ماذا تغير حتى تشارك سورية في مؤتمر أنابوليس؟


| دمشق - من جانبلات شكاي | أعلنت سورية رسميا مشاركتها في مؤتمر السلام الذي دعت اليه الولايات المتحدة الأميركية. وجاء التحول في موقفها بعدما أدرجت الولايات المتحدة موضوع الجولان والمسار السوري - الاسرائيلي على جدول أعمال المؤتمر، لكن في الوقت نفسه، يأتي بعد تصريحات عدة لمسؤولين سوريين بأن المؤتمر «مناسبة لأخذ الصور ليس الا»، فما الذي طرأ على السياسة السورية تجاه تعاملها مع الولايات المتحدة؟
يقول رئيس مركز الشرق للدراسات الاستراتيجية المقرب من وزارة الخارجية السورية سمير التقي، ان «مفهومنا تجاه هذا المؤتمر لا يزال يشكل بداية للتحضير لعملية السلام أو ربما لعملية ما»، ويضيف ان «أهم شيء كان بالنسبة لسورية هو ادراج قضية الجولان، والآن تم ادراج هذه القضية، لكن تقييمنا لعملية أنابوليس بكاملها يذهب في اتجاه اعتبارها أنها ليست بداية لعملية السلام وانما بداية التحضير لعملية السلام، ولذلك هي ستبقى من جهة مناسبة لأخذ الصور، لكنها قد تفتح الفرصة أمام التحضير لعملية أوسع تشكل عودة للمجتمع الدولي تجاه مناقشة قضية السلام في الشرق الأوسط».
وأعلنت دمشق خلال السنوات الثلاث الأخيرة، أكثر من مرة وحتى على لسان الرئيس بشار الأسد، استعدادها لاستئناف محادثات السلام، لكنها حملت الادارة الأميركية الحالية مسؤولية عدم استئناف هذه المفاوضات.
ويؤكد التقي ان «الشكوك، حسب رأيي، لا تزال قائمة لكن سورية تنطلق من منطلق اذا جنحوا للسلم فاجنح لها بمعنى أنه اذا كانت هناك فرصة حقيقية للسلام فيجب عدم تفويتها، وهذا الموقف نابع من منطق الشعور بالمسؤولية». وتابع أن «كل ما كان يجري في المنطقة كان سببه احجام الولايات المتحدة وبعض القوى الأخرى الاقليمية عن السير في عملية السلام واعتمادها لمنطق القوة».
ويضيف: «توجد بوادر الآن أن الولايات المتحدة تفقد سيطرتها على كل ملفات الأزمة في المنطقة، وهي بالتالي تطلق عملية أنابوليس بهدف العودة الى الامساك بخيوط بعض هذه الملفات، وبالتالي اذا كان المجتمع الدولي والولايات المتحدة ضمنا تتجه نحو الحلول فنحن لدينا ثقة بنفسنا».
ويقول: «سبق وأن شاركنا في مفاوضات استمرت لعشر سنوات، وحين تبين أن العملية ليست مناسبة ولا تنسجم مع مواقفنا المبدئية لم نتابع السير بها، وبالتالي لدينا ثقة بالنفس وفي الوقت نفسه نريد أن نجرب هذه النوايا». ويعتبر التقي أن «الآلية التي ستطلقها أنابوليس، في ما لو نجحت في اطلاق عملية ما، فانها ستتحول الى ساحة صراع اضافية لساحات الصراع العربي - الاسرائيلي».
وتتسم المشاركة السورية في مؤتمر أنابوليس بالحذر، وربما انعكس هذا الأمر على مستوى التمثيل حيث يترأس الوفد السوري نائب وزير الخارجية فيصل المقداد، لكن هذا الأمر أعاده رئيس مركز الشرق للدراسات الاستراتيجية، الى «حالة تقنية ليست أكثر، فالمقداد قادر، وكفؤ، وصاحب خبرة في الولايات المتحدة»، على اعتبار أنه كان سفير سورية لدى الأمم المتحدة لفترة قريبة.
كما بدا لافتا قيام الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد باجراء اتصال هاتفي الأحد الماضي مع نظيره الأسد، مباشرة بعد اعلان دمشق نيتها المشاركة في المؤتمر، وهذا الخبر تم الاعلان عنه من طهران ولم تتطرق له دمشق، وفي هذا الخصوص يرفض التقي صحة التحليلات التي تذهب في اتجاه أن الدعوة قد وجهت الى سورية وتم ادراج ملف الجولان تمهيدا لاستئناف المحادثات على المسار السوري - الاسرائيلي بقصد ابعاد دمشق عن طهران. ويقول ان «من يعرف سورية يعرف أنها لن تفعل ذلك، وهي لا تضحي بأصدقائها ولا تشتري سمكا في الماء».
ويضيف: «في أكثر اللحظات التي كان فيها الحوار مفتوحا مع الولايات المتحدة، لم تضح سورية بعلاقاتها مع الاتحاد السوفياتي، بل وقعت اتفاقية الصداقة السورية السوفياتية في أعلى مراحل الحوار مع الولايات المتحدة، وبالتالي لا أرى أي تناقض بين قيام سورية بالدخول في مؤتمر أنابوليس واستمرار العلاقات مع ايران».
ويعتقد محللون سياسيون أن ملفات المنطقة عموما من العراق الى لبنان والسلام مع اسرائيل كلـُُها مترابطة، وربما تم توجيه الدعوة لدمشق في اطار صفقة متكاملة.
وعن هذه النقطة، يقول التقي ان «العراق لا تخرج أميركا منه لا باتفاق مع سورية ولا أي اتفاق آخر، وانما يحتاج الأمر الى عملية سياسية متكاملة بذات الشروط التي تجرى حاليا في أنابوليس وتشمل كل الفرقاء، وكل اللاعبين الدوليين والاقليميين ومن دون ذلك ستبقى المأساة العراقية مستمرة».
ورغم الموقف السوري السابق والمعلن، فان الكثيرَ من القيادات السياسية اللبنانية المناهضة لسورية، تعتقد جازمة أن مصير ملف انتخاب الرئيس اللبناني «مرتبط بشكل وثيق بنتائج مؤتمر أنابوليس».
يقول رئيس مركز الشرق للدراسات الاستراتيجية المقرب من وزارة الخارجية السورية سمير التقي، ان «مفهومنا تجاه هذا المؤتمر لا يزال يشكل بداية للتحضير لعملية السلام أو ربما لعملية ما»، ويضيف ان «أهم شيء كان بالنسبة لسورية هو ادراج قضية الجولان، والآن تم ادراج هذه القضية، لكن تقييمنا لعملية أنابوليس بكاملها يذهب في اتجاه اعتبارها أنها ليست بداية لعملية السلام وانما بداية التحضير لعملية السلام، ولذلك هي ستبقى من جهة مناسبة لأخذ الصور، لكنها قد تفتح الفرصة أمام التحضير لعملية أوسع تشكل عودة للمجتمع الدولي تجاه مناقشة قضية السلام في الشرق الأوسط».
وأعلنت دمشق خلال السنوات الثلاث الأخيرة، أكثر من مرة وحتى على لسان الرئيس بشار الأسد، استعدادها لاستئناف محادثات السلام، لكنها حملت الادارة الأميركية الحالية مسؤولية عدم استئناف هذه المفاوضات.
ويؤكد التقي ان «الشكوك، حسب رأيي، لا تزال قائمة لكن سورية تنطلق من منطلق اذا جنحوا للسلم فاجنح لها بمعنى أنه اذا كانت هناك فرصة حقيقية للسلام فيجب عدم تفويتها، وهذا الموقف نابع من منطق الشعور بالمسؤولية». وتابع أن «كل ما كان يجري في المنطقة كان سببه احجام الولايات المتحدة وبعض القوى الأخرى الاقليمية عن السير في عملية السلام واعتمادها لمنطق القوة».
