حمد عبد الرحمن الكوس / المراهق السياسي... أين ولي أمره؟

تصغير
تكبير
بينما يتهم البعض الحكومة بالمماطلة «ولحم أكتافه من خيرها»، وشبع منها وارتوى إلى حد الثمالة، تجده في سن سياسية مزعجة، فهو شديد الاضطراب، يريد الظهور والبروز على حساب الآخرين، ويعاني عقدة النقص والذنب، إما بسبب عدم الوعي، أو بسبب التقصير الشديد، فهو أقرب الى الرجولة ولكنه صغير التفكير، ولابد له من ولي أمر يتولاه ويحرمه من مصروفه إن «قصر»، ويرعاه حتى يبلغ سن الرشد فبعدها هو حسيب نفسه، ويقول وقتها «تالله إن كنا لفي ضلال مبين». وأعجبني تصريح أحد النواب عن بعض اخوانه المراهقين السياسيين داخل المجلس حينما قال ما معناه: إن ثوب النيابة أكبر بكثير من البعض الذي لبسه. ونحن لا نلقي باللائمة على النواب، ولا على الحكومة فقط في بعض الأخطاء، بل اللوم على من تسبب بوصول هؤلاء النواب الذين لا هم لهم سوى الظهور والتكسب السياسي، وهذه الكلمة بدأت أفهمها جيداً من خلال رؤيتي لطوابير النواب الذين يريدون الاستجواب بسبب ومن دون سبب، ومن خلال تصريحات وصراخ البعض من دون سبب كذلك، ورغم أن الاستجوابات أدوات دستورية مجازة قانوناً إلا أن البعض أفرط في استخدامها غير الصحيح. ولم ينفع بعض أفراد الشعب حل المجلس فتكررت الشخصيات نفسها التي تسعى للتأزيم، فهذا ماجنيناه بأيدينا. فإذا كان اختيار الحكومة والوزراء يكون بيد السلطات العليا وهذا اختصاصهم، فاختيار من يمثل الشعب بيد الشعب، ولابد من محاسبة كل نائب تسول له نفسه الوصول إلى القبة البرلمانية للمكاسب الشخصية، ولرفع الصوت، وللرياء، والسمعة التي تزول مع انتهاء العضوية، فإن كان صاحبها ذا مصلحة شخصية فسيدفن اسمه ويذهب مع الريح، وإن كان يقدم مصلحة البلاد ورضا الله فهنيئا له فهذا الذي يراقب الله في أفعاله، وهدفه الاصلاح لا المراهقة السياسية المتأخرة، ولا التكسب الإعلامي، وسيصلح أكثر مما يفسد، وأما الصنف المخرب غير الناضج فنقول أين ولي أمره، لكي يعلمه أدب العمل السياسي وأبجدياته؟
حمد عبد الرحمن الكوس
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي