سكنت منطقة الشرق حين قدومي للكويت
عبدالسلام محمد كي في: كنت مدرسا للعلوم الشرعية في المدارس الأهلية بالهند عام 1963
شهادات شكر وتقدير
سعيّد بن جغيثم
... ومع الزميل سعود الديحاني
مع ابنائه
سنة 1975
عبدالسلام محمد كي في... والكتاب لا يفارق يديه
نظرة لعدسة «الراي» (تصوير طارق عز الدين)
إعداد :
سعود الديحاني ضيفنا اليوم قدم للكويت وهو حامل في صدره العلم الشرعي وحافظ لكتاب الله ومعلم للغة العربية عمل في وزارة الاوقاف ودرس في معهدها دار القرآن يحدثنا عبدالسلام محمد عن بلاده الذي نشأ وترعرع فيها ثم ينقلنا بالحديث عن ركب رحلته العلمية كيف كانت وعند من درس وما طبيعة الدراسة في البلاد الهندية خصوصا لدى المسلمين احاديث شيقة يغلب عليها الطابع العلمي فلنترك له الحديث:
نحن من بلاد القارة الهندية في ولاية كيرلا «ملا بورم» وقريتنا يطلق عليها وانينور وهي زراعية حيث ان الانهار محيطة بها والآبار متوافرة والمحاصيل التي تهتم بها الناس هي الرز بدرجة اولى فهو قوت لأهل البلاد إلى جانب بعض الخضراوات للبيت والاستهلاك المحلي إلى جانب الفلفل وبما ان بلادنا مطلة على البحر كانت اعماله لها نصيب عند اهل القرية كصيد الاسماك والربيان فهو من الصادرات المهمة، وليس كل اهل قريتنا مسلمين بل النصف منها والوالد من اهل العلم ودرس العلم والعلوم الشرعية ودرسها كذلك في مسجد القرية والفقه والتغيير والحديث وله تلاميذ كثر وهو ممن ذهب إلى القرية المشهورة عندنا بالتدريس ومذاكرة العلم الشرعي وبشر لها الرحال من كثير القرى والاقطار الهندية قرية «الوناني» ويطلق عليها «مكة المليبارية» وهناك عرف سائد عندنا في بلادنا ان طلاب العلم الشرعي الذين يفدون للمساجد والمشايخ يتولى رعايتهم أهل القرية من طعام ونحوه وهذا الامر هو الذي جعل العلم والدعوة الإسلامية قائمة في بلادنا.
الكتاتيب
حين بلوغي خمس سنوات ارسلني والدي إلى كتاتيب وهي تعتني بالعلوم الشرعية ويبدأ التحاق الطلاب بها الساعة السادسة حتى قرب الساعة العاشرة ثم بعد ذلك تتجه إلى المدرسة الحكومية وهي مدارس للمسلمين يدرس بها القرآن وبعض احكام الفقه والعقائد ونحو ذلك، وقد درس الابتدائية في المدرسة الاهلية واليوم هذه المدارس تتبع لجنة علماء الكيرلا ويوجد اكثر من 8000 آلاف مدرسة دينية وكليات اسلامية عدة وجامعات وكليات هندسية يوجد اكثر من مليون طالب تحت رعايتهم والمدارس متنوعة بأقسام كثيرة حتى دبلوم بها.
الفقه
انا درست عند الوالد ثم بدأت رحلتي إلى المساجد في القرى المجاورة التي تحيط بقريتنا وكان اول شيخ لي هو محيي الدين كوتي ملا ثم محمد ملا ثم مري كارملا اما المساجد فهي «بربو ترم» ثم مسجد «برونور» ثم «كوت وتلاكد تور».
المواد
العلوم المواد التي درست كانت تدور في فلك العلم الشرعي حديث وفقه وبعض معاني المنطق وعلم اللغة والصرف والنحو وانا من قبل تأسست عند والدي رحمه الله في المسائل الفقهية وبعض العلوم العربية والرياض البديعة.
المدة
لقد قضيت اكثر من خمسة عشر عاما وانا اتلقى العلم الشرعي واجول بين المنارات العلمية في البلاد الهندية منذ ان كان عمري عشر سنوات الى ان تجاوزت الخامسة والعشرين، اتممت دراسة المحلى شرح المنهاج بحاشية قلوبي والعميد فقريتنا شافعية المذهب لذا كانت دراستنا تنصب في الفقه على الكتب الشافعية كذلك من الكتب التي درستها فتح المعين متن اعانة الطالبين العربية.
عندنا اهتمام خاص في دراسة العربية وعلومها كالنحو والصرف وتقويم اللسان لذا بدأنا بدراسة تحفة الوردي ثم قطر الندى حتى تمكنا واخذنا ندرس الفية بن مالك التي استغرقت دراستنا منا ثلاث سنوات بدأت سنة 1957 وانتهينا منها سنة 1960.
العمل
بعدما قضيت وقتا كبيرا ومدة وجيزة في التعلم اتجهت إلى التدريس لكي اواصل رسالتي العلمية وانشر العلم الشرعي فهو حلقة متصلة من المشايخ إلى التلاميذ كل جيل يؤدي دوره الذي هو عليه وكان تدريسي في بدايته في المدارس التي تحت رعاية جمعية العلماء في قرى مختلفة وهي كثيرة ادرس ما تعلمته في تلك
وكان من ضمن نشاطي العملي هو تصحيح القرآن الكريم لمعلمي المدارس التي تحت رعاية الجمعية فأنا قرأت القرآن كله بالتصحيح على الشيخ ابو الوفا عبدالرحمن وكذلك على والدي والشيخ «ميمى كتى ميسار» وكانت تلك القراءة برواية حفص ولي بها سند من الشيخ ابو الوفا عبدالرحمن.
الساعات
كل وقتي كنت اقضيه بالتعلم والتدريس الا العطل التي تكون في شهر رمضان اما الاوقات التي اكون فيها بالقرية فكنت اعمل بالزراعة في ارض الوالد وهذه الزراعة لحاجة المنزل وحاجاتنا نحن وليست لبيع الخضراوات.
الكويت
كنت اسمع عن الكويت وتوافر العمل بها فرغبت الذهاب اليها وكان نسيبي يعمل بها فأرسل لي فيزا فحملت نفسي وامتعتي وسافرت عبر الباخرة بالبحر إلى الكويت والمدة التي قضيناها في هذه الرحلة كانت خمسة ايام متواصلة الا بعض الوقت قضيناه في الامارات وعمان، وكلنا كنا ركاب مسافرين حطت رحالنا في ميناء الشويخ واستقبلني بعض الاصدقاء من بلادنا وذهبت معهم إلى منطقة الشرق حيث ان صديقي كان له مطعم فسكنت عنده حتى تهيأت الظروف وحصلت على عمل يناسب تخصصي الشرعي وقد حصلت المنى فأحد مشايخ قريتنا له قريب يعمل في الكويت وهو الذي سعى لي بالعمل حيث اصطحبني إلى درس عملي في بيت عبدالله العقيل مدير الشؤون الاسلامية وكان هذا الدرس في صحيح البخاري وانا في مقدم الدرس قرأت بعض الآيات من سورة الحجرات في مجلس الدرس وكان لها الاثر في نفوس الحاضرين بعد ذلك تعرف صاحب البيت الذي كان فيه الدرس وقال لي تعال إلى الوزارة بعدما كلمة من اتيت معه وكانت الوزارة في ذلك الوقت بالقرب من مجمع الاوقاف اليوم هي عبارة عن شبرات عند دخولي موقع الوزارة المكتب المختص بالتوظيف اخذت كتاب العمل إلى مدير المساجد واجرى لي اختبارا لكي اكون مؤذنا رسميا وكان ذلك الاختبار في منطقة المرقاب واللجنة اذكر منها الشيخ حسن مناع واحمد جلبايه دخلت الاختبار وانا كلي ثقة بالله اولا ثم بما احمله من علم وحفظ للقرآن، لذا نجحت من اول اختبار وبهذا النجاح اصبحت مؤذنا رسميا وبراتب شهري واقامتي على الوزارة بعد ذلك بحثت عن مسجد بحاجة إلى مؤذن فقالوا اذهب إلى منطقة العباسية وكنت لا اعرف هذه المنطقة فذهبت اليها بمساعدة احد الاصدقاء وتسلمت المسجد وكان عبارة عن شبرة من شنكو حديد والايام كانت من ايام الشتاء الذي برده قارس فعانيت من البرد الشديد فلم امكث فيه اكثر من خمسة اشهر ثم نقلت إلى النزهة في مسجد الربيعان بعد ذلك نقلت إلى المنقف في مسجد المعهد الديني فمكثت به سنوات كثيرة ثم مسجد السنان في الفحيحيل بعد ذلك حططت رحالي في منطقة الصباحية في مسجد ثويرب سنة 1982 حتى جاء الغزو سنة 1990 بعدما انعم الله علينا بفرحة التحرير عدت إلى المسجد نفسه.
الاستقالة
الانسان يتقلب في هذه الحياة ولا يعلم ماذا تكون ظروفه بالغد لذا حصلت لي ظروف عائلية فاضطررت إلى الاستقالة وعودة إلى بلادي وكان ذلك سنة 1992 ومكثت حتى سنة 1997 ثم رجعت وعدت إلى وظيفتي نفسها في احد مساجد منطقة الفحيحيل في سوق الصباح ثم المنقف مسجد الهبدان خمس سنوات ثم ميناء عبدالله الساحلية مسجد الاشبح المنذر.
الدار
حين قدومي للكويت التحقت بدار القرآن فأنا لم يكن معي شهادة رسمية وكنت اود ان اصبح امام ومقرئ دار القرآن في دروازة العبدالرزاق وقد مكثت خمس سنوات واتممت حفظ القرآن بها وتعرفت على مجموعة من المشايخ واهل العلم الشيخ محمد سالم صاحب التجويد والشيخ عبدالشافي ومحمد جلباية.
الدروس
كانت لي دروس للعلم الشرعي في جميع المساجد التي كنت بها بعد الصلوات وفي اوقات اخرى واسندت لي الخطابة منذ سنة 1978 والحمد الله لي تلاميذ تبوأوا مناصب عليا وحصلوا على شهادات علمية عالية منهم الشيخ الدكتور وزير الاوقاف السابق جمعان فالح العازمي والدكتور عادل الشمري والدكتور عبدالله ابداح العجمي والدكتور عصام غريب الكندري وسامي سنان والمحقق عادل العنجري وعيد العنزي وسعود عويض الديحاني وكثير من شباب وطلاب العلم كانوا يحضرون عندي لتلقي العلم الشرعي وهذا فضل من الله سبحانه وتعالى.
الزواج
زواجي كان سنة 1967 من قريتنا نفسها ولي خمسة اولاد واربع بنات والمهر كان حلية من الذهب ثم تزوجت بارملة اخي بعد وفاته لكي ارعى بناته ورزقت بولد وبنت.
الصفة
وزارة الاوقاف تقدم خدمات جليلة للمساجد والمصلين بازدياد، وإمام المسجد لابد ان يتحلى بالتقوى والورع ويعامل الناس معاملة حسنة ويجب عليه ان يلم بالاحكام التي يحتاجها الناس وخصوصا جمهور المسجد (المصلين) وهي المسائل الفقيه.
