محطة / عبر مسرحيتها «سماعة طبية وقلم وحكاية» / هيفاء السنعوسي تقدم رسالة إنسانية تعانق قلوب الأطباء

تصغير
تكبير
| كتب مدحت علام |
نظم نادي رزان للتعبير الابداعي تظاهرة ابداعية عنوانها «الطب فن... رسالة إنسانية تعانق قلوب الأطباء»، والتي أعدتها وأشرفت عليها الدكتورة هيفاء السنعوسي، وحضرها عميد كلية الطب في جامعة الكويت الأستاذ الدكتور فؤاد العلي، وذلك مساء الخميس الماضي على مسرح الجمعية الطبية الكويتية.
وقدمت هذه التظاهرة التي رعتها جريدة «الراي» الطالبة في جامعة الكويت دلال الغانم، كي يؤدي الطالب هشام البنوان من كلية الهندسة نص «الطب فن» وهو من تأليف السنعوسي. والحان الطالب نفسه.
ثم ألقى عميد كلية الطب الأستاذ الدكتور فؤاد العلي كلمة قال فيها: «ابتداءً اشكر دعوتكم الكريمة لحضور هذا النشاط الأدبي والفني المتميز. كما أشكر الدكتورة هيفاء على أخذها زمام المبادرة في معالجة موضوع غاية في الاهمية وهو تسليط الضوء على علاقة الطب بالانسانيات كالشعر والقصة والمقالة والدراما. ولكي نفهم اهمية هذه العلاقة وضرورة اذابة الجدران التي تفصل بين هذه المجالات، دعوني ارجع إلى رسالة الطبيب. فكلمة دكتور مشتقة من كلمة لاتينية تعني المعلم أو الحكيم، الذي يلجأ اليه الناس ليساعدهم في التعامل مع الخوف والألم والمعاناة والموت، وليشاركهم فرح الولادة والشفاء من المرض.
واضاف: «إلا ان العقود الماضية شهدت طغيان الجانب التقني والمادي على الجانب الإنساني والاخلاقي للمهنة، ما اوجد مفارقة محزنة تتمثل بتحول المريض من انسان يعاني اختلالا وظيفيا ونفسيا واجتماعيا إلى حالة يتم التعامل معها، وفق بروتوكول دوائي أو جراحي. ولحسن الحظ، فإن المؤسسات التعليمية المعنية بتدريس الطب قد بدأت تلتفت إلى الجانب الإنساني والاخلاقي، وأخذت تعالج هذه المواضيع في مناهجها الدراسية وكذلك من خلال تشجيع النشاطات الموازية للمنهج. إذا كان الطبيب هو الحكيم المعالج، فإن الأديب هو العين التي نرى من خلالها الحالة الإنسانية وما يتملكها من مشاعر الحب والسعادة والخوف والحزن، وإحساس الوحدة الذي يصاحب المرض وانتظار الموت وفراق الاحبة. ومن هنا كانت هذه التوأمة وهذا الحوار الذي تسعى الدكتورة هيفاء إلى بلورته بين مجال الطب من جهة والادب والدراما من جهة اخرى. فحوار كهذا لا يساعد طالب الطب او طالبة الأدب على فهم الجوانب النفسية والاجتماعية للصحة والمرض فحسب، بل ينمي قدرات الطلبة على التفكير النقدي والتحليلي ومعالجة المشاكل الاخلاقية المرتبطة بالحياة».
ومن ثم عرض لقطات سينمائية إنسانية يختلط فيها العمل الطبي بالأدب وبخاصة الشعر، وهي عبارة عن فيلم وثائقي عنوانه «كلمات شفائية»، وذلك من خلال ثلاثة اطباء شعراء من مستشفى شانديز في ولاية فلوريدا الأميركية وهم الدكتور جون بول والدكتور مايكل اوكان والدكتور روبرت لورانس، تحدثوا عن أهمية الشعر في العلاج.
كما ادى طلبة جامعة الكويت مسرحية قصيرة عنوانها «سماعة طبية وقلم وحكاية» من تأليف الدكتورة هيفاء السنعوسي والطلبة هم جراح الضلي وريم يعيش من كلية الطب ومحمد الحنيف من كلية العلوم الإدارية.
وتتحدث المسرحية ذات الفصل الواحد عن أهمية الكلمة الطيبة في علاج المرضى، وان تواضع الطبيب وتفهمه لمشاكل مريضه، والاستماع إليه ومحاورته، هي الاساليب الانسب في الشفاء وليس التعامل بفوقية وتعال ووضع الحواجز.
وتجيب السنعوسي في نصها المسرحي على سؤال طرحته: «هل يمكن ان تكون قاعدة التطبيب في عالمنا مبنية على فن التناغم النفسي، والتواصل الإنساني الفعال بين الطبيب والمريض؟ والاجابة تأتي من خلال مبدأ: «طبيب أنا... إنسان أنا».
وقد خرج الحضور من هذه الومضات الإنسانية بفكرة مفادها ان الطب يحتاج دائما إلى اللمسات الإنسانية التي تحرك المشاعر في اتجاه الشفافية وذلك من اجل الاسراع في الشفاء.
ويذكر ان الدكتورة هيفاء السنعوسي تهتم بالجانب الإنساني في المجال الطبي، من خلال ورش العمل التي قدمتها وطرحها لمفاهيم ونظريات تتعلق بالشفاء أو التداوي عن طريق الادب سواء الشعر أو القصة، وأهمية الفنون الأدبية في التطبيب النفسي.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي