نص
مذكراتي


لا يحتاج الكثير من الشرح ليفهمك، ذاك الكرسيَ القديم في الساحة عنده ما يكفي من الأحاديث ليصبح «احسان عبد القدوس» بنسخته المعدلة، ومع ذلك ما زال يحترم صمت ساكنيه.
المؤلم أنها ما زالت تتقبل الأمر بسذاجة متقنة، لم تشعرنا ولو لحظة انها عانت أو تعاني أو ستعاني في المستقبل القريب... تقبلت مأساتها بكل رحابة صدر وقررت ان تعيش الشهور القليلة من عمرها وهي تمنحنا ما تعوّدت عليه من الحب قبل انتصاف الليل وقبل ان يستيقظ ديك الجيران.
الأوراق الهرمة المتساقطة على الأرضية ما زالت تصنع مزيجاً غريباً من الموت والحياة، تخيلوا انها سقطت لتؤذن بولادة برعم الجديد سيحدد عمراً وأياماً كثيرة قد يكتبها الله للغصن الذي يحتويها، سقطت ليحيى غيرها... سقطت ولم تسقط همة غصنها أبداً في البحث عن متكئ ومهرب من غدر «المياه» والأيام بعثرتها على الأرضية دائماً ما كان يؤذي أمي ويثير حنقها بلا نهائيته غير المنقطعة، وبإرهاقها الأبدي من محاولة تنظيفها وكأنها دودة أرضٍ مستحدثة كلما قصمتها ولدت «بوقاحة» من جديد... ربما احاول تنظيفها بنفسي هذه المرة... كمية الملل التي تعتريني في هذه الساعة لن تمنعني من أن أحدّث قطنا العجوز «ضاوي» حكاية بياض الثلج وأنا أحاول ان أقلد صوته وهو يستجدي طعام العشاء الجميل في «الياسمينة الشامية» التي قررت ان تزين حوش بيتنا كونها تتحدث عن عمرها بطلاقة، لا تخجل من تجعدات جذعها الذي قارب على الذبول، ما زالت رائحة زهورها تجلب العبّاد والتائهين من مآذن المساجد القريبة ومن أقاصي الأحياء... منذ شهور حدثونا عن كونها «مريضة» وأن «الدودة» التي اجتاحت كيانها قد قتلتها فعلاً! لم تفلح معها كل المبيدات التي جلبناها بناءً على وصفة «المزارع المعالج» في تحسّن حالتها أو إيقاف تخشب الأغصان... لا فائدة!
المؤلم أنها ما زالت تتقبل الأمر بسذاجة متقنة، لم تشعرنا ولو لحظة انها عانت أو تعاني أو ستعاني في المستقبل القريب... تقبلت مأساتها بكل رحابة صدر وقررت ان تعيش الشهور القليلة من عمرها وهي تمنحنا ما تعوّدت عليه من الحب قبل انتصاف الليل وقبل ان يستيقظ ديك الجيران.
الأوراق الهرمة المتساقطة على الأرضية ما زالت تصنع مزيجاً غريباً من الموت والحياة، تخيلوا انها سقطت لتؤذن بولادة برعم الجديد سيحدد عمراً وأياماً كثيرة قد يكتبها الله للغصن الذي يحتويها، سقطت ليحيى غيرها... سقطت ولم تسقط همة غصنها أبداً في البحث عن متكئ ومهرب من غدر «المياه» والأيام بعثرتها على الأرضية دائماً ما كان يؤذي أمي ويثير حنقها بلا نهائيته غير المنقطعة، وبإرهاقها الأبدي من محاولة تنظيفها وكأنها دودة أرضٍ مستحدثة كلما قصمتها ولدت «بوقاحة» من جديد... ربما احاول تنظيفها بنفسي هذه المرة... كمية الملل التي تعتريني في هذه الساعة لن تمنعني من أن أحدّث قطنا العجوز «ضاوي» حكاية بياض الثلج وأنا أحاول ان أقلد صوته وهو يستجدي طعام العشاء الجميل في «الياسمينة الشامية» التي قررت ان تزين حوش بيتنا كونها تتحدث عن عمرها بطلاقة، لا تخجل من تجعدات جذعها الذي قارب على الذبول، ما زالت رائحة زهورها تجلب العبّاد والتائهين من مآذن المساجد القريبة ومن أقاصي الأحياء... منذ شهور حدثونا عن كونها «مريضة» وأن «الدودة» التي اجتاحت كيانها قد قتلتها فعلاً! لم تفلح معها كل المبيدات التي جلبناها بناءً على وصفة «المزارع المعالج» في تحسّن حالتها أو إيقاف تخشب الأغصان... لا فائدة!