لم أشأ أن أكتب مقالا هذا الأسبوع لعدم وجود شيء يستحق الكتابة في ظل الأحداث المتسارعة التي تمر بها المنطقة، والتي طغت عليها الرياضة بشكل كبير جدا حتى ظننت أنها مفتاح كل مشكلاتنا الأزلية، ولكنَّ موقفا استفزني جعلني أكتب هذا المقال الذي يعتبر نوعا من التنفيس لما أشعر به من ضجر ويأس من واقعنا المؤلم.
كتبت كثيرا عن تعيينات الباراشوت ولكني لم ألتق أو أتعامل مع أحد بهذا القدر الذي تعاملت مع هذا الكائن الغريب الذي يرجف القلم قهرا وحقدا؛ لاستنزاف حبرٍ قيمته تتعدى تاريخ هذا الباراشوتي، كيف يتصور العقل أنَّ أصحاب الشهادات العليا والخبرات العظيمة والإنجازات الرائعة يبعدون ويركنون على الرف، ويأتي بمن لا يفقه شيئا في تخصصه أو حتى في أي تخصص سوى أنَّه يعرف جيدا كيف يذود ويحمي مصالح رؤسائه ومن جاؤوا به إلى هذا المكان الذي لم يكن يحلم به ولا حتى في سابع أحلامه، ولكنه القدر الذي قلب المعايير.
إنَّ الرؤى الاقتصادية والتطويرية لم ولن تجدي نفعا مع ما يحصل من تعيينات لا علاقة لها بالتخصص ولا بالمجال، ولكنها تعتمد على تسكين جوقة الشرف المطبلة للمسؤول من حوله لكي يثبت أنه أذكى محيطه وأندرهم عقلا وأعمقهم حجة، وفي الحقيقة هو مدير لمجموعة لا يختلف عنهم في شيء سوى أنه يقف أولا والبقية خلفه، إلى متى ونحن نعاني من المجاملات العائلة والقبلية والأسرية والمذهبية والتي جاءت لنا بمن ظنوا في غفلة من الزمن أنهم يستحقون هذه الأماكن وأنَّهم صفوة المجتمع وصمام أمانه!