صنائع المعروف



إنما بُعث محمدٌ صلى الله عليه وسلم متمماً لمكارم الأخلاق، ولقد كان على خُلُقٍ عظيم، حتى مدحه ربه جل في علاه لكمال خلقه فقال (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم: 4]، ولما نزل عليه الوحي تروَّع وخاف وجاء لزوجه الكاملة العاقلة المؤمنة وهو يقول: زملوني زملوني دثروني دثروني، فلما شكا لها خوفه ورعبه، قالت خديجة: «كَلاَّ وَاللهِ، مَا يُخْزِيكَ اللهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِين عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ».
فجعلتْ ما يقع منه من الإحسان إلى الناس دليلاً قاطعاً على عدم الخِزي، لذا صح الخبرُ عنه صلى الله عليه وسلم أنه حثَّ أمته على صنع المعروف، وعرّفهم سبلَه وكيفيَّته، وعرفهم فضلَه ومزيته، فقال: «صنائعُ المعروف تقي مصارعَ السُوء، والصدقة تطفئ غضبَ الرب، وصلةُ الرحم تزيدُ في العمر، وكلُ معروف صدقة، وأهلُ المعروف في الدنيا هم أهلُ المعروف في الآخرة، وأهلُ المنكر في الدنيا هم أهلُ المنكر في الآخرة، وأولُ من يدخل الجنة أهل المعروف». قال الألباني: حسن لغيره
ولقد حثَّنا نبينا صلَّى الله عليه وسلَّم على صنع المعروف ومن ذلك: ما رواه أهل السنن، عن ابن عمر رضي الله عنهما: أنَّ رجلاً جاء إلى النبي صلَّى الله عليه وسلَّم فقال: يا رسول الله، أيُّ الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أحبُّ الناسِ إلى الله أنفعُهم للناس وأحبُّ الأعمالِ إلى الله سُرُورٌ تُدْخِلُه على مسلم، أو تَكْشِفُ عنه كُرْبَةً أو تَقْضِى عنه دَيْناً أو تَطْرُدُ عنه جُوعاً، ولأَنْ أمشيَ مع أخي المسلمِ في حاجةٍ أحبُّ إِلَيَّ من أن أعتكفَ في هذا المسجدِ شهرًا، ومن كفَّ غضبَه سترَ اللهُ عورتَه ومن كَظَمَ غَيْظَه ولو شاء أن يُمْضِيَه أَمْضاه؛ ملأ اللهُ قلبَه رِضًا يومَ القيامةِ ومن مشى مع أخيه المسلمِ في حاجةٍ حتى تتهيأَ له أثبتَ اللهُ قدمَه يومَ تَزِلُّ الأقدامُ».
بل إن المعروف يبقى أثرُه على الأبناء، فقد وقعت ابنةُ حاتم الطائي في الأسر فذهبت للنبي صلى الله عليه وسلم، وقالت: «يا محمد إن رأيت أن تخليَ عني ولا تُشمتْ بي أحياء العرب، فإني ابنةُ سيد قومي، وإنَّ أبي كان يحمي الذِّمار، ويفك العاني، ويشبع الجائع، ويكسو العاري، ويقري الضيف، ويطعم الطعام ويفشي السلام، ولم يرد طالب حاجة قط»، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «يا جارية هذه صفة المؤمنين حقاً، لو كان أبوك مؤمناً لترحمنا عليه، خلوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق، واللهُ تعالى يحب مكارم الأخلاق».
والمعروفُ هو كل إحسان إلى عباد الله، من قرضٍ حسنٍ أو برٍّ أو هديةٍ أو صدقة، أو إعانةٍ على قضاء حاجةٍ أو تحملِ دينٍ أو بعضه، والسترُ على المسلم والذبُّ عن عرضه وإقالةُ عثرته وإدخالُ السرور عليه وإذهاب همه وغمه، وإعانةُ العاجز والأخرق، وإسعافُ المنقطع وإعانةُ المحتاج، أو غير ذلك من سبل الإحسان.
فإذا أردت النجاة يوم القارعة والحاقة والصاخة فعليك ببذل المعروف، فقد أخرج مسلمٌ في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ».
* دكتوراه في الفقه المقارن وأصول الفقه
فجعلتْ ما يقع منه من الإحسان إلى الناس دليلاً قاطعاً على عدم الخِزي، لذا صح الخبرُ عنه صلى الله عليه وسلم أنه حثَّ أمته على صنع المعروف، وعرّفهم سبلَه وكيفيَّته، وعرفهم فضلَه ومزيته، فقال: «صنائعُ المعروف تقي مصارعَ السُوء، والصدقة تطفئ غضبَ الرب، وصلةُ الرحم تزيدُ في العمر، وكلُ معروف صدقة، وأهلُ المعروف في الدنيا هم أهلُ المعروف في الآخرة، وأهلُ المنكر في الدنيا هم أهلُ المنكر في الآخرة، وأولُ من يدخل الجنة أهل المعروف». قال الألباني: حسن لغيره
ولقد حثَّنا نبينا صلَّى الله عليه وسلَّم على صنع المعروف ومن ذلك: ما رواه أهل السنن، عن ابن عمر رضي الله عنهما: أنَّ رجلاً جاء إلى النبي صلَّى الله عليه وسلَّم فقال: يا رسول الله، أيُّ الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أحبُّ الناسِ إلى الله أنفعُهم للناس وأحبُّ الأعمالِ إلى الله سُرُورٌ تُدْخِلُه على مسلم، أو تَكْشِفُ عنه كُرْبَةً أو تَقْضِى عنه دَيْناً أو تَطْرُدُ عنه جُوعاً، ولأَنْ أمشيَ مع أخي المسلمِ في حاجةٍ أحبُّ إِلَيَّ من أن أعتكفَ في هذا المسجدِ شهرًا، ومن كفَّ غضبَه سترَ اللهُ عورتَه ومن كَظَمَ غَيْظَه ولو شاء أن يُمْضِيَه أَمْضاه؛ ملأ اللهُ قلبَه رِضًا يومَ القيامةِ ومن مشى مع أخيه المسلمِ في حاجةٍ حتى تتهيأَ له أثبتَ اللهُ قدمَه يومَ تَزِلُّ الأقدامُ».
بل إن المعروف يبقى أثرُه على الأبناء، فقد وقعت ابنةُ حاتم الطائي في الأسر فذهبت للنبي صلى الله عليه وسلم، وقالت: «يا محمد إن رأيت أن تخليَ عني ولا تُشمتْ بي أحياء العرب، فإني ابنةُ سيد قومي، وإنَّ أبي كان يحمي الذِّمار، ويفك العاني، ويشبع الجائع، ويكسو العاري، ويقري الضيف، ويطعم الطعام ويفشي السلام، ولم يرد طالب حاجة قط»، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «يا جارية هذه صفة المؤمنين حقاً، لو كان أبوك مؤمناً لترحمنا عليه، خلوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق، واللهُ تعالى يحب مكارم الأخلاق».
والمعروفُ هو كل إحسان إلى عباد الله، من قرضٍ حسنٍ أو برٍّ أو هديةٍ أو صدقة، أو إعانةٍ على قضاء حاجةٍ أو تحملِ دينٍ أو بعضه، والسترُ على المسلم والذبُّ عن عرضه وإقالةُ عثرته وإدخالُ السرور عليه وإذهاب همه وغمه، وإعانةُ العاجز والأخرق، وإسعافُ المنقطع وإعانةُ المحتاج، أو غير ذلك من سبل الإحسان.
فإذا أردت النجاة يوم القارعة والحاقة والصاخة فعليك ببذل المعروف، فقد أخرج مسلمٌ في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ».
* دكتوراه في الفقه المقارن وأصول الفقه