بوتين: سأترشح للرئاسة «مستقلاً» وليست مهمتي... إيجاد مَنْ ينافسني

موسكو - وكالات - قبل ثلاثة أشهر من الانتخابات الرئاسية، نفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يكون راغباً في استبعاد أي معارضة في البلاد، ودافع في الوقت نفسه عن مصالح روسيا أمام الاتهامات بالتدخل في الانتخابات الاميركية أو تعاطي رياضييها المنشطات.
فبعد أسبوع على إعلان ترشحه رسمياً لولاية رابعة تبقيه في السلطة الى 2024 في حال فوزه بها، أطل بوتين في مؤتمره الصحافي السنوي، أمس، بحضور أكثر من 1600 صحافي تداول امامهم المسائل المحلية والدولية، ليشدد على أن أولويته هي رفع مستوى معيشة الروس الذين تضرروا من جراء الازمة الاقتصادية ونفى أن يكون يسعى لاسكات الاصوات المعارضة.
ورداً على سؤال حول عدم وجود معارضة قوية، قال الرئيس الروسي الذي يحكم البلاد منذ 18 عاماً «الأمر لا يعود لي، لكي أشكل منافسين»، مضيفاً «أعتقد ان النظام السياسي كما الاقتصادي يجب أن يكون تنافسياً وأرغب في العمل على تشجيع ذلك»، قبل ان ينسب ضعف معارضيه الى نجاح سياسته الاقتصادية وضرورة ان يقدم منافسوه اقتراحات «فعلية».

وعزا ضعف المعارضة الروسية الليبرالية إلى عدم وجود رغبة لدى الروس للقيام «بانقلاب»، مثلما حدث في أوكرانيا حيث أدت تحرك حركة «الميدان» إلى إسقاط الرئيس الموالي لروسيا في العام 2014.
وعن الانتخابات المقررة في 18 مارس المقبل ويبدو أنه المرشح الأوفر حظاً للفوز فيها، قال الرئيس الروسي إنه سيخوضها «كمرشح مستقل»، وليس مدعوماً من حزب «روسيا الموحدة» الموالي للكرملين، مؤكداً أنه يعتمد على «دعم كبير من المواطنين».
وبعدما واجه اتهامات بأنه شجّع انتخاب دونالد ترامب رئيساً، نفى بوتين مرة جديدة حصول أي تدخل روسي في الانتخابات الاميركية.
وقال في هذا السياق «تمت فبركة كل هذه الامور من قبل أشخاص يعارضون ترامب لتقويض شرعية عمله»، مشيراً إلى أن ممثلين عن الحكومة الروسية التقوا مع فريق ترامب الانتخابي لكن هذه تعتبر ممارسة ديبلوماسية معتادة.
وعبر عن أمله في ان تتحسن العلاقات بين البلدين لكنه اشار الى ان ذلك لن يكون ممكناً في الاجواء السياسية الاميركية الحالية.
وردا على سؤال حول تقييمه أداء ترامب كرئيس، قال بوتين ان هذا الامر يعود الى الناخبين الاميركيين، مضيفاً «لقد رأينا بعض الانجازات المهمة في الفترة القصيرة التي أمضاها» في السلطة، مشيراً إلى ثقة الاسواق والمستهلكين بشكل خاص.
وحذر واشنطن من مغبة الانسحاب بشكل أحادي من معاهدة الحد من الصواريخ المتوسطة والقريبة المدى، معتبراً أن ذلك سيؤدي إلى تعقيد الوضع الامني العالمي.
وأكد أن روسيا قادرة على ضمان أمنها القومي دون الانجرار الى سباق التسلح، مشيراً إلى أن حجم النفقات العسكرية الروسية يبلغ 46 مليار دولار في الوقت الذي تبلغ فيه ميزانية الدفاع في الولايات المتحدة 700 مليار دولار.
وتطرق إلى الأزمة في شبه الجزيرة الكورية، محذراً من أن توجيه ضربة أميركية لكوريا الشمالية ستكون له عواقب كارثية.