تبطين إعلامي...

تصغير
تكبير
نتنفس الصعداء.... عندما يكون الترويج الإعلامي بهذه الصوره المريرة عند البعض باستغلال الظروف القاهرة للبشر لصالحهم... وكسب أكبر شريحة من المشاهدين لمشاهدة برامجهم التعيسة المغلفة بغلاف تزيفي رحيم وبمساعدة المحتاجين وسط ذهول المشاهدين وتعاطفهم مع الضحية وتمجيد أصحاب الكرم المزيف وانكسار الضحية التام.

فالفئة المحتاجة ضعفاء لا يملكون باليد حيله.

في بعض الأحيان الضعف النفسي والمادي يقهران الإنسان ويجعلانه يقبل بأي شيء!

ولكم أن تتخيلوا بعد الانكسار التام للضحية... تنهل الدعايات الإعلامية بمبلغ ضخم لصالح القناة والبرنامج الرحيم! فهي لا تقل بعيني عن عقار الموت الرحيم... عقار يبتلعه المقهور ليرتاح إليّ عالم الآخرة في غضون دقائق.

وهنا الضحية في برنامجنا الرحيم يبتلع عقار الحياة والموت المجتمعي.

فعلا شيء تقشعر له الأبدان.

فبين الخطأ والصواب خيط رفيع وهو الإدراك... والإنسان ذو الإحساس هو من يدرك هذا الشيء!

السؤال الآن

للقلوب المتحجرة

ما معني لدموع بنت محتاجة تعيل عائلتها... وهي بأمس الحاجة المادية

تذكر معاناتها أمام الملأ؟!

... حتي تتفاجأ بانهيار تام بسداد كل ما عليها وسط دموعها البالية الحارقة لو سقطت دمعة واحدة على جبل لانهار للقساة والتي تفوق قلوبكم الحجارة، والتي أنستكم الأموال الراحلة من أنتم وإلى أين راحلون فيما بعد؟! فالموت لا يطرق الأبواب أبداً.

ذكر رب العالمين بنص صريح

«ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ»... (74)

... ما المقصود من كل هذا... إذا أردتم فعلا حث الآخرين علي فعل الخير... وإذا كان فعلا هذا مقصدكم الفعلي هو ترغيب الآخرين على مساعدة الفقراء والمحتاجين.

... اخفوا شخصية الضحية بالتقنيات الحديثة... ولكن أن تتم المساعدات بهذه الطريقة العلنية المخجلة للذات فهذا أمر قاهر بالفعل.

اسألوا علماء الدين كيف تتم الصدقات سرا وجهرا والظروف والأحوال التي بها يجب بها أن تتم.

يقول

وليم شكسبير:

«لا يكفي أن تساعد الضعيف... بل ينبغي أن تدعمه».

وليم شكسبير كاتب وشاعر إنكليزي... وضح الإستراتيجية الفعلية في كيفية دعم الضعيف... فالدعم لا يكون دعما ماديا بحتا!

ولكن الإحسان الفعلي يجب أن يكون ذا دعم نفسي أيضاً في مساندتهم مادياً ونفسياً لمواجهة أعباء الحياة الصارمة.

والآن بعد كل هذه الزركشة الإعلامية كيف سيواجة هؤلاء الضعفاء مجتمعهم ونحن في مجتمع إسلامي له ثقافته الخاصة فيه تحت منظومة العادات والتقاليد.... بعد إنكسارهم وتحطيمهم نفسيا أم أصبح التقليد الأعمى للمجتمعات الأخرى هي السمة الإعلامية عند البعض ضاربين بذلك كل شيء عرض الحائط....

فمنهم من يستخدم العنف الفكاهي والصدقة المزركشة... الخ

إنني علي يقين أن من يروجون هذا الفكر على يقين تام بالصواب، والخطأ ولكن الكسب المادي أقهر ضمائرهم في مستنقع الثراء السريع.

* كاتبة استشارية مصرية
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي