67: يا أولمرت... شكراً

تصغير
تكبير
في فترة الانتخابات تختلط الاجراءات بالمضامين. الاستطلاعات والتوقعات تصبح كتلة واحدة، وبخلاف الانتخابات المحلية، فان الانتخابات للكنيست تقف دوما في ظل التشويش، الغموض والاضطراب للمواقف، دون السير بها حتى النهاية. وكل شيء من أجل الارتباط بالأغلبية، دون الاغضاب، فقط التعهد دون الالتزام. وهكذا تنشأ المرة تلو الأخرى سياسة عدم الحسم. وعندما يكون التصويت في صناديق الاقتراع لا يدور حول موقف واضح، فان الحكومة لا تنجح في أن تستمد من الاجراء الديموقراطي التفويض للخطوات التي عرضتها وبفضلها انتخبت.
وفي جملة الأصوات غير المفهومة صدر هذا الأسبوع صوت واحد نقي واضح ومفهوم: صوت ايهود اولمرت، رئيس الوزراء المنصرف. الوضعية الجديدة تثني عليه وتحسن له أكثر فأكثر. «علينا أن نتنازل»، قال اولمرت: «عن أجزاء من الوطن... وكذا عن أحياء عربية في القدس، والعودة الى نواة الأرض التي هي دولة اسرائيل حتى العام 1967...». القدس، 67، وكأني أحلم.
صورة اولمرت السلسة تصبح احدى الصور الأكثر تشويقا ومفاجأة في المشهد الاسرائيلي للأعوام الأخيرة. والحقيقة تنبع منه للمرة الأولى دون حساب، وان كان يحتمل أن يكون الغموض مستمرا، وما يبدو كخلاصة للأمور نشأت لديه بشكل أصيل، في نهاية المطاف، خطوة محسوبة ستخلده كشخص وليس كفكرة.
مثير للاهتمام أنه في ذات اليوم الذي نجح فيه اولمرت في أن يتلفظ بالجملة المحظورة، سبعة وستين، نجح أيضا اسماعيل هنية في التعبير عن الشيء ذاته، وهو أيضا وانظروا العجب في السياق ذاته تماما: حل وسط تاريخي في حدود 67. الصدفة الكاملة للزعيمين نصف الواردين تروي قصة القيادتين «الواردتين» اللتين تخافان من ظلمهما ولهذا تنشغلان فقط بالتشويش وابقاء الأوراق قريبة من الصدر.
تسيبي ليفني، في مقابلة مع تالي ليبكين شاحك في صوت الجيش طُلب اليها أن تعقب على خطاب رئيس الوزراء المنصرف - القائم - ودون أن أحصي، أخذت الانطباع بأن ليفني تزرع في كل جملة تقريبا عبارة «المصالح الأمنية والوطنية لدولة اسرائيل»، مصلحة غامضة وأخرى غير مفسرة، بحيث أن أقوالها تبدو وكأنها جاءت في ليلة مصالح غير معللة وغير مفصلة. ومرة أخرى وكأن العام 68، ونحن في بداية الحملة لانهاء الاحتلال، تشرح بأن المرء لا يكشف الأوراق في المفاوضات. كفى، يطيب لي أن أصرخ. لقد سبق أن سمعنا هذا، التقنيات التي رأينا من المفاوضين، قولي لنا شيئا آخر لا نعرفه. وفي اعادة صياغة لأقوال اولمرت يمكن أن نقول: علينا أن نتنازل، لانعدام البديل، عن الخطاب السياسي الفارغ من المضمون والعودة الى نواة الحقيقة، مع التعديلات التي يفترضها الواقع الناشئ.
المناكفة بين ليفني واولمرت تخفض بالطبع مستوى الأمل منها. ولكن عندما نفكر بأن اولمرت وقف على رأس الحزب الذي يضم في عضويته روني بار أون، وتساحي هنغبي، وشاؤول موفاز، فاننا نفهم أين يوجد قلب الشعب. وحتى لو لم يكونوا شراء في كل جملة ونقطة في حديثه، فانهم ينتمون اليوم الى المعسكر ذاته. خوفهم من الحقيقة وحده يمنعهم من فتح قلوبهم والقول بصوت واضح: سبعة وستين.
اولمرت، اختار أن يخطو الخطوة الأخرى بالذات في الذكرى لاسحق رابين. يمكن أن نرى في ذلك طلبا للمغفرة من اليمين، والذي انتظرناه 13 عاما. اليسار في البلاد محطم، خائب الأمل، مهين، منقطع ومتهم. هذه لحظات رحمتنا، وفي مبنى الدولتين سنتواسى.
موريا شلوموت
«إسرائيل اليوم»
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي