رغم ان الحقيقة كما يقال، توجد في قاع البئر، اي أنها تحتاج لجهد للبحث عنها... ورغم الآلاف بل الملايين التي تضخ من اجل تغيير وجه الرأي العام في العالم... إلا ان الكثيرين يظنون أن لهم الافضلية في الحقيقة، لا لشيء معين سوى انهم ورثوها من ذويهم! وقس على ذلك الكثير من المعلومات التي تم تلقينها، فالكثيرون يأخذونها جاهزة معلبة كما هي!
ورغم ذلك يسعون لاقصاء غيرهم ونبذهم تحت أعذار وحجج واهية ولا يُقبل بالرأي الاخر... فرأيي صواب لا يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ لا يتحمل الصواب مع الاعتذار على تحريفها... يتشنج وينفعل ان ناقشته ويسعى لفرض رأيه عليك وكأنه مُنزل.
والقول المأثور، «الخلاف لا يفسد للود قضية»، فهو ليس الا قولاً مأثوراً. فالخلاف الفكري عند الكثيرين يفسد الود، يقتله يفككه لاجزاء مختلفة ثم يضطرنا ان نصلي عليه صلاة الميت!
ويضطر الكثيرون للمجاملة والمواراة... ولا ادل من ذلك من دعوات المقاطعة الاجتماعية بسبب خلافات سياسية!
ويكفيك ان تنشر اشاعة ما في الاجواء، ليصدق الكثيرون، ومن لم يصدق ستراوده الشكوك لأنه «ماكو دخان من غير نار»!
ولا اعلم حقيقة سر تخوفنا كمجتمعات شرقية وعدم تقبلنا للرأي الاخر؟
فكم من واحد، يخاف من الجهر والتصريح بأفكاره؟ لأنه سيقع بطائلة العقاب المعنوي لا العقاب القانوني! وشخصياً اتذكر انه قدمت لي نصيحة بأن اتخفى تحت اسم وهمي.
وهكذا تحولنا لمجتمع أصبح فيه الكثيرون مجرد نسخ مستنسخة، يرددون الافكار نفسها. يرتادون الاماكن نفسها. يقرأون الكتب نفسها. ولا عزاء للاختلاف والتفرد والتميز والذائقة الشخصية!
lawyerdanah@gmail.com
@lawyerdanah