الأخ
أخي عبدالكريم كان مؤذنا في مسجد الروضان ثم مسجد ابو خليفة وله تلاميذ وطلاب علم، خرج في احد الايام عند وقت صلاة الفجر لكنه لم يحضر إلى الصلاة وعند خروج الناس من المسجد وجدوه مستلقيا على الشارع فأخذه احد افراد الشرطة، وكان مخفر الشرطة قريبا من المجسد، حمله إلى مستشفي العدان فجلس خمسة ايام ثم توفي ودفن في مقبرة الرقة، وهو قد صدمته سيارة لكن لا نعلم عنها شيئا، الصدمة كانت قد اتت عليه من الخلف.
الحج
انا اقرأ في القيام والتراويح من حفظي اما الحج فقد كنت مرشدا للحملات عن طريق وزاراة الاوقاف وهي حملة البريويج سنة 1983 وكنت قد ذهبت بحملة اهلية سنة 1978.
الغيص والسيب راشد وسعيّد بن جغيثم
كان البحر محلا لروايات الفرح والحزن، تنوعت به المهن والآليات، وطابقت الاسماء مسمياتها حين النظر إلى رجاله الاقوياء الاشداء، الذين صمدوا امام شمسه الحارقة وسمائه الشاسعة التي لا يحطيها البصر، وظلمة قعره وأخطار غوصه الجمة.
كان المركب خلية نحل في العمل، لم يعكر صفوه الريح وهيجان الموج، وان من اركان مهنة الغوص في الهيرات «المغاصات» الغيص والسيب فهما صفحتان لوجه واحد لا ينفكان عن بعضهما البعض، فالغيص عندما ينزل إلى قاع البحر تظل حياته معلقة بالسيب، فهو بمثابة سترة النجاة له، ايما خطر وقع عليه او اراد الخروج هز حبله الذي نزل به، ثم يتولي السيب سحبه (جرّ)، لذلك كان ثمة خصال لابد ان تتوافر في السيب، من حيث (النباهة، والذكاء، والفطنة، والقوة الجسمانية)، وتلك الخصال المشار اليها كانت متوافرة لدى راشد بن جغيثم بن عقاب الذي كان سيبا على أخيه الغيص سعيد.
فهما ركبا البحر سنين عديدة مع النوخذة مهنا بن عوجان، فسعيد كان غيصا ماهرا، ذا نفس عال، تمرس منذ نعومة اظفاره حتى اصبح غيصا يافعا، كان أكثر دخوله للغوص «البحر» مع النوخذة مهنا بن عوجان، فقد عرفه عن قرب، وتعمقت اصول العلاقة والصداقة بينهما، فكان معه، من الغاصة المميزين الذين يحرص عليهم ولا يفرط بهم، وأخوه راشد كذلك فكلاهما كانا معه فلا يسوب على الغيص سعيد بن جغيثم الا اخوه راشد.
عرفا الهيرات الكويتية مواقعها واسماءها عاشا مع البحر بايامه ولياله، وتوالت عليهما مواسم الغوص وهما يأتيان منه بالخير الوفير، ولم ينفكا عنه حتى ضعف مورده، وبدأ أهله يهجرونه، فاللؤلؤ الياباني اثر على اللؤلؤ الطبيعي، هنا وقفت عجلة الغوص مع الغيص والسيب راشد وسعيد ابني جغيثم بن عقاب الديحاني، وخرجا من تحت يديه مطلوبين بعدما كانا يأتيان منه بالخير الوفير، وهما من الجيل الذي عاصر الكويت يوم كان السور ضاربا عليها له بوابات خمس، وكانت دروازة الشامية هي محل ايابهم وذهابهم من الكويت، حيث كانت قريبة من سكنهم، واتت الوظائف الحكومية بعد ما اكتشف النفط، فالتحقا بها، وطويت صفحة البحر ومعها ذكرى جميلة وحديث ركب يرويانه لابنائهم واحفادهم بين الفينة والأخرى.
وهذه ابيات تبين مدى علاقة السيب بالغيص، فكثيرا ما نسمع من الشعراء الغاصة وهم يوصون من يسوب عليهم بعدم التهاون، قال أحدهم:
يا فرج بالقوع بالك تخليه
لا يشير جداي عندك وتنساني
وقال غيره:
يا صقر بالك تهد جداية
لا تخليني بهير العوعي
وقال غيره أيضا:
ولا نساك السيب في جمة بحور
أما نعس والا تعومس مريره
سعود الديحاني ضيفنا اليوم قدم للكويت وهو حامل في صدره العلم الشرعي وحافظ لكتاب الله ومعلم للغة العربية عمل في وزارة الاوقاف ودرس في معهدها دار القرآن يحدثنا عبدالسلام محمد عن بلاده الذي نشأ وترعرع فيها ثم ينقلنا بالحديث عن ركب رحلته العلمية كيف كانت وعند من درس وما طبيعة الدراسة في البلاد الهندية خصوصا لدى المسلمين احاديث شيقة يغلب عليها الطابع العلمي فلنترك له الحديث:
نحن من بلاد القارة الهندية في ولاية كيرلا «ملا بورم» وقريتنا يطلق عليها وانينور وهي زراعية حيث ان الانهار محيطة بها والآبار متوافرة والمحاصيل التي تهتم بها الناس هي الرز بدرجة اولى فهو قوت لأهل البلاد إلى جانب بعض الخضراوات للبيت والاستهلاك المحلي إلى جانب الفلفل وبما ان بلادنا مطلة على البحر كانت اعماله لها نصيب عند اهل القرية كصيد الاسماك والربيان فهو من الصادرات المهمة، وليس كل اهل قريتنا مسلمين بل النصف منها والوالد من اهل العلم ودرس العلم والعلوم الشرعية ودرسها كذلك في مسجد القرية والفقه والتغيير والحديث وله تلاميذ كثر وهو ممن ذهب إلى القرية المشهورة عندنا بالتدريس ومذاكرة العلم الشرعي وبشر لها الرحال من كثير القرى والاقطار الهندية قرية «الوناني» ويطلق عليها «مكة المليبارية» وهناك عرف سائد عندنا في بلادنا ان طلاب العلم الشرعي الذين يفدون للمساجد والمشايخ يتولى رعايتهم أهل القرية من طعام ونحوه وهذا الامر هو الذي جعل العلم والدعوة الإسلامية قائمة في بلادنا.
الكتاتيب
حين بلوغي خمس سنوات ارسلني والدي إلى كتاتيب وهي تعتني بالعلوم الشرعية ويبدأ التحاق الطلاب بها الساعة السادسة حتى قرب الساعة العاشرة ثم بعد ذلك تتجه إلى المدرسة الحكومية وهي مدارس للمسلمين يدرس بها القرآن وبعض احكام الفقه والعقائد ونحو ذلك، وقد درس الابتدائية في المدرسة الاهلية واليوم هذه المدارس تتبع لجنة علماء الكيرلا ويوجد اكثر من 8000 آلاف مدرسة دينية وكليات اسلامية عدة وجامعات وكليات هندسية يوجد اكثر من مليون طالب تحت رعايتهم والمدارس متنوعة بأقسام كثيرة حتى دبلوم بها.
الفقه
انا درست عند الوالد ثم بدأت رحلتي إلى المساجد في القرى المجاورة التي تحيط بقريتنا وكان اول شيخ لي هو محيي الدين كوتي ملا ثم محمد ملا ثم مري كارملا اما المساجد فهي «بربو ترم» ثم مسجد «برونور» ثم «كوت وتلاكد تور».
المواد
العلوم المواد التي درست كانت تدور في فلك العلم الشرعي حديث وفقه وبعض معاني المنطق وعلم اللغة والصرف والنحو وانا من قبل تأسست عند والدي رحمه الله في المسائل الفقهية وبعض العلوم العربية والرياض البديعة.
