حوار نظم أكثر من 42 معرضا شخصيا ويشرف على متحف الفن المصري الحديث «2 من 2» / أحمد فؤاد سليم: تسعير اللوحات «نصب» ... ساعدت عليه مزادات «كريستي»

u0623u062du0645u062f u0641u0624u0627u062f u0633u0644u064au0645r
أحمد فؤاد سليم
تصغير
تكبير
| القاهرة - من داليا جمال طاهر |
يواصل الفنان التشكيلي أحمد فؤاد سليم حديثه عن الفن التشكيلي، الذي بدأناه معه في الحلقة الماضية، والذي أشار فيه الى بداياته ورأيه في ما يخص صالون الشباب.
وساهم سليم في تأسيس مجمع الفنون في الزمالك، وأداره منذ انشائه العام 1976، كما عمل مستشارا لرئيس قطاع للفنون التشكيلية، ومستشاراً فنيا وثقافيا لادارة المركز الثقافي التشيكوسلوفاكي في القاهرة منذ العام 1967 حتى العام 1974.
وتولى رئاسة القسم المصري للاتحاد الدولي لنقاد الفن بباريس «AICA» المعروف اختصارا بـ «الأيكا» المصرية، ويتولى الآن مهمة الاشراف العام على متحف الفن المصري الحديث منذ العام 2005، نظم 42 معرضا خاصا للوحاته وأعماله في مصر وخارجها، هذا غير المعارض الجماعية.
التقته «الراي»... فتحدث عن الرحلة الطويلة، كما تحدث عن مأزق الفن التشكيلي المعاصر، وقضايا أخرى... وهذا الجزء الثاني من نص ما دار معه من حوار:
• اذاً الشباب الذين بدأوا العام 1989... ما الذي قدموه بعد ذلك؟
- لم نسمع عن جماعات للشباب ولا عن بيانات تصدرها مجموعة من الشباب ولا عن اصلاحات معينة يقولونها... لا يوجد أي شيء على الاطلاق غير أن عندهم مائدة عليها جميع أنواع الغذاء. كلما جاعوا يأكلون مجانا... وهذا أمر يدعوهم الى التكاسل والى عدم بذل المجهود، لذلك أعتقد أن صالون الشباب في نظري شخصي ينبغي أن يتوقف وأن تُترك للشباب فرصة أن يصارعوا وأن يأخذوا مكانهم.
وبالنسبة لي فقد عرضت في العام 1963 ضمن صالون القاهرة... وهو صالون قديم كان أخيراً يرأسه الراحل صلاح طاهر... وقدمت 7 لوحات لكي يختاروا ولو لوحة وفعلاً تم اختيار لوحة منها... طبعاً كنت سعيدا... هذه اللوحة عرضت بجانب أعمال يوسف كامل الرائد الذي ربى جيلي، اذاً صالون الشباب حرم الفنان من المنافسة الحقيقية والابداع.
لذلك نلاحظ أن عددا كبيرا جدا من الفنانين صعدوا صعوداً كبيراً تراجعوا بنفس القوة، أو نجد عددا كبيرا تحولوا من تقديم أعمال ذات قيمة الى ما هو الأسهل الفيديو والسينما لذلك حدث انهيار حقيقي حتى من الذين حصلوا على الجوائز الأولى في صالون الشباب عدد كبير منهم لا نسمع عنهم الآن غير موجودين في الحركة لكن حامد ندا بعد أول صورة له العام 1934 أصبح عضواً في جماعة الفن المعاصر العام 1946 وكان عمره 23 سنة فقط، ومن هنا يبدو التأثير السلبي لهذا الصالون.
• هل وضعت خطة لتعريف الجمهور بمتحف الفن الحديث؟
- المشكلة كبيرة لعدم تضافر بقية القنوات التي ينبغي أن تقوم بدورها في جذب المتفرجين والزوار لهذا المكان، نحن صحيح نستقبل زوارا كثيرين من المدارس والجامعات بمجموعات ضخمة ونسهل دخولهم مجاناً، ولكن من الغريب أن تلفزيون الدولة واذاعة الدولة، وصحف الدولة معظمها لا يقوم بأي دور في دفع الجماهير الى زيارة مواقع الفن.
المنظومة بصراحة «حقيرة»، وأنا مصمم على استخدام هذا التعبير، وطبعاً على الرغم من أنني عضو في مجلس أمناء التلفزيون أضع خططا مع زملائي، لكن أدركت بعد وقت أن هذه «نصبة» و«تنفيس» عن أرائنا دون تنفيذ أي شيء.
• ألم يحدث أي تقدم في المتحف على هذا المستوى؟
- أنا أعمل بقدر ما أستطيع، فقد تسلمت المتحف والعائد المادي له 500 جنيه بما يعادل ألف زائر، بعد السنة الأولى سلمنا للدولة 84 ألف جنيه... وفي السنة الثانية 110 آلاف جنيه...، يعني المكان أصبح يستقبل الزوار لكن هذا غير كافٍ.
• وما تقييمك للوضع الذي تمر به سوق الفن التشكيلي في مصر؟
- طبعاً ارتفاع أسعار اللوحات الفنية في مصر... مشكلة كبيرة، فالمشكلة في مصر أن لا أحد يعرف حجمه، وهو غير مستعد أن يعرف حجمه، ولذلك نجد فنانا أقام معرضا أو اثنين يضع على لوحته 75 ألف جنيه.
لا يوجد في هذا الموضوع أي نظام ولا أي توثيق ولا أي ضمانات ولا أي شهادات ولا أي شيء ممكن تعتمدين عليه في تقييم سعر الفن بالنسبة للفنانين، يوجد في أسعار السوق كذبة كبيرة ليس لها علاقة بالحقيقة وفيها كثير من «الهبش».
• ما السبب في هذه الفوضى؟
- دخلت في هذا الأمر مؤسسة كبيرة اسمها «كريستي للمزادات» ووجدت مناخها المناسب جدا في دبي، الى جانب مقرهم في لندن ونيويورك، مثلا اللوحة التي كان الفنان يتمنى أن يبيعها بـ100 جنيه تعرض في كريستي بمبلغ 100 ألف جنيه، ويأخذون عمولة 60 في المئة من سعرها.
وبالتالي توضع بعد ذلك في القائمة في مستوى ليس له أي علاقة بحقيقة العمل الفني ولا بتجربة الفنان على الاطلاق لأنه شيء مصنوع، وهذا يحدث مع فنانين مصريين- من دون ذكر أسماء- فهذه لعبة كبيرة، وعملية مصطنعة لا علاقة لها بالفن.
• وما أهم العوامل التي تتدخل في تحديد سعر اللوحة؟
- الجهل... والمؤسسات التي تعمل على المكاسب... واسم الفنان بالنسبة للفنانين الكبار المؤسسين مثل «محمود سعيد ومختار»، أما الذين جاؤوا بعدهم أصبحوا مثل الشباب أو أقل، الشباب اليوم أصبحت عندهم جسارة وشجاعة وجرأة لأنهم يعرضون اللوحة بأسعار فلكية بجانب أعمال الفنانين الكبار.
• وهل ترى أن النسب التي تأخذها الجاليريهات الخاصة في مصر من الفنانين نظير عرض انتاجهم الفني نسب عادلة للطرفين؟
- لا أعرف النسب جيداً، لكن معلوماتي أن قاعة مثل ابداع تأخذ من 20 في المئة الى 25 في المئة، بيكاسو تأخذ 30 في المئة وأحياناً 40 في المئة، قاعة الزمالك للفن تحتكر بعض الفنانين وتتاجر بهم في كريستي وترجع من كريستي... لكن لا يهمها الجمهور، ولو عملت معرضا ولم يحضره الجمهور لا تهتم لأنها تقيمه فقط لكي تتاجر في كريستي.
الحقيقة أن ما تتقاضاه القاعات الخاصة من نسبة المبيعات للفنانين المصريين لا تقوم على أي حقيقة موضوعية نهائيا... لأن الجاليري في أوروبا تعتمد على زبائنها، ومن يعرض معرضا فنيا في احدى الجاليريهات الاحترافية في الخارج يعرف الكم الذي سوف يبيع منه وعنده زبائنه.
أما الجاليريهات الأخرى فليس لها زبائن معينة تشتري منها، ولذلك بيكاسو يسرق من مغربي، ومغربي يسرق من شروت، وشروت تسرق من ابداع يسرقون الزبائن لا أحد يملك زبونا معينا الا ندرة «زبونين ثلاثة» على علاقة بهم.
أما الباقي فلا، لا يوجد فضل للجاليري غير أنها تعطي أعمال الفنان، فانها تأخذ 5 في المئة أو 6 في المئة أو 10 في المئة لكن أكثر من ذلك فلا أرى أنها نسبة غير عادلة... الى أن تنشئ جاليري خاصاً فعلاً هي عندها زبونها وهي عارفة انها تبيع وهي التي تبيع.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي