طيران

التصميم وراحة المسافرين

No Image
تصغير
تكبير
يَسْتَقلُ آلاف الركاب من منطقة الشرق الأوسط، العديد الرحلات المتجهة إلى مئات الوجهات التي تسيّرها شركات الطيران الإقليمية يوميّاً.

وبالنسبة لبعض الركاب، فإنَّ تجربةَ السفرِ لا توفّر أي شيءٍ إضافي، بينما قد تتسبب بالإرهاق واختلافُ التوقيتِ وتأخّرِ الرحلات بالإضافة إلى السفر لمسافات طويلة.


أما بالنسبة للبعض الآخر، سيقومون بدفع سعر التذكرة ويستمتعون بالسفر.

ما الذي يجعل من رحلات الطيران أمراً لا ينسى؟ هل هي المقاعد المريحة، أم جودة الخدمة أم أساليب الترفيه أثناء الرحلات؟ منذ بدايات السفر بالطائرة، لم تشهد توقعات المسافرين تغيراً يذكر، وشملت معظمها عوامل مثل السلامة والراحة في المقصورة، والخدمات أثناء الرحلة.

ومع وصول السفر بالطائرة إلى مستويات غير مسبوقة من السلامة، وضعت شركات الطيران في منطقة الشرق الأوسط، سقفاً مرتفعاً لجودة الخدمة والمعايير الخاصة بمقصورة الطائرة.

وكانت هناك حاجة إلى قيام مصنعي الطائرات بإثراء تجربة السفر عبر الطائرة، ولم يكن ذلك متعلقاً ببناء طائرات أكبر، بل بتصميم طائرات أفضل، تعتمد على الابتكار والاهتمام بالتفاصيل، لتحسين تجربة السفر بشكل حقيقي.

فكر بآخر رحلة قمت بها، هل شعرت بالراحة بعد المشي في ممر الطائرة والجلوس على مقعدك؟ هل جلست براحة على مقعدك ونظرت إلى المقصورة الفسيحة من حولك بدلاً من الجلوس بقلق في الصف الخاص بك والشعور بالخوف طوال فترة الرحلة التي تمتد لساعات؟ وعندما وصلت إلى وجهتك، هل شعرت بتعب أقل وتأخير أكثر مما توقعت؟

إذا كان جوابك على جميع هذه الأسئلة هو «نعم»، فمن المرجح أنك سافرت على متن طائرة «بوينغ 787 دريملاينر»، بتصميمها الداخلي المتميز.

ولقد كان الشعور الذي انتابك بالراحة عندما دخلت إلى الطائرة، نابعاً من استخدام أسلوب معماري قديمٍ، يتم تطبيقه في بناء المزارات الدينية ومنشآت الضيافة الحديثة.

وبعد الاصطفاف في جسر يشبه النفق، جرى تصميم مدخل الطائرة خصيصاً لمنح الركاب شعوراً نفسياً بالراحة، والرحابة عند الدخول إلى الطائرة.

وجاء شعورك بالراحة والرحابة نتيجة للمقصورة العريضة والنوافذ الأكبر حجماً في تاريخ الطيران، والجدران الجانبية المنحوتة لإعطاء لمسة جمالية إضافية، وأماكن التخزين العلوية الفسيحة التي لا تُفتح بشكل غير مريح فوق المقاعد، بل يتم طيها بدلاً من ذلك في السقف والجدران.

وتم تصميم المزلاج الموجود على أماكن التخزين، بعناية ليعمل بسهولة سواء كان الراكب يسحبها أو يدفعها، لتفتح بحرص وفي توقيت تمت دراسته بعناية.

ويتماشى خفض الارتفاع العمودي للمقصورة، مع ما تعود جسمك عليه فوق الأرض، وإضاءة المقصورة التي جرى تصميمها لراحة الركاب لتنبعث منها أضواء تسهم في توفير أجواء من الهدوء بألوان تختارها شركة الطيران وتعتمد على درجة الإضاءة الخارجية، تسهم في تقليل شعورك بالإرهاق والأعراض المرتبطة باختلاف التوقيت وتأخر رحلات الطيران.

ورغم أن المسافرين يعتبرون العديد من هذه الميزات أمراً مفروغاً منه، فإن كل عنصر من عناصر تصميم المقصورة، مهما كان يبدو صغيراً، جرى تصميمه بعناية لتحقيق راحة الركاب، وتحسين مستوى الرفاهية الذي يشعرون به أثناء الرحلات.

فقد جرى دراسة كل جانب من هذه الجوانب بدقة متناهية، من خلال استخدام الخبرة والعلم وردود فعل الركاب والتطبيقات العملية، بهدف تحسين تجربة المسافرين بشكل عام.

ومن خلال التركيز على التفاصيل المهمة لراحة المسافرين ورفاهيتهم، نسعى دائماً إلى تحسين رحلة الأشخاص الذين يسافرون على متن طائراتنا.

وعندما تضع طائرات مثل «دريملاينر» و«777 إكس» معايير جديدة لراحة الركاب، فإن هذه الإنجازات تتحقق بالكامل من خلال التصميم.

* مدير إستراتيجية التمييز في «بوينغ» للطائرات التجارية
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي