لولا الحب

لم يكن يشغل تفكيرها

كانت تراه شخصا غريبا

فدائما عيناه تعاتب عيناها

ولكن نظره كان يركد على غمازتها

تحت عينيها العسليتين

ليتعثر بابتسامتها

فلا مهرب ولا منجي منها

الهبل أو تصرفها كطفلة

يزيد شوقه بها

يصر قلبه لعشق براءتها

وتصرفاتها المجنونة

قد يحتاج الى صديق أو غريب

ليطلعه ببراكين قلبه العاشق

يعرف جيدا أن القلوب الطيبة تعشق بصدق

يرى العشاق يتبادلون الهدايا الرسمية وشبه الرسمية لحبيباتهم

ولكنه أشترى هدية لحبيبته

وتركها في دولاب خشبي

إلى أن يحن اللقاء الثاني معها

فهي لا تزال تركد في قلبه وجسده بسلام

فلولا الحب لبارت القلوب

في هذا اليوم البعيد

كنت على يقين أنه لا صداقة بيني وبينها

فالمشاعر لا تتبدل

نحن الراحلون الى ديارنا وأيامنا

كنا صغارا

لم ندرك مرارة الأيام وقسوة الزمن

جعلنا لبعض الأماكن ذكريات وبعض اللحظات حياة

وذهبنا

تعلقنا بعصفور حزين

وتعلمنا الآسى

واختصرنا العمر في لحظة

والآن عندما أكتمل نضوجنا

وعرفنا أكثر مما يجب

أصبحت كل الأثمان رخيصة

كل المعاني رديئة

ولكن يبقى الحب

نعمة لا تزول في القلوب الصادقة

فلا تصدقي حين أقول لكي أني نسيت

حين أقول لكي انتهينا

ما كان بيننا لا يثير أي قلق

مازال هناك موجود في زوايا هذا المكان البعيد

طير الغربة ينقر أرغفة الأيام

بطوننا ممتلئة

بأيامنا الطويلة المؤلمة

لا تناقص في شكل الأرغفة

ولا تزايد في الأيام

عصافير الليل اليتيمة رحلت

إلى أوطانها

لا عصافير الآن علي النافذة

لا ونيس للأشجار

تبقى البيوت الساكنة بنا

كأشباح بها

داخل هذا الدولاب

جواز سفر بلا دليل

وتذكرة قديمة

زالت كلماتها

أين دليل العودة

أبحث عنه في ذاكرتي

بالطرقات والشوارع القديمة

في بلدتي الصغيرة

في وجوه الأصدقاء القديمة

في مفكرتي

دليل الهجرة إلى الذات

سأنسى عمدا

كل الكلمات بها

فالهجرة ستتجدد

مللت من أيام الشتاء

بلا صوت فيروز

عبرت الثلاثين يا حبيبتي

في الخمسين... سأحبك مجددا

سأروي لأحفادك قصتنا