No Script

خلال محاضرة نظمتها مكتبة الكويت الوطنية

خليفة الوقيان طارحاً سؤاله: «المخدرات الفكرية مسؤولية من؟»

u0627u0644u0648u0642u064au0627u0646 u0648u0627u0644u0639u0628u062f u0627u0644u062cu0644u064au0644 u0641u064a u0627u0644u0645u062du0627u0636u0631u0629
الوقيان والعبد الجليل في المحاضرة
تصغير
تكبير

لا توجد استراتيجية أو فلسفة أو رؤية لدى الدولة  تجاه الثقافة 

الباحثون يعانون من شح المصادر في كثير من مجالات البحث العلمي بسبب اتساع دائرة الممنوعات

في إطار أنشطتها الثقافية أقامت مكتبة الكويت الوطنية محاضرة عنوانها «هموم ثقافية» حاضر فيها الشاعر الكويتي الكبير الدكتور خليفة الوقيان، تحدث فيها عن مختلف القضايا التي تؤرق المثقف ليس في الكويت فقط ولكن في مختلف البلدان العربية مثل الرقابة والترويج للخرافة والكثير من الأمور التي طرحها الوقيان بشكل لافت وموضوعي، ومن ثم وضع الحلول التي من شأنها مواجهة هذا القضايا والتخلص من آثارها السلبية، مقدما قراءة تحليلية عن بعض ما يحتويه المشهد الثقافي الراهن بكل أشكاله وتداعياته.
والمحاضرة ادارها المدير العام لمكتبة الكويت الوطنية الدكتور كامل العبد الجليل، الذي اشار في تقديمه للمحاضر إلى اعتزاز المكتبة باستضافة قامة ثقافية عالية في حجم الوقيان، الذي يتناول موضوعا حيويا يهم المجتمع كافة خصوصا المثقفين، مؤكدا أن المكتبة قريبة من الجميع... تستمع لهمومهم وتتلمس تطلعاتهم وتعرض تصوراتهم وتنشر اقتراحاتهم، بهدف التطوير وتحقيق الصالح العام والأهداف المشتركة للنهوض بالنشاط الثقافي في الكويت.
 وأوضح الوقيان أنه اختار عنوان «هموم ثقافية» لندوته، ملتزما بالبحث عن همومنا، مؤكدا بقوله: الهم الأكبر يصعب الحديث عنه فليست هناك فائدة من طرحه، وسبق أن تحدثنا عن هذا الموضوع كثيرا، فليس هناك من يسمع أو يستجيب لذلك والأفضل أن نبحث عن هموم صغيرة، ممكن أن ينظر إليها، والهم الأكبر هو عدم وجود استراتيجية أو فلسفة أو رؤية لدى الدولة اتجاه الثقافة.
وقال الوقيان: «ربما يتساءل البعض ويقول: كيف تحققت هذه الإنجازات اذا لم تكن لدى الدولة رؤية، فأقول: تحققت بمبادرات فردية، وكل الإنجازات التي نراها تحققت بطموحات جيل سابق ومبادرات أفراد في جيل سابق منذ أواخر القرن التاسع عشر، ومطلع القرن العشرين، فتحققت منجزات شكلت البنية التحتية الأساسية للثقافة في الكويت، وجعلت الكويت دولة مميزة في هذا المجال، وبعد ذلك رزقت الكويت برجالات مميزين في الجانب الثقافي الذين حملوا هم النهوض ببلدهم وأسسوا لمشروع ثقافي نهضوي كما فعل أباؤهم، هؤلاء هم الذين يعود لهم الفضل فيما نحن فيه الآن».
 وتحدث الوقيان عن هموم صغيرة ومنها «مقصلة الرقابة» وقال: «يبدو أن العمل السياسي والثقافي، وما يتصل بالشأن العام لم يتأصل بعد في الكويت. إذ لا يزال موسميا، مرتبطا ببعض المناسبات حينها، وبردود الأفعال أحيانا أخرى. ومن الملاحظ أن الكلام عن الرقابة يكاد يقتصر على موضوع منع تداول الكتب، أما أشكال المنع أو القمع الفكري الأخرى فقل أن تجد من يلتفت إليها، ومنها الفنون التشكيلية والمسرح والسينما والفنون الموسيقية».
وأضاف: «الأمر الأخطر في قضية الرقابة هو البعد الفكري لتلك القضية، فما الذي يجعل دولة حديثة نامية كالكويت ترتد عن مسيرة التحديث والإصلاح والتنوير التي بدأها الآباء في مطلع القرن المنصرم، إن لم نقل قبل تلك الحقبة. وما الذي يجعل قيادات الدولة تتبنى، أو تستسلم لرؤية فكرية موغلة في الغلو، لا تتسق مع طبيعة هذا المجتمع، القائم على الانفتاح والتطلع إلى التطور، ولا تتفق من منطلق العصر». وأشار الوقيان إلى بعض نصوص الدستور التي تبين كفالة الحرية ومنها المادتان «36»، و«37»، مشيرا الى أن المادة (21) في فقرة (3) هي التي تستند إليها وزارة الإعلام في المنع غالبا.
فيما تحدث الوقيان عن»القوة الناعمة وقال: «الثقافة هي القوة الناعمة التي أورثنا إياها الآباء المؤسسون للمشروعات الثقافية الأهلة المبكرة، وقد أعطت القوة الناعمة الكويت سمعة كبيرة لا يجوز التفريط بها من قبل من يجهلون أهميتها».
وطرح الوقيان سؤاله: «المخدرات الفكرية مسؤولية من؟»، وقال: «في الوقت الذي تشتد فيه الرقابة ضد البحث العلمي وضد أجناس الإبداع الرفيع المتعددة... تفتح الأبواب على مصرعيها لثقافة الخرافة والمخدرات الفكرية والعنف... التي تروجها وتمارسها قوى فكرية وسياسية معينة من خلال المنابر الرسمية»، مؤكدا أن الشباب يشكلون أكبر نسبة من ضحايا هذه الثقافة، إذ يتم اقتناصهم وغسل أدمغتهم وجعلهم وقودا للحرائق التي تشعلها القوى الأصولية المتطرفة على طريق الوصول للسلطة.
وبيّن الوقيان أن الفساد مستشر في كل المجالات، ولكن أن يصل مجال الثقافة هو شيء لم يكن متوقعا، مكتفيا بذكر مثال واحد يخص مهرجانات التكريم التي يقيمها بعض الأفراد، وطلب أفرادها من الشركات رعايتهم لمهرجاناتهم، ثم قيامهم بالاتصال ببعض الأدباء والفنانين والرياضيين وإبلاغهم بأنهم سيحظون بالتكريم من صاحب المهرجان، وتنتهي المهرجانات بقيام أصحابها بتوزيع قطع حديدية على المكرمين لا تتجاوز قيمتها نصف دينار، على حين يخرج أصحاب المهرجانات بالمبالغ الكبيرة التي حصلوا عليها من الجهات الراعية.
التجمعات الثقافية
وتطرق الوقيان إلى مسألة «الباحث والمصادر» موضحا أن الباحثين يعانون من شح المصادر في كثير من مجالات البحث العلمي بسبب اتساع دائرة الممنوعات من قبل رقابة الإعلام، مقترحا أن تفتح المكتبات العامة ذراعيها لاحتضان نشاط التجمعات الثقافية الشبابية التي تقيم المحاضرات والندوات.
كما تحدث الوقيان في مسألة «تسميات الشوارع دلالات ثقافية» وقال: «نتيجة للتحولات الفكرية الجارفة، التي مرت بها الأمة بعامة، والكويت بخاصة، فقد تراجعت ثقافة الانتماء للأمة، وتقدمت ثقافة التقوقع على الذات، بل والتشرذم إلى المكونات الضيقة، العائلة والقبلية والطائفية، وقد انعكست تلك الثقافة على تسميات الشوارع، فأصبحت تمثل الجغرافيا العائلية والقبلية والطائفية للبلاد، أما أعلام الأمة فقد انتزعت أسماؤهم من شوارع الكويت».
ثم فتح المجال لمداخلات الحضور كي يشير الدكتور عايد الجريد إلى قضية تسمية الشوارع التي هي ليست وليدة اليوم، وإنما الصحافة الكويتية تطرقت لها مرات عديدة، وأوضح الكاتب عبد الله خلف أن اللغة أخذت في التراجع، بعدما زحفت العامية على الفصحى، وفي مداخلتها أشادت الدكتورة وسمية المنصور بطرح الوقيان الثقافي.
وأشاد الدكتور سليمان الشطي برفيق دربه الوقيان وقال: «الوقيان دائما حصيف في اختياراته، وكلمة هموم تذكرني بالأرانب لأنها تتوالد بسرعة، ولو أعطينا فرصة لهذه الجلسة لانتهينا صباح الغد».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي