حَمْدْ الحاضر / أزمة القراءة وحلولها


«العرب لا يقرأون»، مقولة شهيرة قالها احد اعداء العرب يوما، وهي تصدق اليوم أكثر من أي وقت مضى، ويسعى المتخصصون إلى البحث عن الأسباب والمسببات وراء ما يعرف بـ «أزمة الكتاب» والأسباب المعلنة عن عزوف العرب عن القراءة عديدة ومتداخلة فمثلاً: لا توجد برامج وقوانين لتشجيع وحماية الكتّاب المبدعين ما يفقدهم الشعور بالأمن والطمأنينة في العمل، كما ان الحكومات لا تبني مؤسسات للنشر الا من أجل طباعة الصحف، أما القطاع الخاص فليس لديه الشجاعة الكافية لتمويل النشر بلا خوف من الافلاس والمطاردة والتبعات الاخرى، ومن أهم المشاكل التي يواجهها الصحافيون الرقابة التي تقف بالمرصاد مع ما يسفر عنه ذلك من ضغوط وتهديدات وسلب للحريات ما يؤدي بالكتاب إلى عدم الافصاح عن افكارهم، ومن ثم شل عملية الابداع، وتتشابك هذه المعوقات مع غياب شركات توزيع عربية كبيرة تقوم بمهام التوزيع لتوصيل الكتب إلى القارئ بأيسر الطرق، واصبحت معارض الكتب العربية معارض موسمية بدل من ان تكون تظاهرة تستهدف التثقيف والتنوير قبل الربح، ويبين لنا هذا خطورة حالة التدهور الثقافي التي يعيشها القارئ العربي، وتتجلى هذه الظاهرة في انتشار الثقافة السطحية.
ومن المشاكل التي يعاني منها القارئ ارتفاع اسعار الكتب، ويشير المهتمون إلى أن الكتب بدأت بالانحسار بسبب المعلومات الالكترونية المتدفقة من أجهزة الحاسوب كما ان هذه الاجهزة تمنح العين المتعة وتريح العقل من الاستنتاج والتدبر والحكم الصحيح، ولعل أكثر الاسباب عقلانية وراء ازمة القراءة، تخلف المناهج التعليمية في الوطن العربي فقد خلق هذا جيلاً يعزف عن القراءة، ومن الحلول المقترحة لحل هذه المشكلة تشجيع العلم عموماً والكتاب خصوصاً وذلك بتبني المبدعين وتشجيع اعمالهم، والتشجيع المدروس لأفراد المجتمع على القراءة ومتابعة الأمر من طرف الأسرة والمدرسة، ووسائل الإعلام، كما يجب العمل على تحسين المناهج التعليمية وبناء علاقة جيدة بين الطفل والكتاب من الصغر، وإذا لم يحدث هذا فسيكون العلاج مكلفاً ومقصراً ان لم يكن مستحيلاً، ومن خلال حل هذه المشكلة فسوف تتقدم الدول العربية وتنمو في جميع الميادين.
حَمْدْ الحاضر
طالبة في جامعة الكويت