أحب سديروت / مسيرة ذات الوجهين
باراك أوباما يتسلم قميصاً مكتوباً عليه «أحب سديروت» من رئيس البلدية إيلي مويال بحضور إيهود باراك في يوليو الماضي
لم يمر يوم على انتصار باراك حسين اوباما المظفر حتى امتلأت سفينة المؤيدين بأثر رجعي، جميع العاطفين المؤمنين المعجبين من انتاج اسرائيل، حتى آخر مكان، الى أن اصبحت في خطر الغرق لشدة الامتلاء.
ما الذي لم يقل عندنا عن الاسرائيليين عديمي المسؤولية ممن خرجوا علنا لتأييد اوباما، وقدروا بأنه لا يشكل خطرا على اسرائيل؟ فقد تعرض هؤلاء للنقد والاحتقار. كيف تجرأوا على تأييد رجل لا نعرف عنه شيئا، «الرجل الذي جاء من اللا مكان»، «المسلم الذي يقرأ القرآن»، ذاك الذي «يحاط بجملة مستشارين لا ساميين» ويقيم علاقات مع «كارهي اسرائيل». وكذلك «السناتور الفج الذي في افضل الاحوال لا يفهم شيئا في شؤون الخارجية، والامن وفي أسوأها «مؤيد لسياسة مصالحة تجاه ألد اعدائنا».
جنون الاضطهاد الاسرائيلي تجاوز في الأشهر التي سبقت الانتخابات في الولايات المتحدة الحدود والمعسكرات. وانطلاقا من ذات الميل للنظر الى العالم حولنا من خلال ثقب القفل في الخندق الذي نتمترس فيه فحص الزعيم الأسود في هذه النظرات، ورفض. ناهيك عن الحب المعروف في مطارحنا لأبطال الحرب، أي لجون ماكين، من طراز اريك شارون للأغنياء. أما الافتراض الذي يقضي بأن باراك اوباما هو النقيد التام لجورج دبليو بوش من كل النواحي فقد كان بالنسبة لطائفة الخوافين المرعوبين دليلا قاطعا على المصيبة التي يلوح وقوعها علينا في الأفق. ولكن ما أن انتصر اوباما وفي غضون بضع ساعات حتى وقفت على المنصة جوقة كبيرة لانشاد مزامير التمجيد. وتدافع الناس نحو كل ميكروفون للثناء على المنتخب، والادلاء بنتف الذكريات عن لقاء، نصف لقاء كان لهم مع «الرجل النبيل اللامع الصديق لاسرائيل هذا». كثيرون ممن وزعوا الشبهات والهزأ في الغرف المغلقة، سارعوا الى ذرف دمعة انفعال، والسياسيون سارعوا للخروج من خنادقهم الواقية، لاطلاق المدائح والثناء على اوباما. وأحسن بقوة عمل ذلك رئيس «الليكود» بنيامين نتنياهو. ففي مقال كتبه يوم الأحد بعد النصر توجه نتنياهو الى: «صديقي الرئيس المنتخب باراك اوباما» وذكره، وبالأساس ذكرنا نحن القراء، في موسم الانتخابات كيف التقيا، كم حميمية كانت اللقاءات، وأي اتفاق ودي سجل بينهما في المسائل الكبرى، بل انه خاطر بكشف الأسرار من الغرفة حين سأله صديقه اوباما كيف يمكنه أن يساعده في الموضوع الايراني، ونتنياهو أجاب: «أن يشدد الكونغرس الضغط الاقتصادي على طهران.» (وبالفعل، يا لها من فكرة اصيلة. كيف لم يفكروا بذلك من قبل؟) وانظروا العجب، نتنياهو يضيف ويذكر نظيره القديم بما سبق أن نسي، وفي هذه المناسبة يذكرنا نحن جمهور ناخبيه المحتملين، بأنه بعد نحو أسبوع من ذلك طرح: «صديقي الرئيس المنتخب» مشروع قانون بهذه الروح. ونتنياهو يختتم بالأمل وبالاقتناع: «باننا سنعمل معا بنشاط وتصميم» لتحقيق السلام. فهل عندما يقول نتنياهو «معا»، يقصد أيضا مع بني بيغن مثلا، الرمز اليميني، ومع آخرين أضافهم الى القائمة المتواصلة التوجه اليميني؟ فليكن، لماذا لا. اذا كان بالتزلف الذي خطه نتنياهو سيجمع، هو أو أي واحد آخر ينتخب هنا عندنا، التزاما بالتسوية فيلتقط بشبكة الادارة الجديدة في مسار السلام، فلعله كان مجديا لنا المعاناة من مسيرة الوجهنة هذه، ويحل السلام على اسرائيل.
تالي ليبكن شاحك
«معاريف»
ما الذي لم يقل عندنا عن الاسرائيليين عديمي المسؤولية ممن خرجوا علنا لتأييد اوباما، وقدروا بأنه لا يشكل خطرا على اسرائيل؟ فقد تعرض هؤلاء للنقد والاحتقار. كيف تجرأوا على تأييد رجل لا نعرف عنه شيئا، «الرجل الذي جاء من اللا مكان»، «المسلم الذي يقرأ القرآن»، ذاك الذي «يحاط بجملة مستشارين لا ساميين» ويقيم علاقات مع «كارهي اسرائيل». وكذلك «السناتور الفج الذي في افضل الاحوال لا يفهم شيئا في شؤون الخارجية، والامن وفي أسوأها «مؤيد لسياسة مصالحة تجاه ألد اعدائنا».
جنون الاضطهاد الاسرائيلي تجاوز في الأشهر التي سبقت الانتخابات في الولايات المتحدة الحدود والمعسكرات. وانطلاقا من ذات الميل للنظر الى العالم حولنا من خلال ثقب القفل في الخندق الذي نتمترس فيه فحص الزعيم الأسود في هذه النظرات، ورفض. ناهيك عن الحب المعروف في مطارحنا لأبطال الحرب، أي لجون ماكين، من طراز اريك شارون للأغنياء. أما الافتراض الذي يقضي بأن باراك اوباما هو النقيد التام لجورج دبليو بوش من كل النواحي فقد كان بالنسبة لطائفة الخوافين المرعوبين دليلا قاطعا على المصيبة التي يلوح وقوعها علينا في الأفق. ولكن ما أن انتصر اوباما وفي غضون بضع ساعات حتى وقفت على المنصة جوقة كبيرة لانشاد مزامير التمجيد. وتدافع الناس نحو كل ميكروفون للثناء على المنتخب، والادلاء بنتف الذكريات عن لقاء، نصف لقاء كان لهم مع «الرجل النبيل اللامع الصديق لاسرائيل هذا». كثيرون ممن وزعوا الشبهات والهزأ في الغرف المغلقة، سارعوا الى ذرف دمعة انفعال، والسياسيون سارعوا للخروج من خنادقهم الواقية، لاطلاق المدائح والثناء على اوباما. وأحسن بقوة عمل ذلك رئيس «الليكود» بنيامين نتنياهو. ففي مقال كتبه يوم الأحد بعد النصر توجه نتنياهو الى: «صديقي الرئيس المنتخب باراك اوباما» وذكره، وبالأساس ذكرنا نحن القراء، في موسم الانتخابات كيف التقيا، كم حميمية كانت اللقاءات، وأي اتفاق ودي سجل بينهما في المسائل الكبرى، بل انه خاطر بكشف الأسرار من الغرفة حين سأله صديقه اوباما كيف يمكنه أن يساعده في الموضوع الايراني، ونتنياهو أجاب: «أن يشدد الكونغرس الضغط الاقتصادي على طهران.» (وبالفعل، يا لها من فكرة اصيلة. كيف لم يفكروا بذلك من قبل؟) وانظروا العجب، نتنياهو يضيف ويذكر نظيره القديم بما سبق أن نسي، وفي هذه المناسبة يذكرنا نحن جمهور ناخبيه المحتملين، بأنه بعد نحو أسبوع من ذلك طرح: «صديقي الرئيس المنتخب» مشروع قانون بهذه الروح. ونتنياهو يختتم بالأمل وبالاقتناع: «باننا سنعمل معا بنشاط وتصميم» لتحقيق السلام. فهل عندما يقول نتنياهو «معا»، يقصد أيضا مع بني بيغن مثلا، الرمز اليميني، ومع آخرين أضافهم الى القائمة المتواصلة التوجه اليميني؟ فليكن، لماذا لا. اذا كان بالتزلف الذي خطه نتنياهو سيجمع، هو أو أي واحد آخر ينتخب هنا عندنا، التزاما بالتسوية فيلتقط بشبكة الادارة الجديدة في مسار السلام، فلعله كان مجديا لنا المعاناة من مسيرة الوجهنة هذه، ويحل السلام على اسرائيل.
تالي ليبكن شاحك
«معاريف»