بوش: أنابوليس ليست سوى البداية والمهمة تتطلب تسويات صعبة

تصغير
تكبير

| القدس، القاهرة، طهران، الرياض - «الراي» |

افتتح الرئيس جورج بوش أمس، مؤتمر انابوليس بحضور ممثلين عن نحو خمسين بلدا، في جو من التشكيك في فرص نجاح هذا الجهد المتأخر نظرا للمعارضة التي يواجهها كل من رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وضعف موقفيهما وانقسام الاراضي الفلسطينية ومدى تعقيد القضايا عند مناقشة تفاصيلها مثل القدس وحدود الدولة الفلسطينية وعودة اللاجئين.

وأكد بوش (ا ف ب، رويترز، يو بي اي، د ب ا، كونا) في كلمة ألقاها في الجلسة الافتتاحية ان «الوقت مناسب حاليا للسلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين»، لكنه اقر بان «المهمة صعبة وان مؤتمر انابوليس ليس سوى بداية». وأضاف: «في ضوء التطورات الاخيرة اعتبر البعض ان الوقت ليس مناسبا لعقد السلام وأنا لا أوافق. اعتقد ان هذا الوقت مناسب تماما لبدء هذه المفاوضات».

وتابع ان «المهمة التي سنبدأها هنا في انابوليس ستكون صعبة، انها ليست سوى بداية عملية وليست نهايتها، وما زال هناك الكثير من العمل الذي يتعين انجازه».

وجمع بوش قبل افتتاح المؤتمر اولمرت وعباس، حسب ما افاد الوفد الفلسطيني. وخرج المسؤولون الثلاثة من المبنى الذي كانوا فيه لوقت قصير ليحيوا الصحافيين وبدا بوش محاطا بعباس الى يمينه واولمرت الى يساره.

وكان بوش دعا، وهو يشرب نخب المشاركين في مؤتمر انابوليس خلال عشاء في وزارة الخارجية في واشنطن، ليل أول من أمس، الجانبين الى القبول «بتسويات صعبة» من اجل السلام. واكد ان «التوصل الى اقامة دولة فلسطينية وتعيش بسلام مع اسرائيل يتطلب تسويات صعبة والاسرائيليون والفلسطينيون انتخبوا قادة مصممين على تحقيق ذلك».

وأكد مسؤول رفيع المستوى في الوفد الاسرائيلي انه تم التوصل مع الفلسطينيين الى «بيان مشترك» سيتم عرضه على المؤتمر، الأمر الذي أكد أحمد قريع كبير المفاوضيين الفلسطينيين لاحقاً.

وقال رئيس وفد المفاوضين الفلسطينيين احمد قريع: «ما زال هناك عمل يجب القيام به وجهود تبذل لكننا لم نتوصل حتى الآن الى اتفاق».

وادلى قريع بهذا التصريح بعد محادثات مع وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني بحضور وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس. وقال ان المناقشات ستتواصل من دون ان يوضح متى. ووصف مع ذلك لقاءه ليفني بانه كان «جيدا» لكنه اشار الى «صعوبات ما تزال قائمة».

وأكدت مصادر فلسطينية واسرائيلية ان مفاوضي الطرفين لم يتوصلوا الى اتفاق على وثيقة مشتركة رغم المفاوضات التي استمرت ليلا في واشنطن.

من ناحيتها، اعربت اللجنة الرباعية حول الشرق الاوسط عن «دعمها الكامل» لمؤتمر انابوليس في بيان صدر اثر اجتماعها، أول من أمس، في واشنطن.

وشارك في الاجتماع الذي عقد بمبادرة من رايس، اضافة اليها كل من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والامين العام للامم المتحدة بان كي مون والممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا الذين انضم اليهم ممثل اللجنة الرباعية الى الشرق الاوسط توني بلير.

وجاء في البيان ان ان اللجنة الرباعية «تشيد بالالتزام الذي عبر عنه القادة الاسرائيليون والفلسطينيون باطلاق مفاوضات ثنائية لقيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وتحقيق سلام».

وبعدما اشار البيان الى «الجهود» التي بذلها الاسرائيليون والفلسطينيون لاحترام تعهداتهم بموجب المرحلة الاولى من خريطة الطريق، التخلي عن العنف من قبل الفلسطينيين ووقف الاستيطان من قبل الاسرائيليين، اخذ قادة الرباعية علما بالدعم الدولي الواسع لمؤتمر انابوليس».

من جهته، طالب اولمرت، أول من أمس، الفلسطينيين بوقف اطلاق الصواريخ من قطاع غزة قبل تطبيق اي اتفاق للسلام يتم التوصل اليه. وقال للصحافيين: «نحن لا نميز بين الضفة الغربية وقطاع غزة. التزام الفلسطينيين مكافحة الارهاب يشمل غزة».

وتابع: «ان كنا نتكلم عن دولة فلسطينية تضم الضفة الغربية وقطاع غزة، لا يمكننا ان نستثني غزة من مسألة مكافحة الارهاب». واضاف: «هناك فرق بين رؤية الدولة الفلسطينية وتطبيق «اي اتفاق مستقبلي».

وتظاهر نحو عشرة آلاف مستوطن حسب المنظمين، بدعوة من «مجلس مستوطنات يهودا والسامرة (الضفة الغربية)»، ليل أول من أمس، في القدس ليدينوا مسبقا اي تنازل محتمل عن اراض في الضفة الغربية او القدس.

الى ذلك، قال وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل للصحافيين، اول من أمس: «لسنا هنا لاداء عمل مسرحي انما نحن هنا لعمل جاد لاحلال السلام ولسنا هنا لاعطاء انطباع بأن كل شيء على ما يرام». وتابع: «لن نفعل شيئا يشتت الانتباه عن جدية المناسبة (مثل) التصافح بالايدي لاعطاء انطباع عن شيء ليس موجودا».

وقال أولمرت مشيرا الى وزير الخارجية السعودي: «لن أمد يدي الى من لا يكون مستعدا لمصافحة شعب اسرائيل. لكني سعيد لحضوره».

واعتبر محللون سعوديون ان مشاركة المملكة في اجتماع انابوليس يظهر استعدادا عربيا لاقامة علاقات مع اسرائيل اذا ما انسحبت من الاراضي المحتلة، الا ان ذلك لا يعني استعداد الرياض للتطبيع.

وكان مصدر ديبلوماسي عربي قال ان «السعوديين اكدوا لواشنطن انهم لا يريدون اللقاء مع احد من الوفد الاسرائيلي لا بالمصادفة ولا بالترتيب لذلك اتفق ضمن الترتيبات البروتوكولية للمؤتمر على ان تدخل الوفود الى قاعة الاجتماع من ابواب مختلفة».

من جهته، قال عضو مجلس الشورى السعودي محمد آل زلفة ان «المملكة هي صاحبة المبادرة العربية للسلام التي تبنتها كل الدول العربية».

وعن الانتقادات الايرانية لحضور العرب مؤتمر انابوليس، لا سيما السعودية، قال آل زلفة انها «نوع من المزايدة».

في المقابل، قال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ان «الاجواء ايجابية» عشية اجتماع انابوليس «ستؤدي الى اعلان مشترك وجدول زمني للمفاوضات» بين اسرائيل والفلسطينيين.

وقال لصحافيين فرنسيين بعد عشاء نظم في مقر وزارة الخارجية الاميركية في واشنطن على شرف المشاركين في الاجتماع الدولي ان الوضع «ايجابي والاجواء جيدة». وتابع: «بدأت مسيرة طويلة نحو ولادة دولة فلسطينية (...) انه حدث مهم»، في اشارة الى اجتماع انابوليس.

من جانبه، صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في واشنطن ان روسيا مستعدة لتنظيم اجتماع في موسكو حول المسألة الاسرائيلية - الفلسطينية والمسارين السوري واللبناني من عملية السلام.

وفي تصريحات نقلتها «وكالة الانباء الروسية» (انترفاكس)، قال لافروف: «اذا كانت الاطراف، اعني اسرائيل وفلسطين والجامعة العربية، تؤيد ان تصبح موسكو مكانا لمتابعة العمل (الذي سيبدأ في انابوليس)، فسيسرنا استقبال الوفود وتأمين شروط العمل».

على صعيد مواز، اعتبر رئيس الوزراء الفلسطيني المقال اسماعيل هنية، امس، ان مشاركة الوفود العربية في مؤتمر انابوليس «تراجع خطير عن الممانعة»، مكررا ان «اي تنازلات يقدمها الوفد الفلسطيني لن تلزم شعبنا».

وتظاهر عشرات الاف الفلسطينيين، امس، تلبية لدعوة من حركتي «حماس» و«الجهاد الاسلامي» تعبيرا عن رفضهم لمؤتمر انابوليس وسط هتافات داعية الى عدم التخلي عن حق العودة. وفي طهران، اعتبر الناطق باسم الحكومة الايرانية غلام حسين الهام أن «مؤتمر أنابوليس التساومي، يدخل في نطاق الجهود الأميركية الداعمة لاسرائيل». وتابع: «واشنطن تريد اعادة ماء الوجه المهدور للكيان الصهيوني وان تخرجه من عزلته».


