هو أبلغ الرئيس المنتخب أن «لا بد من أن يأخذ كل بلد في الاعتبار ما يثير قلق البلد الآخر»
رايس ولافروف حاولا ترميم العلاقات المتعثرة وأوباما ومدفيديف اتفقا على «لقاء قريب»
أوباما وزوجته ميشيل خارج احد مطاعم شيكاغو بعد تناولهما العشاء ليل اول من امس (ا ب)
فيينا، واشنطن، شرم الشيخ، بكين - د ب ا، ا ف ب - انتاب زعماء شرق اوروبا شعور بالسعادة ازاء تعهد باراك أوباما بـ « فجر جديد» للقيادة الاميركية، كما كالوا المديح للرئيس المنتخب، وان تساءل بعضهم عن مدى حزمه تجاه روسيا.
وفي المقابل، وفيما حاولت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ونظيرها الروسي سيرغي لافروف، اول من امس، ترميم العلاقات المتعثرة، ابلغ الرئيس الصيني هو جينتاو، أوباما، في اتصال هاتفي، ان «لا بد من ان يأخذ كل بلد في الاعتبار ما يثير قلق البلد الآخر».
فمن منطقة البلطيق إلى بلغاريا، تتطلع المنطقة الشيوعية السابقة، التي وفرت بعض اشد الحلفاء الاوروبيين اخلاصا للرئيس جورج بوش، إلى تمتين علاقاتها الوثيقة مع واشنطن في ظل قيادة أوباما.
وصرح وزير الخارجية التشيكي كاريل شوارزنبرغ، الاربعاء الماضي، «باراك أوباما يواجه الان مهاما عضال، لكن يحدوني الامل في حيوية شبابه».
وفي بولندا، وهي على غرار جمهورية التشيك ترتبط بعلاقات مع الولايات المتحدة تعود لعقود من الزمان، قال وزير خارجيتها رادك سيكورسكي انه سعيد بان الاميركيين استعادوا نظرتهم الطيبة لأنفسهم مرة أخرى.
وعن صعود أوباما لسدة الحكم، قال المسؤول البولندي، «ان ما حدث يبدو خياليا. إن ذلك يفتح صفحة جديدة في تاريخ الاميركيين ويجعلهم يشعرون مجددا بالفخر كونهم اميركيين».
وسرعان ما بلغت التوقعات والامال عنان السماء. وأوضح قادة دول البلطيق بجلاء أنهم يتوقعون أن يقف أوباما في وجه روسيا. وأعربت كلا من البانيا وكرواتيا - وهما دولتان من منطقة البلقان تتجهان للانضمام لحلف شمال الاطلسي - عن حماسهما لقدرات أوباما القيادية وتحليه بروح الزعامة.
كما أعربت كوسوفو - التي تأكد استقلالها عن صربيا عبر المساندة الاميركية - عن سعادتها. وعن أوباما، قال رئيس كوسوفو فاتيمير سيديو «إنه أهم رجل على الاطلاق في العالم»، مضيفا انه يعول على الدعم الاميركي لبلده الناشئ الفقير ذي النسيج العرقي الهش.
وأعلنت بلغاريا ورومانيا، عضوتا الجناح الجنوبي الشرقي في الاطلسي، عن رغبتهما في دعم المشاركة الاستراتيجية مع واشنطن. وصار البلدان بين الشركاء العسكريين الرئيسيين لواشنطن منذ هجمات 11 سبتمبر 2001.
وحتى السياسيون الصرب الذين يتوقون لانهاء العزلة التي فرضت على بلادهم جراء دور بلغراد في حروب البلقان في التسعينات، يأملون في تحسن العلاقات مع واشنطن فور تولي أوباما الحكم في 20 يناير المقبل.
وتبدو الحكومات بطول المنطقة وعرضها، والامل يحدوها في طراز جديد للقيادة الاميركية يجسده رئيس لا تمقته الغالبية من أبناء وطنه.
وكان قسم كبير من أبناء وسط أوروبا وشرقها يميلون بدرجة كبيرة إلى أوباما الديموقراطي، في انتخابات الثلاثاء الماضي ويؤثرونه على منافسه المحافظ كبير السن الجمهوري جون ماكين.
ومن بين القضايا الرئيسية التي سيواجهها أوباما في بولندا والتشيك، نظام الدرع الصاروخية الذي وافقت كلتا الحكومتان هذا العام على السماح للبنتاغون بنصبها. وستمثل الدرع باكورة القواعد العسكرية الاميركية في دول الكتلة السوفياتية السابقة.
وفي واشنطن، أعلن مكتب الرئيس المنتخب ان أوباما ليس لديه التزام بإقامة درع صاروخية في شرق أوروبا.
وجاء بيان مستشار أوباما للسياسة الخارجية دنيس ماكدونوف، في أعقاب تنافس روسيا وبولندا، في لفت انتباه الإدارة الأميركية المنتظرة في شأن النظام الصاروخي المثير للجدل. وترى روسيا في الدرع المقترحة، تهديدا لامنها ونطاق نفوذها السابق في شرق اوروبا.
وأعلن الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف بعد يوم من فوز أوباما بالانتخابات الرئاسية، أن موسكو ستنشر صواريخ «إسكندر» قصيرة المدى في جيب كالينينغراد المتاخمة لبولندا في خطوة مضادة.
وذكرت «وكالة بلومبرغ للأنباء»، أن الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي أجرى مناقشات مع أوباما الجمعة، وذكر على موقعه الإلكتروني ان أوباما أكد له «أن مشروع الدرع المضادة للصواريخ سيستمر».
وقال ماكدونوف في بيان صادر عن مكتب أوباما، إن موقف الرئيس المنتخب «كما كان خلال الحملة الانتخابية، وهو أنه يدعم نشر نظام الدفاع الصاروخي عندما يتأكد ان هذه التكنولوجيا تعمل بفعالية». وأضاف: «أثار الرئيس كاتشينسكي (مسألة) الدفاع الصاروخي، لكن الرئيس المنتخب أوباما لم يقدم التزاما في شأنه».
وتابع إن أوباما أجرى «حواراً جيدا» مع كاتشينسكي ورئيس الوزراء دونالد تاسك في شأن «التحالف الأميركي-البولندي المهم».
وكانت الولايات المتحدة وقعت اتفاقا مع الحكومة البولندية في أغسطس الماضي لتحديث الجيش مقابل نشر 10 صواريخ اعتراضية على أراضيها.
وفي شرم الشيخ، قال الناطق باسم الخارجية الاميركية شون ماكورماك، ان رايس ولافروف عقدا اجتماعا مغلقا «استمر نحو ساعة و20 دقيقة» في احد فنادق شرم الشيخ، حيث شاركا في اجتماع للجنة الرباعية للشرق الاوسط، امس.
وعقد هذا اللقاء الذي تميز بطول مدته الاستثنائية، بالنسبة الى رايس التي تحتسب لقاءاتها بالدقائق، في اطار من التوتر الشديد بسبب العملية العسكرية الروسية في منطقة اوسيتيا الجنوبية الانفصالية خلال الصيف ومشروع نشر الدرع الصاروخية في شرق اوروبا.
واضاف الناطق، «سأصف اللقاء بأنه جيد ومثمر». وقال، «انهما تحدثا عن مجموعة واسعة من المواضيع في اطار اعلان سوتشي».
ففي نهاية لقاء عقد في ابريل في جنوب روسيا، اصدر الرئيسان جورج بوش وفلاديمير بوتين «اعلانا من اجل اطار استراتيجي» تضمن مراجعة لعلاقاتهما ورسم خريطة طريق لخلفيهما.
ومنذ ذلك الحين، سلم بوتين، مدفيديف الرئاسة، على ان يسلمها بوش الى أوباما في 20 يناير المقبل.
ولاحظ ماكورماك ان «الوثيقة تعترف بأن خلافات ستنشأ بين البلدين على بعض المواضيع، لكنها تظهر المجالات التي يمكن ان يتعاون البلدان في شأنها». واعلن ان الوزيرين تطرقا ايضا الى معاهدة خفض الاسلحة الاستراتيجية (ستارت) والدرع المضادة للصواريخ.
وذكر بأن المفاوض الاميركي جون رود سيلتقي نظيره الروسي سيرغي ريابكوف في الاسابيع المقبلة، وفي موسكو على الارجح، لمناقشة الاقتراحات الجديدة التي قدمتها واشنطن حول الدرع المضادة للصواريخ والتي لم يكشف مضمونها بعد.
واعلن الكرملين ان مدفيديف وأوباما اتفقا خلال لقاء هاتفي السبت، على الالتقاء «قريبا» لمناقشة العلاقات المتوترة جدا بين القوتين الكبريين. وقال لافروف ان اللقاء يمكن ان يعقد في 15 نوفمبر على هامش قمة مجموعة الـ 20 في واشنطن حول الازمة المالية.
واكد ان موسكو ترغب في التفاوض مع أوباما في شأن خطة الدفاع الصاروخي. واضاف، «اعتقد أن بامكاننا إجراء مناقشات مستفيضة حول هذه المسألة في نهاية العام».
واوضح الناطق الاميركي ان رايس ولافروف خصصا الجزء الاكبر من لقائهما لمستقبل عملية السلام الاسرائيلية - الفلسطينية، وتطرقا الى المفاوضات السداسية حول البرامج النووية الكورية الشمالية والايرانية التي تشارك فيها روسيا. واضاف ماكورماك، «انهما كررا موقفيهما من الموضوع الجورجي»، وهذه صيغة ديبلوماسية تعني ان جهود الطرفين اخفقت في التوصل الى توافق.
وفي بكين، ذكرت «وكالة شينخوا للانباء»، امس، ان هو وأوباما بحثا في سلسلة من القضايا منها الازمة المالية العالمية الحالية، وتطرقا الى امكانية تعزيز علاقات بلديهما مستقبلا. وتابعت ان الرئيس «هو لفت الى ان منذ قيام العلاقات الديبلوماسية بين البلدين قبل 30 عاما، استمرت العلاقات الثنائية في شكل عام في التطور رغم تراجعها» في بعض الاحيان.
واضاف الرئيس الصيني: «يجب على الصين والولايات المتحدة ان يحترم كل منهما الآخر وان يأخذ في الاعتبار ما يثير قلق البلد الآخر وان يحلا بالطريقة المناسبة المسائل الحساسة بين البلدين لا سيما مسألة تايوان».
وكانت الصين دعت أوباما الخميس، الى عدم دعم استقلال تايوان، مشددة على ان هذه المسألة تعد اساسية لقيام علاقات جيدة بين بكين وواشنطن.
وحسب «شينخوا»، اكد الرئيس المنتخب خلال الاتصال الهاتفي، ان الصين دولة «كبرى». واضاف، حسب الوكالة الصينية، ان «في الوضع السياسي الدولي الراهن، فان العلاقات الاميركية - الصينية ذات اهمية كبرى. ان تطور العلاقات لا يصب في مصلحة البلدين فحسب وانما يستفيد منه ايضا العالم اجمع».
كما بحث الرئيسان «مسائل دولية ذات اهتمام مشترك» مثل الامن والتغير المناخي. وقال الرئيس الصيني لنظيره الاميركي المنتخب، ان «الصين والولايات المتحدة بصفتهما اكبر دولة نامية واكبر دولة متطورة، لديهما العديد من المصالح المشتركة في المسائل المتعلقة بالسلام والتنمية في العالم».
واضافت «شينخوا»، ان الرئيس الصيني ابلغا أوباما ان المجتمع الدولي يجب ان يوحد جهوده في سبيل مواجهة الازمة المالية العالمية ومن اجل «اطلاق الاصلاحات اللازمة في النظام المالي العالمي».
وشكر هو، لأوباما اعترافه خلال حملته الانتخابية الرئاسية باهمية العلاقات بين الولايات المتحدة والصين. وكان أوباما انتقد خلال حملته الانتخابية الرئاسية السياسة التجارية للصين، لكن ليس بحدة.
ويقول خبراء، ان العلاقات بين بكين وادارة أوباما يجب ان تكون جيدة، نظرا لحاجة واشنطن الى التعاون مع الصين، التي تزداد قوتها يوما بعد يوم، في مواجهة الازمة المالية العالمية.
ومن حيث المبدأ، يفضل النظام الشيوعي الصيني، ان تكون الادارة الاميركية جمهورية وليس ديموقراطية، لانه يعتبر ان العلاقات التي تربط بين الديموقراطيين والنقابات، تجعل الادارة الديموقراطية اكثر عداء للسياسات التجارية الصينية التي تزيد نسبة البطالة في الولايات المتحدة.
وكان الرئيس الصيني ارسل الى أوباما اثر انتخابه تهنئة خطية.
وفي المقابل، وفيما حاولت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ونظيرها الروسي سيرغي لافروف، اول من امس، ترميم العلاقات المتعثرة، ابلغ الرئيس الصيني هو جينتاو، أوباما، في اتصال هاتفي، ان «لا بد من ان يأخذ كل بلد في الاعتبار ما يثير قلق البلد الآخر».
فمن منطقة البلطيق إلى بلغاريا، تتطلع المنطقة الشيوعية السابقة، التي وفرت بعض اشد الحلفاء الاوروبيين اخلاصا للرئيس جورج بوش، إلى تمتين علاقاتها الوثيقة مع واشنطن في ظل قيادة أوباما.
وصرح وزير الخارجية التشيكي كاريل شوارزنبرغ، الاربعاء الماضي، «باراك أوباما يواجه الان مهاما عضال، لكن يحدوني الامل في حيوية شبابه».
وفي بولندا، وهي على غرار جمهورية التشيك ترتبط بعلاقات مع الولايات المتحدة تعود لعقود من الزمان، قال وزير خارجيتها رادك سيكورسكي انه سعيد بان الاميركيين استعادوا نظرتهم الطيبة لأنفسهم مرة أخرى.
وعن صعود أوباما لسدة الحكم، قال المسؤول البولندي، «ان ما حدث يبدو خياليا. إن ذلك يفتح صفحة جديدة في تاريخ الاميركيين ويجعلهم يشعرون مجددا بالفخر كونهم اميركيين».
وسرعان ما بلغت التوقعات والامال عنان السماء. وأوضح قادة دول البلطيق بجلاء أنهم يتوقعون أن يقف أوباما في وجه روسيا. وأعربت كلا من البانيا وكرواتيا - وهما دولتان من منطقة البلقان تتجهان للانضمام لحلف شمال الاطلسي - عن حماسهما لقدرات أوباما القيادية وتحليه بروح الزعامة.
كما أعربت كوسوفو - التي تأكد استقلالها عن صربيا عبر المساندة الاميركية - عن سعادتها. وعن أوباما، قال رئيس كوسوفو فاتيمير سيديو «إنه أهم رجل على الاطلاق في العالم»، مضيفا انه يعول على الدعم الاميركي لبلده الناشئ الفقير ذي النسيج العرقي الهش.
وأعلنت بلغاريا ورومانيا، عضوتا الجناح الجنوبي الشرقي في الاطلسي، عن رغبتهما في دعم المشاركة الاستراتيجية مع واشنطن. وصار البلدان بين الشركاء العسكريين الرئيسيين لواشنطن منذ هجمات 11 سبتمبر 2001.
وحتى السياسيون الصرب الذين يتوقون لانهاء العزلة التي فرضت على بلادهم جراء دور بلغراد في حروب البلقان في التسعينات، يأملون في تحسن العلاقات مع واشنطن فور تولي أوباما الحكم في 20 يناير المقبل.
وتبدو الحكومات بطول المنطقة وعرضها، والامل يحدوها في طراز جديد للقيادة الاميركية يجسده رئيس لا تمقته الغالبية من أبناء وطنه.
وكان قسم كبير من أبناء وسط أوروبا وشرقها يميلون بدرجة كبيرة إلى أوباما الديموقراطي، في انتخابات الثلاثاء الماضي ويؤثرونه على منافسه المحافظ كبير السن الجمهوري جون ماكين.
ومن بين القضايا الرئيسية التي سيواجهها أوباما في بولندا والتشيك، نظام الدرع الصاروخية الذي وافقت كلتا الحكومتان هذا العام على السماح للبنتاغون بنصبها. وستمثل الدرع باكورة القواعد العسكرية الاميركية في دول الكتلة السوفياتية السابقة.
وفي واشنطن، أعلن مكتب الرئيس المنتخب ان أوباما ليس لديه التزام بإقامة درع صاروخية في شرق أوروبا.
وجاء بيان مستشار أوباما للسياسة الخارجية دنيس ماكدونوف، في أعقاب تنافس روسيا وبولندا، في لفت انتباه الإدارة الأميركية المنتظرة في شأن النظام الصاروخي المثير للجدل. وترى روسيا في الدرع المقترحة، تهديدا لامنها ونطاق نفوذها السابق في شرق اوروبا.
وأعلن الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف بعد يوم من فوز أوباما بالانتخابات الرئاسية، أن موسكو ستنشر صواريخ «إسكندر» قصيرة المدى في جيب كالينينغراد المتاخمة لبولندا في خطوة مضادة.
وذكرت «وكالة بلومبرغ للأنباء»، أن الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي أجرى مناقشات مع أوباما الجمعة، وذكر على موقعه الإلكتروني ان أوباما أكد له «أن مشروع الدرع المضادة للصواريخ سيستمر».
وقال ماكدونوف في بيان صادر عن مكتب أوباما، إن موقف الرئيس المنتخب «كما كان خلال الحملة الانتخابية، وهو أنه يدعم نشر نظام الدفاع الصاروخي عندما يتأكد ان هذه التكنولوجيا تعمل بفعالية». وأضاف: «أثار الرئيس كاتشينسكي (مسألة) الدفاع الصاروخي، لكن الرئيس المنتخب أوباما لم يقدم التزاما في شأنه».
وتابع إن أوباما أجرى «حواراً جيدا» مع كاتشينسكي ورئيس الوزراء دونالد تاسك في شأن «التحالف الأميركي-البولندي المهم».
وكانت الولايات المتحدة وقعت اتفاقا مع الحكومة البولندية في أغسطس الماضي لتحديث الجيش مقابل نشر 10 صواريخ اعتراضية على أراضيها.
وفي شرم الشيخ، قال الناطق باسم الخارجية الاميركية شون ماكورماك، ان رايس ولافروف عقدا اجتماعا مغلقا «استمر نحو ساعة و20 دقيقة» في احد فنادق شرم الشيخ، حيث شاركا في اجتماع للجنة الرباعية للشرق الاوسط، امس.
وعقد هذا اللقاء الذي تميز بطول مدته الاستثنائية، بالنسبة الى رايس التي تحتسب لقاءاتها بالدقائق، في اطار من التوتر الشديد بسبب العملية العسكرية الروسية في منطقة اوسيتيا الجنوبية الانفصالية خلال الصيف ومشروع نشر الدرع الصاروخية في شرق اوروبا.
واضاف الناطق، «سأصف اللقاء بأنه جيد ومثمر». وقال، «انهما تحدثا عن مجموعة واسعة من المواضيع في اطار اعلان سوتشي».
ففي نهاية لقاء عقد في ابريل في جنوب روسيا، اصدر الرئيسان جورج بوش وفلاديمير بوتين «اعلانا من اجل اطار استراتيجي» تضمن مراجعة لعلاقاتهما ورسم خريطة طريق لخلفيهما.
ومنذ ذلك الحين، سلم بوتين، مدفيديف الرئاسة، على ان يسلمها بوش الى أوباما في 20 يناير المقبل.
ولاحظ ماكورماك ان «الوثيقة تعترف بأن خلافات ستنشأ بين البلدين على بعض المواضيع، لكنها تظهر المجالات التي يمكن ان يتعاون البلدان في شأنها». واعلن ان الوزيرين تطرقا ايضا الى معاهدة خفض الاسلحة الاستراتيجية (ستارت) والدرع المضادة للصواريخ.
وذكر بأن المفاوض الاميركي جون رود سيلتقي نظيره الروسي سيرغي ريابكوف في الاسابيع المقبلة، وفي موسكو على الارجح، لمناقشة الاقتراحات الجديدة التي قدمتها واشنطن حول الدرع المضادة للصواريخ والتي لم يكشف مضمونها بعد.
واعلن الكرملين ان مدفيديف وأوباما اتفقا خلال لقاء هاتفي السبت، على الالتقاء «قريبا» لمناقشة العلاقات المتوترة جدا بين القوتين الكبريين. وقال لافروف ان اللقاء يمكن ان يعقد في 15 نوفمبر على هامش قمة مجموعة الـ 20 في واشنطن حول الازمة المالية.
واكد ان موسكو ترغب في التفاوض مع أوباما في شأن خطة الدفاع الصاروخي. واضاف، «اعتقد أن بامكاننا إجراء مناقشات مستفيضة حول هذه المسألة في نهاية العام».
واوضح الناطق الاميركي ان رايس ولافروف خصصا الجزء الاكبر من لقائهما لمستقبل عملية السلام الاسرائيلية - الفلسطينية، وتطرقا الى المفاوضات السداسية حول البرامج النووية الكورية الشمالية والايرانية التي تشارك فيها روسيا. واضاف ماكورماك، «انهما كررا موقفيهما من الموضوع الجورجي»، وهذه صيغة ديبلوماسية تعني ان جهود الطرفين اخفقت في التوصل الى توافق.
وفي بكين، ذكرت «وكالة شينخوا للانباء»، امس، ان هو وأوباما بحثا في سلسلة من القضايا منها الازمة المالية العالمية الحالية، وتطرقا الى امكانية تعزيز علاقات بلديهما مستقبلا. وتابعت ان الرئيس «هو لفت الى ان منذ قيام العلاقات الديبلوماسية بين البلدين قبل 30 عاما، استمرت العلاقات الثنائية في شكل عام في التطور رغم تراجعها» في بعض الاحيان.
واضاف الرئيس الصيني: «يجب على الصين والولايات المتحدة ان يحترم كل منهما الآخر وان يأخذ في الاعتبار ما يثير قلق البلد الآخر وان يحلا بالطريقة المناسبة المسائل الحساسة بين البلدين لا سيما مسألة تايوان».
وكانت الصين دعت أوباما الخميس، الى عدم دعم استقلال تايوان، مشددة على ان هذه المسألة تعد اساسية لقيام علاقات جيدة بين بكين وواشنطن.
وحسب «شينخوا»، اكد الرئيس المنتخب خلال الاتصال الهاتفي، ان الصين دولة «كبرى». واضاف، حسب الوكالة الصينية، ان «في الوضع السياسي الدولي الراهن، فان العلاقات الاميركية - الصينية ذات اهمية كبرى. ان تطور العلاقات لا يصب في مصلحة البلدين فحسب وانما يستفيد منه ايضا العالم اجمع».
كما بحث الرئيسان «مسائل دولية ذات اهتمام مشترك» مثل الامن والتغير المناخي. وقال الرئيس الصيني لنظيره الاميركي المنتخب، ان «الصين والولايات المتحدة بصفتهما اكبر دولة نامية واكبر دولة متطورة، لديهما العديد من المصالح المشتركة في المسائل المتعلقة بالسلام والتنمية في العالم».
واضافت «شينخوا»، ان الرئيس الصيني ابلغا أوباما ان المجتمع الدولي يجب ان يوحد جهوده في سبيل مواجهة الازمة المالية العالمية ومن اجل «اطلاق الاصلاحات اللازمة في النظام المالي العالمي».
وشكر هو، لأوباما اعترافه خلال حملته الانتخابية الرئاسية باهمية العلاقات بين الولايات المتحدة والصين. وكان أوباما انتقد خلال حملته الانتخابية الرئاسية السياسة التجارية للصين، لكن ليس بحدة.
ويقول خبراء، ان العلاقات بين بكين وادارة أوباما يجب ان تكون جيدة، نظرا لحاجة واشنطن الى التعاون مع الصين، التي تزداد قوتها يوما بعد يوم، في مواجهة الازمة المالية العالمية.
ومن حيث المبدأ، يفضل النظام الشيوعي الصيني، ان تكون الادارة الاميركية جمهورية وليس ديموقراطية، لانه يعتبر ان العلاقات التي تربط بين الديموقراطيين والنقابات، تجعل الادارة الديموقراطية اكثر عداء للسياسات التجارية الصينية التي تزيد نسبة البطالة في الولايات المتحدة.
وكان الرئيس الصيني ارسل الى أوباما اثر انتخابه تهنئة خطية.