ويضيف: «توجد بوادر الآن أن الولايات المتحدة تفقد سيطرتها على كل ملفات الأزمة في المنطقة، وهي بالتالي تطلق عملية أنابوليس بهدف العودة الى الامساك بخيوط بعض هذه الملفات، وبالتالي اذا كان المجتمع الدولي والولايات المتحدة ضمنا تتجه نحو الحلول فنحن لدينا ثقة بنفسنا».
ويقول: «سبق وأن شاركنا في مفاوضات استمرت لعشر سنوات، وحين تبين أن العملية ليست مناسبة ولا تنسجم مع مواقفنا المبدئية لم نتابع السير بها، وبالتالي لدينا ثقة بالنفس وفي الوقت نفسه نريد أن نجرب هذه النوايا». ويعتبر التقي أن «الآلية التي ستطلقها أنابوليس، في ما لو نجحت في اطلاق عملية ما، فانها ستتحول الى ساحة صراع اضافية لساحات الصراع العربي - الاسرائيلي».
وتتسم المشاركة السورية في مؤتمر أنابوليس بالحذر، وربما انعكس هذا الأمر على مستوى التمثيل حيث يترأس الوفد السوري نائب وزير الخارجية فيصل المقداد، لكن هذا الأمر أعاده رئيس مركز الشرق للدراسات الاستراتيجية، الى «حالة تقنية ليست أكثر، فالمقداد قادر، وكفؤ، وصاحب خبرة في الولايات المتحدة»، على اعتبار أنه كان سفير سورية لدى الأمم المتحدة لفترة قريبة.
كما بدا لافتا قيام الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد باجراء اتصال هاتفي الأحد الماضي مع نظيره الأسد، مباشرة بعد اعلان دمشق نيتها المشاركة في المؤتمر، وهذا الخبر تم الاعلان عنه من طهران ولم تتطرق له دمشق، وفي هذا الخصوص يرفض التقي صحة التحليلات التي تذهب في اتجاه أن الدعوة قد وجهت الى سورية وتم ادراج ملف الجولان تمهيدا لاستئناف المحادثات على المسار السوري - الاسرائيلي بقصد ابعاد دمشق عن طهران. ويقول ان «من يعرف سورية يعرف أنها لن تفعل ذلك، وهي لا تضحي بأصدقائها ولا تشتري سمكا في الماء».
ويضيف: «في أكثر اللحظات التي كان فيها الحوار مفتوحا مع الولايات المتحدة، لم تضح سورية بعلاقاتها مع الاتحاد السوفياتي، بل وقعت اتفاقية الصداقة السورية السوفياتية في أعلى مراحل الحوار مع الولايات المتحدة، وبالتالي لا أرى أي تناقض بين قيام سورية بالدخول في مؤتمر أنابوليس واستمرار العلاقات مع ايران».
ويعتقد محللون سياسيون أن ملفات المنطقة عموما من العراق الى لبنان والسلام مع اسرائيل كلـُُها مترابطة، وربما تم توجيه الدعوة لدمشق في اطار صفقة متكاملة.
وعن هذه النقطة، يقول التقي ان «العراق لا تخرج أميركا منه لا باتفاق مع سورية ولا أي اتفاق آخر، وانما يحتاج الأمر الى عملية سياسية متكاملة بذات الشروط التي تجرى حاليا في أنابوليس وتشمل كل الفرقاء، وكل اللاعبين الدوليين والاقليميين ومن دون ذلك ستبقى المأساة العراقية مستمرة».
ورغم الموقف السوري السابق والمعلن، فان الكثيرَ من القيادات السياسية اللبنانية المناهضة لسورية، تعتقد جازمة أن مصير ملف انتخاب الرئيس اللبناني «مرتبط بشكل وثيق بنتائج مؤتمر أنابوليس».