المدة
لقد قضيت اكثر من خمسة عشر عاما وانا اتلقى العلم الشرعي واجول بين المنارات العلمية في البلاد الهندية منذ ان كان عمري عشر سنوات الى ان تجاوزت الخامسة والعشرين، اتممت دراسة المحلى شرح المنهاج بحاشية قلوبي والعميد فقريتنا شافعية المذهب لذا كانت دراستنا تنصب في الفقه على الكتب الشافعية كذلك من الكتب التي درستها فتح المعين متن اعانة الطالبين العربية.
عندنا اهتمام خاص في دراسة العربية وعلومها كالنحو والصرف وتقويم اللسان لذا بدأنا بدراسة تحفة الوردي ثم قطر الندى حتى تمكنا واخذنا ندرس الفية بن مالك التي استغرقت دراستنا منا ثلاث سنوات بدأت سنة 1957 وانتهينا منها سنة 1960.
العمل
بعدما قضيت وقتا كبيرا ومدة وجيزة في التعلم اتجهت إلى التدريس لكي اواصل رسالتي العلمية وانشر العلم الشرعي فهو حلقة متصلة من المشايخ إلى التلاميذ كل جيل يؤدي دوره الذي هو عليه وكان تدريسي في بدايته في المدارس التي تحت رعاية جمعية العلماء في قرى مختلفة وهي كثيرة ادرس ما تعلمته في تلك
وكان من ضمن نشاطي العملي هو تصحيح القرآن الكريم لمعلمي المدارس التي تحت رعاية الجمعية فأنا قرأت القرآن كله بالتصحيح على الشيخ ابو الوفا عبدالرحمن وكذلك على والدي والشيخ «ميمى كتى ميسار» وكانت تلك القراءة برواية حفص ولي بها سند من الشيخ ابو الوفا عبدالرحمن.
الساعات
كل وقتي كنت اقضيه بالتعلم والتدريس الا العطل التي تكون في شهر رمضان اما الاوقات التي اكون فيها بالقرية فكنت اعمل بالزراعة في ارض الوالد وهذه الزراعة لحاجة المنزل وحاجاتنا نحن وليست لبيع الخضراوات.
الكويت
كنت اسمع عن الكويت وتوافر العمل بها فرغبت الذهاب اليها وكان نسيبي يعمل بها فأرسل لي فيزا فحملت نفسي وامتعتي وسافرت عبر الباخرة بالبحر إلى الكويت والمدة التي قضيناها في هذه الرحلة كانت خمسة ايام متواصلة الا بعض الوقت قضيناه في الامارات وعمان، وكلنا كنا ركاب مسافرين حطت رحالنا في ميناء الشويخ واستقبلني بعض الاصدقاء من بلادنا وذهبت معهم إلى منطقة الشرق حيث ان صديقي كان له مطعم فسكنت عنده حتى تهيأت الظروف وحصلت على عمل يناسب تخصصي الشرعي وقد حصلت المنى فأحد مشايخ قريتنا له قريب يعمل في الكويت وهو الذي سعى لي بالعمل حيث اصطحبني إلى درس عملي في بيت عبدالله العقيل مدير الشؤون الاسلامية وكان هذا الدرس في صحيح البخاري وانا في مقدم الدرس قرأت بعض الآيات من سورة الحجرات في مجلس الدرس وكان لها الاثر في نفوس الحاضرين بعد ذلك تعرف صاحب البيت الذي كان فيه الدرس وقال لي تعال إلى الوزارة بعدما كلمة من اتيت معه وكانت الوزارة في ذلك الوقت بالقرب من مجمع الاوقاف اليوم هي عبارة عن شبرات عند دخولي موقع الوزارة المكتب المختص بالتوظيف اخذت كتاب العمل إلى مدير المساجد واجرى لي اختبارا لكي اكون مؤذنا رسميا وكان ذلك الاختبار في منطقة المرقاب واللجنة اذكر منها الشيخ حسن مناع واحمد جلبايه دخلت الاختبار وانا كلي ثقة بالله اولا ثم بما احمله من علم وحفظ للقرآن، لذا نجحت من اول اختبار وبهذا النجاح اصبحت مؤذنا رسميا وبراتب شهري واقامتي على الوزارة بعد ذلك بحثت عن مسجد بحاجة إلى مؤذن فقالوا اذهب إلى منطقة العباسية وكنت لا اعرف هذه المنطقة فذهبت اليها بمساعدة احد الاصدقاء وتسلمت المسجد وكان عبارة عن شبرة من شنكو حديد والايام كانت من ايام الشتاء الذي برده قارس فعانيت من البرد الشديد فلم امكث فيه اكثر من خمسة اشهر ثم نقلت إلى النزهة في مسجد الربيعان بعد ذلك نقلت إلى المنقف في مسجد المعهد الديني فمكثت به سنوات كثيرة ثم مسجد السنان في الفحيحيل بعد ذلك حططت رحالي في منطقة الصباحية في مسجد ثويرب سنة 1982 حتى جاء الغزو سنة 1990 بعدما انعم الله علينا بفرحة التحرير عدت إلى المسجد نفسه.
الاستقالة
الانسان يتقلب في هذه الحياة ولا يعلم ماذا تكون ظروفه بالغد لذا حصلت لي ظروف عائلية فاضطررت إلى الاستقالة وعودة إلى بلادي وكان ذلك سنة 1992 ومكثت حتى سنة 1997 ثم رجعت وعدت إلى وظيفتي نفسها في احد مساجد منطقة الفحيحيل في سوق الصباح ثم المنقف مسجد الهبدان خمس سنوات ثم ميناء عبدالله الساحلية مسجد الاشبح المنذر.
الدار
حين قدومي للكويت التحقت بدار القرآن فأنا لم يكن معي شهادة رسمية وكنت اود ان اصبح امام ومقرئ دار القرآن في دروازة العبدالرزاق وقد مكثت خمس سنوات واتممت حفظ القرآن بها وتعرفت على مجموعة من المشايخ واهل العلم الشيخ محمد سالم صاحب التجويد والشيخ عبدالشافي ومحمد جلباية.
الدروس
كانت لي دروس للعلم الشرعي في جميع المساجد التي كنت بها بعد الصلوات وفي اوقات اخرى واسندت لي الخطابة منذ سنة 1978 والحمد الله لي تلاميذ تبوأوا مناصب عليا وحصلوا على شهادات علمية عالية منهم الشيخ الدكتور وزير الاوقاف السابق جمعان فالح العازمي والدكتور عادل الشمري والدكتور عبدالله ابداح العجمي والدكتور عصام غريب الكندري وسامي سنان والمحقق عادل العنجري وعيد العنزي وسعود عويض الديحاني وكثير من شباب وطلاب العلم كانوا يحضرون عندي لتلقي العلم الشرعي وهذا فضل من الله سبحانه وتعالى.
الزواج
زواجي كان سنة 1967 من قريتنا نفسها ولي خمسة اولاد واربع بنات والمهر كان حلية من الذهب ثم تزوجت بارملة اخي بعد وفاته لكي ارعى بناته ورزقت بولد وبنت.
الصفة
وزارة الاوقاف تقدم خدمات جليلة للمساجد والمصلين بازدياد، وإمام المسجد لابد ان يتحلى بالتقوى والورع ويعامل الناس معاملة حسنة ويجب عليه ان يلم بالاحكام التي يحتاجها الناس وخصوصا جمهور المسجد (المصلين) وهي المسائل الفقيه.
الأخ
أخي عبدالكريم كان مؤذنا في مسجد الروضان ثم مسجد ابو خليفة وله تلاميذ وطلاب علم، خرج في احد الايام عند وقت صلاة الفجر لكنه لم يحضر إلى الصلاة وعند خروج الناس من المسجد وجدوه مستلقيا على الشارع فأخذه احد افراد الشرطة، وكان مخفر الشرطة قريبا من المجسد، حمله إلى مستشفي العدان فجلس خمسة ايام ثم توفي ودفن في مقبرة الرقة، وهو قد صدمته سيارة لكن لا نعلم عنها شيئا، الصدمة كانت قد اتت عليه من الخلف.