بيريس: «رسائل» بين اسرائيل وسورية وإيران سبب التمثيل العربي القوي

في انابوليس

القدس - ا ف ب - اعتبر الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس، امس، ان المشاركة الكبيرة للدول العربية في مؤتمر انابوليس للسلام سببها التهديد الذي تمثله ايران اليوم على الشرق الاوسط.

وقال للاذاعة خلال جولة في جنوب اسرائيل: «من الجوانب الملفتة لهذا المؤتمر المشاركة العربية القوية جدا حول طاولة واحدة» مع اسرائيل. واكد ان «ايران بسياستها المتشددة والمثيرة للخوف والتهديد هي السبب في ذلك».

واضاف ان «كثيرا من الاشخاص بدأوا يدركون ان الخطر لا يأتي من اسرائيل وانما من ايران. اسرائيل لا تهدد احدا».

من جهة اخرى، اشار الرئيس الاسرائيلي الى وجود «اتصالات ورسائل عدة» بين اسرائيل وسورية. وقال كما نقلت عنه النشرة الالكترونية لصحيفة «يديعوت احرونوت»: «هناك اتصالات، وهناك رسائل عدة (متبادلة)»».

واشار الى مسألة وجود «الارهابي» خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» في دمشق التي يرى انها عقبة امام فتح مفاوضات محتملة بين البلدين.

وقال: «اذا كانت سورية تريد ان نجري مفاوضات فانها ليست بداية طيبة. لكن مشاركتها (في انابوليس) شيء جيد».


أسماء المشاركين في المؤتمر


أنابوليس (ميريلاند) - رويترز - في ما يلي قائمة بأسماء المشاركين في مؤتمر الشرق الاوسط الذي تستضيفه الولايات المتحدة في انابوليس كما قدمتها الدول والمنظمات المشاركة الى وزارة الخارجية الاميركية.

رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الرئيس جورج بوش، مفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي بنيتا فيريرو فالدنر، منسق السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا، وزير الخارجية البرتغالي لويس امادو ممثلا للبرتغال التي تشغل الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، مبعوث لجنة الوساطة الرباعية للسلام في الشرق الاوسط توني بلير، وزير الدولة الجزائري للشؤون الخارجية مراد مدلسي، وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد ال خليفة، وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط،

 وزير الخارجية الاردني صلاح الدين البشير، وزير الثقافة اللبناني طارق متري، وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي الطيب الفاسي الفهري، وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية أحمد عبد الله المحمود، وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، السفير السوداني جون اكويغ، نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، وزير الشؤون الخارجية التونسي عبد الوهاب عبد الله، وزير الخارجية اليمني ووزير شؤون المغتربين أبو بكر القربي، الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، وزير الشؤون الخارجية الكندي مكسيم برنييه، وزير الشؤون الخارجية الصيني يانغ جيه تشي، وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير، وزير الشؤون الخارجية الايطالي ماسيمو داليما، مبعوث اليابان الخاص للشرق الاوسط تاتسو اريما، وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند، وزير العلاقات الخارجية البرازيلي سيلسو اموريم، وزير الشؤون الخارجية الدنماركي بير شتيغ مولر، وزيرة الخارجية اليونانية دورا باكويانيس، وزير العلوم والتكنولوجيا وتنمية المحيطات الهندي قابيل سيبال، وزير الشؤون الخارجية الاندونيسي حسن ويراجودا، وزير الشؤون الخارجية الماليزي سيد حامد البر، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الموريتاني محمد السالك ولد محمد الامين، وكيل وزير الخارجية المكسيكي لوردز اراندا، وزير الشؤون الاوروبية الهولندي فرانس تيمرمانس، وزير الخارجية النرويجي يوناس غار شتور، الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي أكمل الدين احسان اوغلو، الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي، وزير الخارجية الباكستاني رياض محمد خان، وزير الشؤون الخارجية البولندي راديك سيكورسكي، وزير الشؤون الخارجية السنغالي شيخ تيدياني جاديو، وزير الشؤون الخارجية السلوفيني ديميتري روبيل، وزيرة الخارجية في جنوب افريقيا نكوسازانا دلاميني زوما، وزير الخارجية الاسباني ميجيل انخيل موراتينوس، وزير الشؤون الخارجية السويدي كارل بيلت، وزير الخارجية التركي علي باباجان، وزير الشؤون الخارجية الاماراتي عبد الله بن زايد، نائب وزير الشؤون الخارجية في الفاتيكان والمبعوث الخاص بيترو بارولين، وزيرة الخارجية النمسوية اورسولا بلاسنيك. - مراقبون: مدير صندوق النقد الدولي دومينيك شتراوس كان، ورئيس البنك الدولي روبرت زوليك.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي