيين في الجزيرة.
وقال أردوغان «الأتراك الذين يريدون الذهاب للعمرة (في السعودية) سيأتون إلى سواكن ومنها يذهبون إلى العمرة في سياحة مبرمجة».
وتضم الجزيرة آثاراً من عهد السلطنة العثمانية، وحكمها للسودان ومنطقة جنوب البحر الاحمر في الفترة من 1821 الى 1885. وكانت سواكن مقر الحاكم العثماني لجنوب البحر الاحمر.
وميناء سواكن هو الاقدم في السودان ويستخدم في الغالب لنقل المسافرين والبضائع إلى ميناء جدة في السعودية، وهو الميناء الثاني للسودان بعد بور سودان الذي يبعد 60 كيلومتراً الى الشمال منه.
وعلى هامش زيارة أردوغان، عقد رؤساء أركان تركيا والسودان وقطر، أمس، اجتماعاً ثلاثياً في الخرطوم، جرى خلاله البحث في التعاون العسكري وأمن البحر الأحمر
وذكرت رئاسة أركان الجيش التركي، في بيان، أن «رئيس الأركان خلوصي أكار اجتمع، مع نظيريه السوداني عماد الدين مصطفى عدوي والقطري غانم بن شاهين الغانم».