الحج
انا اقرأ في القيام والتراويح من حفظي اما الحج فقد كنت مرشدا للحملات عن طريق وزاراة الاوقاف وهي حملة البريويج سنة 1983 وكنت قد ذهبت بحملة اهلية سنة 1978.
الغيص والسيب راشد وسعيّد بن جغيثم
كان البحر محلا لروايات الفرح والحزن، تنوعت به المهن والآليات، وطابقت الاسماء مسمياتها حين النظر إلى رجاله الاقوياء الاشداء، الذين صمدوا امام شمسه الحارقة وسمائه الشاسعة التي لا يحطيها البصر، وظلمة قعره وأخطار غوصه الجمة.
كان المركب خلية نحل في العمل، لم يعكر صفوه الريح وهيجان الموج، وان من اركان مهنة الغوص في الهيرات «المغاصات» الغيص والسيب فهما صفحتان لوجه واحد لا ينفكان عن بعضهما البعض، فالغيص عندما ينزل إلى قاع البحر تظل حياته معلقة بالسيب، فهو بمثابة سترة النجاة له، ايما خطر وقع عليه او اراد الخروج هز حبله الذي نزل به، ثم يتولي السيب سحبه (جرّ)، لذلك كان ثمة خصال لابد ان تتوافر في السيب، من حيث (النباهة، والذكاء، والفطنة، والقوة الجسمانية)، وتلك الخصال المشار اليها كانت متوافرة لدى راشد بن جغيثم بن عقاب الذي كان سيبا على أخيه الغيص سعيد.
فهما ركبا البحر سنين عديدة مع النوخذة مهنا بن عوجان، فسعيد كان غيصا ماهرا، ذا نفس عال، تمرس منذ نعومة اظفاره حتى اصبح غيصا يافعا، كان أكثر دخوله للغوص «البحر» مع النوخذة مهنا بن عوجان، فقد عرفه عن قرب، وتعمقت اصول العلاقة والصداقة بينهما، فكان معه، من الغاصة المميزين الذين يحرص عليهم ولا يفرط بهم، وأخوه راشد كذلك فكلاهما كانا معه فلا يسوب على الغيص سعيد بن جغيثم الا اخوه راشد.
عرفا الهيرات الكويتية مواقعها واسماءها عاشا مع البحر بايامه ولياله، وتوالت عليهما مواسم الغوص وهما يأتيان منه بالخير الوفير، ولم ينفكا عنه حتى ضعف مورده، وبدأ أهله يهجرونه، فاللؤلؤ الياباني اثر على اللؤلؤ الطبيعي، هنا وقفت عجلة الغوص مع الغيص والسيب راشد وسعيد ابني جغيثم بن عقاب الديحاني، وخرجا من تحت يديه مطلوبين بعدما كانا يأتيان منه بالخير الوفير، وهما من الجيل الذي عاصر الكويت يوم كان السور ضاربا عليها له بوابات خمس، وكانت دروازة الشامية هي محل ايابهم وذهابهم من الكويت، حيث كانت قريبة من سكنهم، واتت الوظائف الحكومية بعد ما اكتشف النفط، فالتحقا بها، وطويت صفحة البحر ومعها ذكرى جميلة وحديث ركب يرويانه لابنائهم واحفادهم بين الفينة والأخرى.
وهذه ابيات تبين مدى علاقة السيب بالغيص، فكثيرا ما نسمع من الشعراء الغاصة وهم يوصون من يسوب عليهم بعدم التهاون، قال أحدهم:
يا فرج بالقوع بالك تخليه
لا يشير جداي عندك وتنساني
وقال غيره:
يا صقر بالك تهد جداية
لا تخليني بهير العوعي
وقال غيره أيضا:
ولا نساك السيب في جمة بحور
أما نعس والا تعومس مريره