«لدينا معتقلون من حماس وفتح... لكن لا نعتقل على خلفية فكرية»

فياض: مفهوم أنابوليس صحيح لكن التنفيذ «زفت» ولا أستبعد أن يجتاح الإسرائيليون أي مدينة فلسطينية

تصغير
تكبير
| القدس - من محمد أبو خضير |
صرح رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، بانه «إذا كان الإسرائيليون يبحثون عن شريك فلسطيني لتجميل الاحتلال فلن يجدوا فلسطينيا واحدا يقبل بذلك ولو بعد ألف سنة».
وقال فياض خلال لقاء مع كتاب الأعمدة ومحرري الصحف في مقر رئاسة الوزراء في رام الله، انه «منذ مؤتمر كامب ديفيد عام 2000 الى اليوم، هناك 100 الف مستوطن جديد في الأراضي الفلسطينية المحتلة»، مؤكداً انه «لا يوجد مسؤول إسرائيلي او مرشح عشية الانتخابات الإسرائيلية لديه الجرأة لان يقول، يجب وقف الاستيطان».

وقال في رد على سؤال لـ «الراي» عن الحوار: «بالإمكان ان نتوجه الى القاهرة ليومين في حوار ما، وفي اعتقادي لا تحل الأمور بهذه الطريقة وليس صحيحا ان حماس لم تتوجه الى الحوار بسبب الاعتقالات»، مشيراً الى ان «القضية بحاجة الى حل جذري واضح وصريح لا غموض ولا مغمغة».
وتابع ان السؤال الجوهري والنقطة المهمة «هل السلطة بيت لكل الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة ام لا؟ والنقطة المهمة أن السلطة ليست طرفاً ولا ينبغي ان تكون في الحوار، لان لا شراكة في السلطة، لانها سلطة شرعية واحدة وسلاح شرعي واحد».
واضاف: «لدينا انقلاب، قلتها في كل المناسبات وأعيدها أمامكم، في يونيو 2006 كان هناك انقلاب من قبل حماس، ليس في غزة فقط وانما في الضفة الغربية ايضا، ولان حركة حماس في الضفة الغربية لم تنف ولم تصرح علانية بانها ليست طرفا في هذا الانقلاب، نعمل لمنع تكرار ما حدث في غزة، في الضفة. هذا هو تشخيصي وعلى أساسه اعمل»، مؤكداً أن «حماس تنظم مناوئ للسلطة وأتعامل مع هذه الحركة على هذا الأساس».
واكد فياض: «انا لا أفاوض حماس نيابة عن الإسرائيليين، ولا علاقة لعملنا ببرنامج حركة حماس ولا يوجد لدينا معتقلون سياسيون، ولا نعتقل على خلفية فكرية... هذا حماس او يحمل فكر حماس، لا». واضاف: «لدينا معتقلون من حماس ومن فتح وفصائل اخرى من كل الاجناس والألوان السياسية، منها على خلفية التجار بالسلاح وبيع وغيرها».
وأوضح: «بخصوص الخطة الأمنية الفلسطينية التي تنفذ، لن أعطي حركة انقلبت على السلطة فيتو على تحركاتي الأمنية وفتح البلاد على المجهول»، مشيراً الى انه «كان لدى حركة حماس القدرة على الانقلاب في العام 2006».
ورداً على ما ينشر من عمليات تعذيب للمعتقلين، اكد: «نلتزم حسن التعامل مع جميع المعتقلين ولا نقبل أي تجاوز أو توجيه إهانة، ونحن لا نريد ان نؤسس لثقافة الحق والكراهية».
وحول نشر الصحف الإسرائيلية اخيراً تفاصيل جلسة لضباط الأمن الفلسطيني مع الضباط الإسرائيليين، تفاخر فيه الفلسطينيون باعتقال وإغلاق مؤسسات «حماس» في الضفة، عبر فياض عن رفضه لذلك، وقال: «هذا تجاوز لا أدافع عنه. لدينا مشكلة كبيرة ولا احد يتحمل تبعات هذه السياسة مثلي».
وكشف ان قوات الأمن نفذت ثلاث حملات أمنية في 26 اغسطس الماضي من دون إبلاغ الإسرائيليين من اجل تقييم الأمور والعمل. ولم يستبعد ان يجتاح الجيش الإسرائيلي أي مدينة فلسطينية في الضفة او غزة.
وعن الانتخابات الأميركية، قال انه يتوقع من الرئيس الجديد باراك اوباما، الا ينتظر فترة طويلة كما فعل الرئيس جورج بوش حتى ينخرط ويهتم شخصياً بعملية السلام في المنطقة. واضاف: «لا أتوقع الا يكترث اوباما كما فعل بوش اول سنة ونصف السنة بما يجري في فلسطين»، مؤكداً أن مؤتمر «انا بوليس كمفهوم، فيه حل للمشكلة السياسية والمفهوم صحيح، لكن التنفيذ زفت».
وقال فياض «ان الحل القائم على أساس حل الدولتين في حدود عام 1967 يترنح ويتعرض لخطر الانهيار تحت وطأة 170 مستوطنة، وما يقرب من نصف مليون مستوطن، والوقت آخذ في النفاد في شأن هذا الحل مع كل طوبة توضع في منزل أحد المستوطنين أو طريق يُمَهد لهم، كما مع كل شريحة إسمنتية يبنى فيه جدار الفصل العنصري الذي يسير ويتمدد كالأفعى في الضفة الغربية والقدس المحتلة، وتتلاشى مع ذلك كله امكانية أن نتقاسم القطعة أو نفيها من الأرض».
وتابع: «سيأتي اليوم الذي سينهار فيه حل الدولتين، وسنواجه حينها صراعاً على غرار ما جرى في جنوب أفريقيا من أجل المساواة في حق التصويت». لكنه اكد، «ومع ذلك ما زال يحدوني الأمل بأن، ومن خلال المفاوضات، يمكننا التوصل الى حل واتفاق سلام دائم أساسه حل الدولتين على حدود عام 1967، إن هذا الأمر يتطلب منا أن نعيد لمفهوم حل الدولتين وزنه واعتباره ومصداقيته».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي