في كتابين صدرا عن منشورات ذات السلاسل

حمزة عليان... يلقي الضوء على وجوه كويتية وخليجية

تصغير
تكبير
موسوعة تتناول السير الذاتية بأسلوب يغلب عليه طابع أدب المقالة
يتواصل الكاتب والباحث الزميل حمزة عليان في إصدار كتبه التي يهتم فيها بالشخصيات الكويتية والخليجية والعربية، وذلك وفق مشروع اعتزم عليان على إتمامه من أجل إبراز مجهودات شخصيات عامة سياسية وثقافية وفنية واجتماعية أثرت الحياة بالكثير من المنجزات.

ويسعى عليان إلى إصدار الكتب من أجل التأكيد على مسؤوليته التي أراد أن يتحملها وحده، وهي المسؤولية التي من المفترض أن تقوم بها مؤسسات، حيث إن التوثيق ليس بالأمر الهين، فهو بحاجة إلى وقت وجهد كبيرين، بالإضافة إلى إمكانيات متشعبة، ومن ثم استطاع عليان أن يقتطع من وقته الكثير من أجل المضي قدما في مشروعه المهم.

وفي الأيام القليلة الماضية أصدر عليان كتابين مهمين هما «وجوه من الكويت»، وهو ضمن سلسلة تراجم وأعلام في جزئه الخامس ثم الطبعة الأولى من كتاب «وجوه خليجية» وهو أيضا ضمن سلسلة تراجم وأعلام في جزئه السادس، والكتابان صدرا عن منشورات ذات السلاسل في الكويت.

يقول عليان في تقديمه لكتاب «وجوه من الكويت»: «ان تنشر في صحيفة يومية ثم تعيد جمع المادة في كتاب، يعني اعطيت ما نكتبه صفة الديمومة وحفظت المضمون المعرفي في وعاء مازال ينظر اليه على انه مرجع تاريخي يمكن التعامل معه كمصدر رئيسي في البحث والتأليف وخلافه... وجوه من الكويت صار اشبه بموسوعة تتناول السير الذاتية بأسلوب يغلب عليه طابع أدب المقالة السردية والادبية، وصلت اجزاؤه الى الخمسة، الأول منه كان عام 2003».

وأضاف: «42 شخصية حصيلة هذا الجزء، رتبت على قاعدة العمل الموسوعي والذي يعتمد الاسماء، وفق تسلسل الحروف الهجائية وبحسب اسم العائلة او الشهرة... التزمنا بإضافة قيمة مكملة للكتاب وهي ببليوغرافيا التراجم وقسمناها الى موضوعات تسهيلاً للقارئ بالوصول الى ما يريده، ثم جمع البيانات من مكتبات وطنية ومراكز معلومات صحافية بحيث يكون شاملاً قدر الامكان لما تنتجه دور النشر وما تضمه المكتبات من اصدارات جديدة تتناول السير والتراجم الكويتية... الجزء الخامس يضم بين دفتيه 42 شخصية اضافة الى وجهين عامين، لا يتعلقان بأسماء بعينهما بل بفرقة التلفزيون وبالمتطوعين الشباب... الوجوه تم نشرها في صحيفة «القبس» الكويتية وتحت عنوان «وجه في الأحداث» والتي تصدر مرة في الأسبوع تحت عنوان «قضايا وشخصيات» وعلى مدى ثلاث سنوات مضت».

كي يثني عليان على حضرة صاحب السمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد «أمير الإنسانية» والكويت التي اختيرت مركزا للعمل الإنساني، وذلك من خلال صفحات بيضاء أشار فيها عليان إلى اعتراف أعلى هيئة دولية بمكانة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد العالية والتي جاءت تجسيدا للموقع الذي يمثله على مستوى العالم.

وقال: «توّج سمو الأمير الشيخ صباح الاحمد مسيرة اكثر من نصف قرن من عطاءات الكويت في مجال العمل الاغاثي والانساني والتطوعي والذي دأبت عليه منذ الثلاثينات، وسجلها يذهب بعيداً الى حيث وصلت اياديها بتقديم الهبات والمساعدات والقروض التنموية. ولم تكن الجغرافيا حاجزاً يقف امام انشطتها التي اخذت بعداً دولياً لامس حدود معظم قارات العالم.

أبو الديبلوماسية الانسانية، اضاف الى سجله الزاهر بالعمل الديبلوماسي مصطلحاً جديداً في ادبيات الممارسات السياسية، من شأن ذلك ان يضيف الى رصيد الكويت العالمي ثقلاً دولياً في المحافل والمنظمات المعنية بمساعدة المحتاجين وتقديم المعونة للمعوزين ورفع مستوى المعيشة لدى الشعوب التي تعاني من الفقر والعوز».

وأكد قائلا: «عميد الديبلوماسية، بقي اميرها، فهو من اختبرها جيداً ووضع لبناتها الأولى منذ ان تسلم مقاليد وزارة الخارجية وجال في هذا العالم والمحيط، فكان رجل الدولة الذي رفع اسمها واعطاها زخما ووزنا دوليين وسط ازمات وصراعات وحروب تنقلت بين دول المنطقة والعالم.

تسجل لسموه، رؤاه الواعدة باطلاق مصطلح عالمي جديد للتعاون والسلم الدوليين، قائم على مفوم الديبلوماسية الانسانية التي اختصت بها الكويت من خلال سجلها الطويل في تقديم المساعدات، كما جاء على لسان وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود الصباح».

وأوضح عليان في كتابه أن شهادة الأمين العام للأمم المتحدة، هي تثمين من ارفع هيئة دولية، لسموه وللكويت لما تقدمه من دعم ثابت لمنظومة العمل الانساني متعددة الجنسيات، وتلك المساعدات اسهمت في انقاذ ارواح البشر سواء في سورية او العراق وغيرهما من الدول.

ثم تحدث عن الكويت التي لم يعرف في سياستها الخارجية انها وظفت المساعدات والهبات التي تمنحها لأغراض واجندات تعود عليها كما شأن العديد من الدول العظمى والمحيطة، فقد التزمت بتقليد عمره عشرات السنين بأن تكون تلك المساعدات عبر منظمات الامم المتحدة الضالعة في العمل الانساني، او عبر هيئات كويتية تخصصت بذلك، كالهلال الأحمر الكويتي والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، وكانت على الدوام تنأى بنفسها عن الانخراط بالمحاور الاقليمية لتبقى مساعداتها في اطارها الانساني والاخوي والقومي.

فيما تحدث المؤلف عن رائدة تصنيع الأعشاب دالية بدران... بسبب ابتكارها لتركيبة تمنع تساقط الشعر لمرضى السرطان، والدكتور محمد سعود البرجس... ثروة طبية مهاجرة، والفنان عبد الأمير التركي صاحب الأعمال الفنية الخالدة، والوزير السابق أحمد خالد أحمد الجسار، والموسيقار صالح حمدان، والمخرج التلفزيوني علي الريس، وابنة معهد الكويت للأبحاث العلمية الدكتورة سميرة أحمد السيد عمر، والمهندس أحمد المنفوحي... والكثير من الأسماء التي كان لها الفضل في نهضة الكويت قديما وحديثا، تلك التي أسهمت بشكل خلاق في أن يكون للكويت دورها المشهود والمتميز على المستوى الخليجي والعربي والعالمي.

وفي كتابه الثاني «وجوه خليجية» قال عليان في مقدمته: «كان للشخصيات الخليجية حضورها المتواصل في الصفحة التي اعدها في «القبس» تحت عنوان «قضايا وشخصيات» وهي سير ذاتية بلغت 84 شخصية... توزعت الوجوه على دول مجلس التعاون الخليجي وتناولت اسماء قيادية برزت في القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والفنية والسياسية... وارتبط معظمها بأحداث ظهرت فيها تلك الوجوه على الساحة الاعلامية وكانت من الجنسين، فالمرأة الخليجية اثبتت قدراً عالياً من الكفاءة وتبوأت مناصب عليا في الدولة».

وأضاف: «بلغة الأرقام نالت الشخصيات السعودية الحصة الأكبر حيث بلغت 27 شخصية، تلتها البحرين بعدد 20 ثم الامارات العربية المتحدة بـ 15 شخصية ودولة قطر بـ 15 شخصية اما سلطنة عمان فقد تمثلت بسبعة وجوه... رتبت الاسماء على قاعدة العمل الموسوعي ووفق تسلسل الحروف الهجائية وبحسب اسم العائلة او الشهرة اولاً».

كي يسترسل في إبراز الجوانب المضيئة في شخصيات خليجية أثرت الحياة بشكل عام مثل الشيخة المياسة بنت محمد شيخة المتاحف والثقافة، والشيخة هنادي هنادي بنت ناصر آل ثاني، ومشاركتها الفعالة في قطاع الأعمال، والشيخة مي بنت محمد بن إبراهيم آل خليفة ودورها الثقافي المشهود، وغير ذلك من الأسماء البارزة خليجيا، تلك التي أثمرت منجزاتها أدوارا فعلية وملهمة في واقع الحياة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي